أحدث الأخبار
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد
  • 07:40 . رئيس الدولة يزور قبرص لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين... المزيد
  • 07:21 . في ذكرى انطلاقة حماس.. خليل الحية يدعو لسرعة تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة غزة... المزيد
  • 06:13 . أستراليا.. 11 قتيلا في إطلاق نار على احتفال يهودي... المزيد
  • 06:00 . خبير إسرائيلي: الانتقالي سيطر على حضرموت بمساعدة أبوظبي وتل أبيب... المزيد
  • 12:02 . صحيفة عبرية تكشف ملابسات استهداف القيادي القسامي رائد سعد... المزيد
  • 11:01 . مقتل ثلاثة أمريكيين في هجوم لمشتبه بانتمائه للدولة الإسلامية بسوريا... المزيد
  • 10:24 . حلفاء أبوظبي يرفضون طلب الإمارات والسعودية بالانسحاب من شرقي اليمن... المزيد
  • 06:35 . سلطات غزة تعلن حصيلة الأضرار الكارثية لمنخفض "بيرون"... المزيد
  • 12:11 . إيران تصادر ناقلة نفط في خليج عمان... المزيد

التاريخ السري للرواية

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 12-12-2019

التاريخ السري للرواية - البيان

في عام 2012، أي في فترة فوضى ما بعد الثورة، أعلن رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق المصرية أنه تقدّم ببلاغ للنائب العام لملاحقة المتسبب في تهريب مخطوطات نجيب محفوظ خارج البلاد دون إعلام الدار، بحسب ما ينص عليه قانون المخطوطات.

قضية البلاغ حول عرض مخطوطات محفوظ في المزاد كانت المصادفة التي فتحت الباب للناقد محمد شعير لتتبع «سيرة حياة» واحدة من أشهر روايات نجيب محفوظ وأكثرها إثارة للجدل والخلاف، هي رواية «أولاد حارتنا»، هذا التتبع الدؤوب على مدى سنوات وعبر أربع قارات، كما حكى بنفسه، أنتج في نهاية الأمر بحثاً متكاملاً في تاريخ الرواية وتطور شخصياتها وأسلوب الكتابة الذي اتُّبع في إنتاجها منذ ألف الفكرة إلى ياء النشر في الأهرام عام 1959، ومن ثم رحلة الآلام التي تلخصت فيما لحق محفوظ من متاعب واتهامات وهجوم وصل إلى حد التكفير ومنع الرواية من الصدور، وصولاً إلى محاولة اغتياله ذبحاً على يد متطرفين دينيين سنة 1995!

أما اليوم، فيكتب معظم الكتّاب والأدباء والروائيين نصوصهم على أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الذكية، حيث تحتفظ الأجهزة بالمخطوطات الرقمية، دون أن تمر بتلك الخطوات المعملية التي يجريها الكاتب «القديم» على نصه من شطب وتعديل وتغيير حتى يستقر قراره على الصياغة النهائية التي تعني أن النص أصبح جاهزاً أو «مبيضاً»، يصلح أن يوضع بين يدي الناشر، ليقرأه على مهل مع فنجان قهوة مركّزة!

اليوم، لا مخطوطات ستودع في خزائن دور الكتب الوطنية أو تُسرق، وتهرَّب إلى منصات المزادات العالمية، فقد ضيَّعت علينا ثورة التقنية تلك الفرصة النادرة للوقوف على المراحل التي تسبق صدور العمل الأدبي في صورته النهائية، فرصة الدخول إلى معمل الكاتب أو مطبخه للتلصص على تفاصيل العملية الإبداعية لديه، كيف يكتب أعماله؟ كيف يفكر فيها؟ ما المراحل التي مر بها العمل والتعديلات التي طرأت على الشخصيات والكلمات والعبارات؟

مخطوطات الأعمال الروائية ليست مجرد أوراق شهدت الولادة الأولى للعمل وانتهينا منها، إنها تاريخ غير معلَن لحياة كاملة للنص الابداعي، وهي العلاقة السرية بين الكاتب وعمله!