أحدث الأخبار
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد

في حضور الغياب!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 27-07-2019

في حضور الغياب! - البيان

باكراً جداً قررت أن أغادر المنزل، كانت المدينة بالكاد تفتح عينيها، كان الضوء يتسلل قوياً يحجز كل الأماكن فيها: تلك التي على أسطح البيوت، وأفاريز النوافذ، وكل تفاصيل الشوارع المستقيمة والطرقات الملتوية، لحظتها كنت أرتدي ثيابي لأغادر إلى المشفى.

لطالما وقفت في هذه اللحظة مرتبكةً تغمرني أسئلة الوجود: من أين ينهمر النور؟ كيف ينهض كل شي من الظلمة؟ وإلى أين يمضي هذا العالم؟ كيف نفعل حين يرتبك الوقت في الغياب ويغادرنا من نحب؟ كيف نحتمل وكيف نتحايل؟ ضجّ كل شيء حولي، وحين خرجت لاح لي عمال النظافة بأرديتهم الصفراء يكنسون جوانب الطرقات بتثاقل فتساءلت: مَن ذا يفكر في هؤلاء؟ وبماذا يفكّرون هم؟ من منا يتساءل باهتمام كيف تحتفظ المدينة بنظافتها طيلة الوقت؟ وهؤلاء الفتيات اللواتي يغسلن سيارات مخدوميهن ويروين الزرع أمام البوابات الفخمة: هلّا دققنا في ملامحهن المكدودة لنرَ بوضوحٍ حجم التعب والغضب والأسى، ومع ذلك فهُن يكملن أعمالهن بما يضمرن من مشاعر ليستمر وقع الحياة في المدينة.

توقفت حافلة، لفظت من أحشائها رتلاً من الرجال، برؤوس متلفتة وعيون صامتة، كانوا يجهزون بعض الطرقات الجديدة ليعبرها غيرهم، خلف عيونهم تقبع حكايات الغربة والتعب والحنين، يبثونها الفجر الذاهب في الصمت ويصمتون، وإذ تتساقط أشعة الشمس اللاهبة يتحركون كجيش من النحل، يرطنون ويبحثون هنا وهناك عن برادات المياه التي وضعها الخيّرون للغرباء المتعبين.

عبرتُ طريقاً طويلاً، حين وصلتُ دخلت مسرعةً إلى قسم العناية المركزة، مرّ النهار سريعاً، أدخلوني إلى غرفتها بعد انتظار طويل، وقفت أتلو القرآن على رأسها، بينما كانت هي تنزلق إلى المجهول، وفجأة أصبحت كل خطوط الأجهزة مستقيمة، ثم دوَّى جرس وهرعت الممرضات وبكت والدتي وتجمَّدت أنا. شعرت بالألم الحارق حين يموت شخص عزيز بين يديك. في مثل هذا اليوم من عام 2014 توفيت جدتي.