أحدث الأخبار
  • 09:39 . الدعم السريع تعلن استعادة بلدة مهمة وترفض عرض الخرطوم وقف الحرب... المزيد
  • 08:50 . بينهم سعوديون وسودانيون.. اتفاق بين الحكومة اليمنية والحوثيين للإفراج عن 2900 أسير... المزيد
  • 08:05 . كيف تشغّل أبوظبي شبكة مؤثّريها لتشويه الإسلاميين؟.. تحقيق يوضح البنية والسرديات... المزيد
  • 04:48 . ترامب يقرر الاحتفاظ بالناقلات المصادرة وتحويل نفطها للمخزون الإستراتيجي... المزيد
  • 12:30 . سلطان عُمان يستقبل وزير الخارجية السعودي لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:26 . قرقاش يرد على السعوديين واليمنيين والسودانيين: "الإمارات لا تبحث عن نفوذ"... المزيد
  • 12:22 . كلمات صادقة من حاكم الشارقة لفلسطين تشعل التفاعل: "لو كان بيدنا لكنا معكم"... المزيد
  • 12:01 . وثيقة ويكيليكس تكشف رؤية محمد بن زايد للانتخابات والإسلام السياسي وإيران... المزيد
  • 11:53 . كتاب "الوهم الأندلسي" لروضة الطنيجي يثير موجة انتقادات حادة واتهامات بالتحريض وتشويه صورة الإسلام... المزيد
  • 01:06 . رويترز: مهبط طائرات ممول من أبوظبي في ليبيا يغيّر موازين الحرب السودانية... المزيد
  • 12:35 . بسبب الرقائق الإلكترونية.. أبوظبي في مرمى التحقيقات الأمريكية... المزيد
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد

العامة إذ تنتفض على الاستبداد

الكـاتب : أحمد موفق زيدان
تاريخ الخبر: 05-04-2019

د. أحمد موفق زيدان:العامة إذ تنتفض على الاستبداد- مقالات العرب القطرية

نجح الاستبداد العربي، خلال القرن الماضي، في تثبيت أركانه ونشر جذوره وشروره في بيئة وحاضنة صامتة عليه، وسط شيوع وذيوع أمثال وأقوال تثبت دعائمه وتساعده من حيث يدري قائلها أو لا يدري، فكان المثل الشرقي المعروف «امشي الحيط الحيط وقل يا رب السترة»، والمثل الآخر الذي ووجه به كل من انتفض ضد الأسد المؤسس حافظ (العين لا تقاوم المخرز)، ومثل (للحيطان آذان)، وآلاف من الأمثلة التي أسست وجذّرت للاستبداد، فكانت النتيجة التراكمية ثقافة عبودية واستخذاء وذلة لا مثيل لها، شكّلت منظومة خطيرة عبثت بالحمض النووي لتركيبة الدول العربية الخاضعة للاستبداد، فتحولت بالتالي إلى مزارع وجمهوريات عبيد بكل معنى الكلمة، وحين عجزت الثورة عن تغيير العصابة الحاكمة، لجأت الأخيرة، مدعومة من الاحتلال الأجنبي والميليشيات الطائفية، إلى إبادة الشعوب وتدمير حواضرها.

كان النبي، عليه الصلاة والسلام، الذي يدرك أن المجتمع أكثر من ثلاثة أرباعه من الشباب، قد ولّى على خيرة الصحابة من أمثال أبي بكر وعمر، الشاب أسامة بن زيد، رضي الله عنهم، وكان يصرّ على إنفاذ بعث أسامة وهو في سكرات الموت، وكلما استيقظ من سكرة سأل عن إنفاذ بعث أسامة، ولعل ابن عباس -رضي الله عنهما- فسّر ذلك بقوله: (ما بعث الله نبياً إلّا شاباً، ولا أوتي العلمَ عالمٌ إلا وهو شاب، وتلا هذه الآية «قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم»)، ولذلك قال الشعبي رضي الله عنه: (نعم الشيء الغوغاء، يسدّون السيل، ويطفئون الحريق، ويشغبون على ولاة السوء).

لقد نجح الاستبداد العربي طوال القرن الماضي في تثبيت أركانه، مقابل فشل الحركات الإصلاحية والوطنية في زحزحته عن عرشه ومؤسساته الاستبدادية لاعتمادها على النخب، بينما كانت الأغلبية إما صامتة أو متعاونة مع الاستبداد، لكن في حالة الربيع العربي وُوجه الاستبداد بحالة جديدة لم يعهدها من قبل، إذ انتفضت الشعوب العربية، ولم يعد أمام حالة نخبوية وحزبية وفصائلية منعزلة عن المجتمع وهمومه ومصالحه، وبالتالي حرمت الاستبداد العربي من تحميل الخارج مسؤولية دعم هذه النخب والفصائل والأحزاب، كونه من الصعب أن يحمل ملايين الأشخاص مسؤولية العمالة، وإن أصرّ على تحميلها للأغلبية، فلا أحد سيصدقه في ادعاءاته تلك، كما أن حجته ومجادلته ستكون أضعف مما لو كان العدو الذي يواجهه هو النخب.

أما على الصعيد العسكري، فبعد أن كان الاستبداد العربي يواجه حركات وفصائل وأحزاباً نخبوية قوام تعدادها بالمئات، وربما في أحسن حالاتها بالآلاف، يواجه اليوم كما في سوريا، مثلاً، مسلحين ربما بمئات الآلاف، بعد أن حمل السلاح كل من تجوهلت مطالبه بالحرية والتحرر من الاستبداد، وهنا أصبح الاستبداد ضعيفاً عسكرياً، فالسلاح الأقوى الذي كان يمتلكه بل ويحتكره، قد نازعه فيه غيره.

نحن اليوم أمام ثورة حقيقية، وبحسبة بسيطة، نرى أن جغرافية الثورة العربية وديمغرافيتها وعمقها وامتدادها الزمني لا يقارن بأي من الثورات العالمية التي عصفت بالعالم خلال القرنين الماضيين، لقد وُوجه الربيع العربي بموجة ثورة مضادة ليست إقليمية فقط، وإنما ثورة مضادة عالمية، تحرص كل الحرص على إبقاء الواقع المستبد على حاله، كون تفكيكه سيعني تفكيك منظومات إقليمية ودولية، والتي هي أشبه ما تكون بحبات المسبحة، وفرط حبة واحدة سيعقبه فرط المسبحة كلها، إنها لعبة أحجار الدومينو.