أحدث الأخبار
  • 04:48 . ترامب يقرر الاحتفاظ بالناقلات المصادرة وتحويل نفطها للمخزون الإستراتيجي... المزيد
  • 12:30 . سلطان عُمان يستقبل وزير الخارجية السعودي لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:26 . قرقاش يرد على السعوديين واليمنيين والسودانيين: "الإمارات لا تبحث عن نفوذ"... المزيد
  • 12:22 . كلمات صادقة من حاكم الشارقة لفلسطين تشعل التفاعل: "لو كان بيدنا لكنا معكم"... المزيد
  • 12:01 . وثيقة ويكيليكس تكشف رؤية محمد بن زايد للانتخابات والإسلام السياسي وإيران... المزيد
  • 11:53 . كتاب "الوهم الأندلسي" لروضة الطنيجي يثير موجة انتقادات حادة واتهامات بالتحريض وتشويه صورة الإسلام... المزيد
  • 01:06 . رويترز: مهبط طائرات ممول من أبوظبي في ليبيا يغيّر موازين الحرب السودانية... المزيد
  • 12:35 . بسبب الرقائق الإلكترونية.. أبوظبي في مرمى التحقيقات الأمريكية... المزيد
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد

قوة الفكرة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-12-2018

قوة الفكرة - البيان

كان ذلك منذ عامين، في أحد صباحات مارس المعتدلة، في بلاد لا تزيد حرارتها طوال العام ولا تنقص عن 33 درجة مئوية بشكل عام.

مررت في ذلك الصباح في طريقي إلى المستشفى بمجسم ضخم لتمثال منصوب أمام مدخل الفندق الذي أقيم فيه في العاصمة بانكوك، كان هناك الكثير من الأطعمة الملونة والورود حول النصب، أردت أن أعرف سر الأطعمة، فسألت فتاة المقهى الشابة ذات الثلاثة والعشرين ربيعاً، أجابت إن هذه الأطعمة توضع كصدقة لأرواح الموتى، وأن بوذا يباركها بعد أن تنزل الأرواح ليلاً وتتقبلها!.

تقول الفتاة، إن أرواح الأسلاف تظل تنتظر هذا الطعام أو هذه الصدقة لتباركها، ومن ثم يصبح من حق العابرين تناولها، لا علينا بما يقتنع به الآخرون، تلك قناعات لا نناقشها، لكننا حين نمر بها لا شك في أنها تثير لدينا الكثير من أسئلة الفضول.

أنهت الفتاة كلامها بالقول: «إن الإيمان بالله محله القلب»، ثم بابتسامة حلوة أردفت: «أنا أؤمن بنفسي طيلة النهار وبقدرتي على الاستمرار وتأمين احتياجات حياتي، أما كبار السن فإنهم يؤمنون بالغيبيات أكثر لأنهم جيل لم يتعوّد أن يناقش أو يسأل»، ثم ضحكت ومضت مستريحة إلى قناعاتها!.

ما زلت أتوقف عند كل زاوية، وأتذكر تلك الفتاة، حين أجد أناساً يصدّقون ما لا يقبله العقل، لكنني أعود فأنتبه إلى أن الإيمان بالفكرة لا يحتاج إلى العقل بقدر اتكائه على القلب والعاطفة، وأن معظم هذا العالم يمور كبحر زاخر بقناعات لا تصدق، لكنها موجودة ومستمرة وتؤثر في سيرورة حياة الناس، وليس للأمر علاقة بمستوى التعليم، أو التحرّر أو التحضّر.

فالفكرة المثالية ضرورة لضمان بقاء واستمرار الكثير من المجتمعات والمجموعات التي ربما كانت ضعيفة أو رخوة في وقت سابق، وكانت بحاجة إلى عمود فقري يشدها ويحفظ بقاءها واقفة في أرضها، لذلك كانت الفكرة!.

لقد بنيت بعض المجتمعات على مصادرة وإبادة الآخر وسرقة أرضه وخيراته وحتى تاريخه ومستقبله. هذه البداية لا تبشر بمجتمع قابل للبقاء الأبدي، وحدها فكرة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان (ومعظمها مجرد نظريات)، رفعت هذا المجتمع من مرتبة المجتمع الذي بني على أنقاض وحقوق الآخرين إلى حلم يسعى له الجميع.. إنها قوة الفكرة التي تحيل التراب ذهباً والمحتل منقذاً!!.