أحدث الأخبار
  • 06:35 . سلطات غزة تعلن حصيلة الأضرار الكارثية لمنخفض "بيرون"... المزيد
  • 12:11 . إيران تصادر ناقلة نفط في خليج عمان... المزيد
  • 12:11 . ارتفاع حصيلة انفجار "غامض" بحفل زفاف في درعا إلى 33 مصابا... المزيد
  • 11:56 . ترامب يعلن بدء ضربات أميركية ضد عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية... المزيد
  • 11:52 . محكمة تونسية تقضي بسجن المعارِضة عبير موسي 12 عاما... المزيد
  • 11:31 . وثيقة تكشف استيلاء أمريكا على ناقلة نفط قرب فنزويلا قبل انتهاء صلاحية مذكرة مصادرة... المزيد
  • 11:30 . وفد إماراتي–سعودي يصل عدن لاحتواء التوتر في المحافظات الشرقية ودفع الانتقالي للانسحاب... المزيد
  • 01:09 . تحليل: صعود نفوذ الإمارات جنوب اليمن يضع السعودية أمام معادلة أكثر تعقيداً... المزيد
  • 12:45 . "الأبيض" يحلق إلى نصف نهائي كأس العرب على حساب الجزائر... المزيد
  • 10:27 . وزيرا خارجية عمان وتركيا يبحثان تعزيز الشراكة وتطورات المنطقة... المزيد
  • 10:27 . بريطانيا تفرض عقوبات على أربعة من قادة قوات الدعم السريع بينهم شقيق دقلو... المزيد
  • 10:26 . حكومة الإمارات تصدر تعديلات جديدة على قانون الجرائم والعقوبات وسط انتقادات حقوقية مستمرة... المزيد
  • 05:36 . قمة كروية مرتقبة في ملعب البيت.. "الأبيض" يواجه الجزائر في ربع نهائي كأس العرب... المزيد
  • 01:59 . وفاة سبعة فلسطينيين بغزة جراء انهيارات بسبب المنخفض الجوي... المزيد
  • 01:58 . الإمارات والاتحاد الأوروبي يطلقان مفاوضات لإبرام شراكة استراتيجية شاملة... المزيد
  • 01:57 . أمريكا " تضغط" للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف النار وإلزام الاحتلال بإزالة الأنقاض وإعمار غزة... المزيد

لقاح أمّة خرساء!

الكـاتب : سحر ناصر
تاريخ الخبر: 28-11-2019


سحر ناصر:لقاح أمّة خرساء!- مقالات العرب القطرية لماذا يُدرجون في مناهجنا التعليمية مادة التربية الوطنية والمدنية، والحقوق الإنسانية، والحرية الفردية، وحرية الكلام، إذا كان مصيرنا الذي لا مفر منه هو أن نكون خرسان؟ لماذا يحدثوننا عن أهمية الديمقراطية، ويشرحون لنا في الصفوف الدراسية الجامعية الحضارة السياسية الغربية، طالما أنهم يريدون لنا العيش في ظلام الجاهلية؟ لماذا يلقّموننا اتفاقيات جنيف الدولية، وشرعة حقوق الإنسان العالمية، ومضامين الدساتير القومية، والاستقلالية، والسيادة الوطنية، إذا ما أرادوا لنا أن نبقى رهينة التبعية؟
لماذا لا يحقنونا منذ الولادة بلقاح ضدّ الفكر والكلام والكتابة والشعر وضدّ الحرية؟ لماذا لا يوفرون على أنفسهم نفقات فتح السجون، وشراء السلاح، وتلفيق التهم، ويستثمرون هذه الأموال في نتاج لقاح يجردّنا من العقل، لنعيش سعداء، قانعين بالظلام الذي يريدون لنا أن نعيش فيه، حيث الموت هو الهدف من هذه الحياة، كي ننتصر على المؤامرة الكونية؟
لماذا يُحدثوننا عن السلام وما قاله الأمين العام، وذاك الإمام، عن الحبّ والوئام والتعايش بين الشعوب، وهم يعتنقون الحرب عقيدة والسيف وسيلة والقلم للتخوين والتحريض والمهانة والإذلال؟
لماذا تُسمى ضحايا الأحزاب في عالمنا شهداء، وقتلى المدنيين المستقلين يُطلق على ضحاياهم العُملاء؟! لماذا تناشدوننا العودة إلى الوطن، وأنتم تغلقون بوجهنا كلّ الأبواب؟ لماذا هذا الجفاء؟ ما ذنبنا إذا لم يُبرمج عقلنا على كلّ هذا الحقد والجهل والهراء؟
أناشدكم باسم من تقدّسونه أو تبجلونه من أصحاب القرار في السياسة والاجتماع والاقتصاد، وبالتحالف مع القوى الكونية التي تريد لنا أن نبقى في ذلك القمقم، أن تجدوا لأطفالنا لقاحاً يجردهم من فكرهم، ونقدهم البناء. يجردهم من القدرة على الكلام، لقاحاً يُخرس أصواتهم عن التعبير والمطالبة بالسلام.
لا نريد لأطفالنا أن يكونوا متعبين -كما نحن- من كلّ ذلك الترهيب، والتخوين. شلّوا ألسنتنا بهذا اللقاح الموعود، فلا نتيجة منه إلا كعضلة للبلع من أجل البقاء على قيد هذه الحياة وفي أحسن الأحوال يستخدمها الكثيرون كعضلة للحس الأحذية ولعق الطرقات التي مرّ عليها الأولياء.
تقترحون المشاكل بلا حلول، وعندما ننطق بالحلّ، نُساق إلى السجون بتهمة الإرهاب. وإذا طالبناهم بمنح الفرصة للشباب مع التقدّم لهم بالشكر على جهودهم في مسيرة الجهاد، نُتهم بالجنون وبالتفاهة، والعجز عن إدارة شؤون البلاد.
لو كان بيدي حرية الاختيار، لاخترت الولادة والنشأة في وطن لا يعرف القراءة والكتابة، ولا يعرف التنوع والتعددية والثقافة، ولا يرى إلا بعين واحدة وهي عين زعيم العشيرة، ولكنّ ذنبي أنني ولدتُ في بلد الحرف، في بلد أنتم من حسمتم أن تكون هويته تدور في فلك «الضاد»، الضاد التي اختلفتم عليها، حتى أصبحت هشّة حدّ الفرقة العمياء.
نناشدكم بأن تكفّوا عن النفاق، لقد أصبحت آذاننا صمّاء، ونسألكم فقط أن تمنحونا لقاحاً ضدّ الفكر والقلم والكلام، لقاحاً ينتزع منّا حبّ الحياة في سبيل الله.