أحدث الأخبار
  • 10:28 . مسؤول أمريكي سابق: أبوظبي استخدمت ثروتها ونفوذها السياسي لتأجيج الصراع في السودان... المزيد
  • 10:26 . البرهان يزور تركيا مع اشتداد المعارك مع قوات الدعم السريع... المزيد
  • 08:40 . سلطان القاسمي يوجه بتسكين جميع الأئمة والمؤذنين في مساجد الإمارة على كادر حكومة الشارقة... المزيد
  • 02:41 . دبي تدخل المرحلة الأخيرة من حظر المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام... المزيد
  • 02:31 . "أطباء السودان": الدعم السريع تحتجز 73 امرأة و29 طفلة... المزيد
  • 12:10 . الإمارات تسلّم "زعيم شبكة لتهريب البشر" إلى السلطات الهولندية... المزيد
  • 11:57 . الدكتور يوسف اليوسف: على أبوظبي مراجعة سياساتها بعد أن أصبح اسمها مقروناً بالتعاون مع الأعداء... المزيد
  • 11:45 . مواطنون يقترحون حوافز مالية وتقليص دوام الأمهات لمواجهة تراجع المواليد... المزيد
  • 11:16 . السعودية تحذّر المجلس الانتقالي من التصعيد في حضرموت والمهرة... المزيد
  • 10:32 . الإمارات ترحب باتفاق تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين... المزيد
  • 09:48 . عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى وعمليات هدم واسعة بالقدس... المزيد
  • 12:42 . ترحيب خليجي باتفاق تبادل الأسرى في اليمن... المزيد
  • 12:32 . كيف ساهمت أبوظبي في ضم كازاخستان إلى اتفاقيات التطبيع؟... المزيد
  • 12:20 . "الموارد البشرية والتوطين" تلغي ترخيص مكتب لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد
  • 12:17 . تقرير: توقعات إيجابية لنمو اقتصاد الإمارات واستقرار التضخم... المزيد
  • 12:08 . تونس تحكم بالمؤبد على 11 متهماً باغتيال مهندس "كتائب القسام" محمد الزواري... المزيد

على وقع المواجهة في غزة

الكـاتب : رضوان الأخرس
تاريخ الخبر: 06-05-2019

رضوان الأخرس:على وقع المواجهة في غزة- مقالات العرب القطرية

أكتب هذه الكلمات على وقع التصعيد والمعركة في قطاع غزة، صاروخ يسقط وآخر يصعد، غزة تقول بكل ضعفها وقوتها لا، في زمن يتسابق فيه آخرون لقول ما هو أكثر من نعم، متنافسين في تأدية طقوس التنازل والتفريط مع التطبيع.

تخوض غزة منذ يومين جولة مواجهة جديدة تصدياً لعدوان الاحتلال وجرائمه المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، وقد كانت شرارة المعركة استهداف الاحتلال وقنصه وقصفه لعدد من الفلسطينيين يوم الجمعة الماضية، ما أسفر عن عدد من الشهداء والجرحى.

وكانت المقاومة هددت بالرد على ذلك قبل حدوثه، إلا أن الاحتلال على ما يبدو ظن أنه كما في كل مرة سينجح في كبحها عن تنفيذ تهديداتها، أو جزء منها من خلال الوسطاء أو المبادرات المجزئة.

على مدار شهور تمنعت المواجهة الواسعة، وجرت محاولات عديدة لتجنبها، والمقصود هنا المواجهة العسكرية، أما المواجهة بأشكالها المتعددة لم تتوقف للحظة، أو بمعنى أدق لم يتوقف العدوان، فما بين استهداف المتظاهرين، والاعتداءات المتكررة، ناهيك عن الحصار وتشديد الخناق الذي اشترك فيه القريب كما البعيد.

إن كل قطرة دم سالت وتسيل يشترك فيها المجرمون الذين أسهموا في حصار غزة وتشديد الخناق عليها، الجميع بات يعرف السبب المباشر للمعركة، وهو اعتداء الاحتلال وقتله عدداً من الفلسطينيين يوم الجمعة.

إلا أن السبب الباعث لكل هذا الغضب البادي في قذائف المقاومة المنهمرة على مستوطنات ومواقع الاحتلال، هو القهر، نعم القهر المتراكم في النفوس من حجم الظلم المركب الذي يعيشه الناس، فهؤلاء المقاومون هم آباء أطفال جوعى يبيتون دون حليبهم، وهم شباب أيضاً يصارعون دون أحلامهم، وينظرون إلى الأسى في عيون آبائهم والدمعات الحبيسة في عيون أمهاتهم.

تموت غزة ببطء منذ سنوات طويلة، فهذه المواجهة هي مواجهة فيها خليط عجيب من اليأس والأمل، فهم يأسوا من الانتظار والظلم والقهر، وقرروا الاستمرار بالمطالبة بحقوقهم بهذه الطريقة، فهم منذ ما يزيد عن عام حاولوا من خلال العمل الشعبي والمظاهرات قرب الحدود إيصال رسائلهم إلى العالم دون جدوى أو صدى حقيقي.

حتى الوسطاء والوفود لم يحملوا سوى الوعود التي سرعان ما كانت تتلاشى، ومنها الوعود أو التفاهمات التي جرى الاتفاق عليها قبل أسابيع بين المقاومة والاحتلال، عبر الوسيط المصري، والتي على ما يبدو ما كانت سوى حيلة من الاحتلال وكسب للوقت من أجل تمرير «الانتخابات الإسرائيلية» بأكبر قدر من الهدوء.

لا يبدو بالنسبة لي أن هذه الجولة ستنتهي بسرعة كسابقاتها، بل ستمتد لأيام على الأقل إن لم يكن لأسابيع أو أكثر، لأنها مرتبطة بمباحثات تجري ومحاولات من أجل الوصول إلى الاتفاق، فالمقاومة الفلسطينية تتعامل مع الحالة الراهنة وما سبقها، كما لو كانت في مواجهة عدوان إسرائيلي واسع. وهكذا صنّفت المقاومة حالة الإغلاق والتشديد التي يعيشها القطاع والتي تستنزف كل أوجه الحياة، وهي معادلة قررت المقاومة كسرها بكافة السبل، لا أحد يمكنه القول بأن ما يجري هو الخيار الأفضل، لا أحد يحب الحرب ولا الدمار، لكن لا يوجد سوي أو حر يحبّ القهر والجوع والذل والظلم.

وعلى وقع المواجهة والنيران المتبادلة تجري مباحثات غير مباشرة في القاهرة بين المقاومة والاحتلال بوساطة مصرية، لا يبدو أن المقاومة تعوّل عليها بالأساس إنما تعول على أدائها الميداني، وإلا لاكتفت بوعود الوسيط، وجداوله الزمنية التي كان من المفترض أن تسير وفقها التفاهمات الأخيرة وهو ما لم يحدث.