أحدث الأخبار
  • 08:05 . كيف تشغّل أبوظبي شبكة مؤثّريها لتشويه الإسلاميين؟.. تحقيق يوضح البنية والسرديات... المزيد
  • 04:48 . ترامب يقرر الاحتفاظ بالناقلات المصادرة وتحويل نفطها للمخزون الإستراتيجي... المزيد
  • 12:30 . سلطان عُمان يستقبل وزير الخارجية السعودي لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:26 . قرقاش يرد على السعوديين واليمنيين والسودانيين: "الإمارات لا تبحث عن نفوذ"... المزيد
  • 12:22 . كلمات صادقة من حاكم الشارقة لفلسطين تشعل التفاعل: "لو كان بيدنا لكنا معكم"... المزيد
  • 12:01 . وثيقة ويكيليكس تكشف رؤية محمد بن زايد للانتخابات والإسلام السياسي وإيران... المزيد
  • 11:53 . كتاب "الوهم الأندلسي" لروضة الطنيجي يثير موجة انتقادات حادة واتهامات بالتحريض وتشويه صورة الإسلام... المزيد
  • 01:06 . رويترز: مهبط طائرات ممول من أبوظبي في ليبيا يغيّر موازين الحرب السودانية... المزيد
  • 12:35 . بسبب الرقائق الإلكترونية.. أبوظبي في مرمى التحقيقات الأمريكية... المزيد
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد

صُنّاع الفراغ!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 05-03-2019

صُنّاع الفراغ! - البيان

لا فراغ في الطبيعة، وأيُّ فراغ يحدث سرعان ما يتم ملؤه في الحال. ذلك أن الطبيعة تكره الفراغ، كما يقول العلماء، وفي أبسط الأمثلة فإن الكأس التي نصفها ماء لا يكون نصفها الآخر فارغاً، حتى وإن لم ترَ عيوننا الهواء الذي يملأ النصف الباقي، إلا أنه موجود حتماً.

نظرية ملء الفراغ هذه هي ما بقينا نعاني منه تاريخياً في حياتنا العامة، ففي السياسة قديماً إذا انسحبت دولة احتلال من بلاد عربية محتلة فإنها لا تبقى فارغة، إذ سرعان ما تحلّ محلها سلطة أخرى. لا يهم إن كانت أفضل أو أسوأ من سابقتها.

وفي اليومي والمعتاد في حياتنا نجد أحدهم وقد انفصل عن شريكه، فإذا به يشعر بالفراغ الذي هبط فجأة على حياته وكأنه ثقب أسود يكاد يلتهمه، فيركض لأقرب بديل يملأ به ذلك الفراغ: يرتبط بشريك آخر، يتزوج سريعاً متوّهماً الاستقرار، يسافر هرباً، يدمن عادةً ما، يقترب أكثر من أصدقائه.. إلخ. المهم ألا يظل الفراغُ فراغاً!

في أنظمة الحكم الديكتاتورية، فإن الحاكم بأمره ليس مجرد فرد، إنه نظام متكامل يسيطر على سلطات دولة. نظام لم يأتِ من الفراغ، لكنه أتى ليسد الفراغ. وكلما زادت الفراغات نمت الديكتاتورية أكثر، واحتلت مساحات أكبر، طردت مَن كان فيها وملأت مكانه.

إن مَن يصمت في وجه الديكتاتور خوفاً أو تربحاً هم الذين يصنعون الفراغات التي يتمدد فيها جسد الديكتاتور وأذرعه، وكذلك أولئك الذين يحرسونه ويستفيدون منه، الذين يبررون وجوده ويعتبرونه الشكل الأفضل لمواجهة أي فراغ قد يقود البلاد والعباد للهاوية، فهو الفراغ الأفضل إذن!

إن هذا الديكتاتور، ولكي يبقى طويلاً، فإن عليه أن يقتات على فراغ القلوب الممتلئة بالخوف وانعدام النضج والأنانية وقصر النظر لمعنى الصالح العام، هؤلاء الفارغون من الإيمان بالآخر وبالإنسان وبالمصالح الجمعية، هم الذين يوفرون الفراغات اللازمة، ويحرسون الفساد ليتمدد الديكتاتور أكثر!