أحدث الأخبار
  • 09:39 . الدعم السريع تعلن استعادة بلدة مهمة وترفض عرض الخرطوم وقف الحرب... المزيد
  • 08:50 . بينهم سعوديون وسودانيون.. اتفاق بين الحكومة اليمنية والحوثيين للإفراج عن 2900 أسير... المزيد
  • 08:05 . كيف تشغّل أبوظبي شبكة مؤثّريها لتشويه الإسلاميين؟.. تحقيق يوضح البنية والسرديات... المزيد
  • 04:48 . ترامب يقرر الاحتفاظ بالناقلات المصادرة وتحويل نفطها للمخزون الإستراتيجي... المزيد
  • 12:30 . سلطان عُمان يستقبل وزير الخارجية السعودي لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:26 . قرقاش يرد على السعوديين واليمنيين والسودانيين: "الإمارات لا تبحث عن نفوذ"... المزيد
  • 12:22 . كلمات صادقة من حاكم الشارقة لفلسطين تشعل التفاعل: "لو كان بيدنا لكنا معكم"... المزيد
  • 12:01 . وثيقة ويكيليكس تكشف رؤية محمد بن زايد للانتخابات والإسلام السياسي وإيران... المزيد
  • 11:53 . كتاب "الوهم الأندلسي" لروضة الطنيجي يثير موجة انتقادات حادة واتهامات بالتحريض وتشويه صورة الإسلام... المزيد
  • 01:06 . رويترز: مهبط طائرات ممول من أبوظبي في ليبيا يغيّر موازين الحرب السودانية... المزيد
  • 12:35 . بسبب الرقائق الإلكترونية.. أبوظبي في مرمى التحقيقات الأمريكية... المزيد
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد

الرشوة النفسية!

الكـاتب : سحر ناصر
تاريخ الخبر: 04-04-2019

سحر ناصر:الرشوة النفسية!- مقالات العرب القطرية

أعلنت كريستين لاغارد، مدير عام صندوق النقد الدولي، في خطاب ألقته أمام غرفة التجارة الأميركية في واشنطن، مؤخراً، أن التكلفة السنوية للرشوة في العالم تبلغ أكثر من 1.5 تريليون دولار سنوياً؛ أي حوالي 2% من إجمالي الناتج المحلي العالمي. ولمحّت كريستين إلى أن غسل الأموال وتمويل الإرهاب يُشكّلان بُعدين خطيرين آخرين لمشكلة الرشوة؛ إذ تشكل الرشوة إحدى الوسائل لتمرير العمليات القذرة من الاتجار بالبشر، وتجارة السلاح، والمخدرات، وتجارة الأعضاء، وغيرها من الجرائم.

خطاب السيدة لاغارد الذي حمل عنوان: «لحظة فارقة في الاقتصاد العالمي: ثلاثة مجالات لها الأولوية في التحرك المطلوب»، تناول الرشوة كأحد التحديات العالمية التي تم تصنيفها في إطار الفساد. هذه السيدة التي تتحكم في القرارات المالية العالمية –مبدئياً أقله من الناحية الشكلية-، أكدت أن مكافحة الرشوة تتطلب من الدول في بادئ الأمر القبول بتحمُّل المسؤولية عما يحدث داخل حدودها أولاً، مشيرة إلى أن الفساد ينعكس سلبياً على الاقتصاد الوطني للدول، ويتسبب بخسارة فادحة في الإيرادات العامة وانخفاض النمو، ويزيد من فجوة عدم المساواة بين الناس، ويغذي عدم الثقة بالاقتصاد الوطني -آخ يا وطني- على سيرة الوطن!

المهمّ، كلام لاغارد جميل ومثاليّ، وعلى الرغم من اختلاف تعريفات الرشوة في قوانين العقوبات الخاصة بكل دولة، إلا أن الرشوة تعدّ جريمة اتفقت أغلب الدول على مكافحتها، وعلى تعريفها في إطار أنها قبول أي موظف عام لنفسه أو لغيره مالاً أو منفعة أو مجرد وعد بشيء من ذلك مقابل القيام أو الامتناع عن عمل من أعمال وظيفته.

وبعد قراءة تعريف الرشوة وعقوباتها تبادر فوراً إلى ذهني عند -كتابة هذه السطور- أغنية: «آه يا لالي يا عيني يا لالي»؛ حيث إن الرشاوى في الكثير من الدول العربية والأجنبية أيضاً تتخذ أشكالاً جديدة، ووجوهاً متعددة، منها المادية والعينية، وما بات يُعرف بـ»networking»، أي توظيف العلاقات من أجل تحقيق غاية، وما تشتمل عليه هذه العلاقات من: مال، وجمال، ودلال، وتسهيل قروض، وهدايا فاخرة، وتذاكر سفر، وما إلى ذلك.

وهذا كلّه معروف ولا جديد فيه، اليوم أرغب في أن أشارككم رأيي في وجه جديد من وجوه الرشوة -ربما مألوف للكثير منكم- ولكنه مستحدث بالنسبة لي، ربما لخبرتي المتواضعة في هذا المجال. وهو «الرشوة» النفسية التي ترتدي لباس التقوى، أو «الرشوة الدينية»، وهي أن يرتدي المرء لباس التقوى ظاهرياً، وأُهديك على «حبّ الرسول» عليه الصلاة والسلام، سبحة ثمنها باهظ جداً، أو أن أقدّم لك نسخة ذهبية عن القرآن الكريم، وفي أضعف الإيمان، أُرشيكَ بالمزايدة على الأخلاق الحميدة بما لا أُضمر، حيث تراني في المسجد الذي تصلي فيه أُتمتم بصلاتي ولكني أتربص بك لأسألك خدمة لا أستحقها، أو أن أفتن لك عن زميل لا أحبه، أو أجالسك في الحصص الدينية نفسها، وأعرض عليك تعليم أبنائك الدروس الخصوصية مجاناً، كي أستغل ذلك في خدمة إتمام معاملاتٍ لمن لا يستحق على مدار العام، وغيرها الكثير من الأشكال التي أكاد أجزم أنكم ترونها يومياً بين المكاتب. للرشوة وجوه كثيرة وبشعة، وعواقب وخيمة، وأكثرها بشاعة هي الرشوة باسم الدين، تحت سوء تفسير «تهادوا تحابوا». «تهادوا تحابوّا»، لكن لا تكونوا: «سمّاعون للكذب أكّالون للسُحت»!