أحدث الأخبار
  • 08:05 . كيف تشغّل أبوظبي شبكة مؤثّريها لتشويه الإسلاميين؟.. تحقيق يوضح البنية والسرديات... المزيد
  • 04:48 . ترامب يقرر الاحتفاظ بالناقلات المصادرة وتحويل نفطها للمخزون الإستراتيجي... المزيد
  • 12:30 . سلطان عُمان يستقبل وزير الخارجية السعودي لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:26 . قرقاش يرد على السعوديين واليمنيين والسودانيين: "الإمارات لا تبحث عن نفوذ"... المزيد
  • 12:22 . كلمات صادقة من حاكم الشارقة لفلسطين تشعل التفاعل: "لو كان بيدنا لكنا معكم"... المزيد
  • 12:01 . وثيقة ويكيليكس تكشف رؤية محمد بن زايد للانتخابات والإسلام السياسي وإيران... المزيد
  • 11:53 . كتاب "الوهم الأندلسي" لروضة الطنيجي يثير موجة انتقادات حادة واتهامات بالتحريض وتشويه صورة الإسلام... المزيد
  • 01:06 . رويترز: مهبط طائرات ممول من أبوظبي في ليبيا يغيّر موازين الحرب السودانية... المزيد
  • 12:35 . بسبب الرقائق الإلكترونية.. أبوظبي في مرمى التحقيقات الأمريكية... المزيد
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد

صفقة مع الشيطان

الكـاتب : سحر ناصر
تاريخ الخبر: 21-02-2019

سحر ناصر:صفقة مع الشيطان- مقالات العرب القطرية

الصفقة مع الشيطان هي دلالة رمزية على من يبيع روحه للشيطان، مقابل الحصول على خدمات دنيوية ترتبط بملذاتها، مثل الثروة والشهوة والشهرة والسلطة، وغيرها من الماديات التي يحلم كل امرئ بامتلاكها.

لماذا نتحدث عن هذا النوع من الصفقات اليوم؟! لأنني كنت بصدد قراءة أحد المقالات في موقع إلكتروني لبناني، اقتبس فيه الكاتب مقولة لأحد السياسيين الراحلين -لم يذكر اسمه- قال فيها: «سأتعامل مع الشيطان من أجل خدمة وطني».

أيقنت عندها أن التعامل مع الشيطان خيار سياسي لطالما كان مطروحاً على أجندة السياسة اللبنانية حالها كحال جميع الدول، لكن ما يميز الحالة اللبنانية أنها أكثر وضوحاً للعيان، بسبب التركيبة الحزبية والحرية الإعلامية والتراشق السياسي، الذي يفضح الصفقات الشيطانية على شاشات التلفزة، ومن حسن حظّنا كشعب، أننا بتنا نقرأ هذه الصفقات في «تويتر»!

الطريف في هذه الصفقات أننا كلبنانيين مختلفون حتى في تحديد هوية الشيطان، هذا الاختلاف الذي نشأ منذ تأسيس الجمهورية الحديثة في حقبة الأربعينيات، حيث كان الخلاف بين شيطان «الاستعمار الفرنسي» وشيطان «الانضمام إلى سوريا»، تحوّل في أواخر التسعينيات إلى خلاف عجيب بين الشيطان «الصهيوني - الأميركي» والشيطان «السوري - الإيراني».

وفي الحقيقة، الصفقة مع الشيطان في لبنان وغيرها كثير من الدول العربية لم تعُد محصورة بالحالة السياسية، وإنما تكمن في بيع أرواحنا للشياطين، من أجل ماذا؟ من أجل الحصول على حقوقنا المكتسبة أصلاً، والأخطر في هذه الحالة العربية عما هو موجود بالعالم الغربي، أن الشيطان غالباً ما يتنكر بلباس التقوى، وينطق باسم الله ورسوله، ويحلّل ويحرّم ويفتي بمصير الأفراد والمجتمعات.

وما يصحّ في السياسة، يصحّ على المستوى الاجتماعي، وبين الناس، فالسياسة في نهاية المطاف هي فن إدارة شؤون الناس، ونحن نعقد صفقات يومية مع الشيطان، ونبيع جزءاً من روحنا رويداً رويداً، بالوشاية من أجل التقرّب من أصحاب القرار، ومنّا من يبيعها من أجل المناصب، والمال، والشهرة، وما إلى ذلك.

لسنا ملائكة، ولكن الله -سبحانه وتعالى- يحمينا من أنفسنا ومن هذه الصفقات، إذ قال في كتابه العزيز مخاطباً الشيطان: «إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ».

القرار بيدنا أن نكون من عباد الله المخلصين، أو من عباده الغاوين.