أحدث الأخبار
  • 07:45 . مجلة أمريكية: المواجهات جنوبي اليمن "حرب بالوكالة" بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:33 . سموتريتش يخصص 843 مليون دولار لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة... المزيد
  • 05:52 . هرتسوغ يهاجم زهران ممداني لانتقاده حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 11:48 . احتجاجات في جوروجيا ضد خطط بناء تنفذها شركة إماراتية... المزيد
  • 11:33 . "التعاون الخليجي" يستنكر تصريحات إيران حول جزر الإمارات المحتلة... المزيد
  • 11:22 . الغارديان: استيلاء حلفاء أبوظبي على جنوب اليمن يمثل انتكاسة كبيرة للسعودية... المزيد
  • 11:02 . أوكرانيا.. إصابة سبعة أشخاص على الأقل جراء قصف روسي بالمسيرات... المزيد
  • 10:47 . الأبيض الأولمبي يفوز على اليمن بثلاثية في كأس الخليج بقطر... المزيد
  • 10:46 . بينما يحتفي المطورون العقاريون بـ2025.. "نزوح صامت" نحو الإمارات الشمالية ومخاوف من "طوفان المعروض"... المزيد
  • 12:10 . تقرير: دبي دفعت 23 مليون دولار لمتشددين في مالي مقابل إفراجهم عن شيخ من آل مكتوم... المزيد
  • 08:54 . قطر تؤكد رفض تحمل تكلفة إعمار غزة نيابة عن "إسرائيل"... المزيد
  • 08:39 . إلقاء القبض على زعيم عصابة أوروبية كبيرة في دبي... المزيد
  • 07:15 . نتنياهو: المرحلة الثانية من خطة غزة اقتربت... المزيد
  • 01:02 . صحيفة إسرائيلية: ترامب يضغط بشدة للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة... المزيد
  • 12:32 . الكويت تقرر سحب الجنسية من الداعية طارق السويدان... المزيد
  • 10:43 . "الأبيض" يحصد أول نقطة في كأس العرب بالتعادل أمام مصر... المزيد

جدتي

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 29-12-2019

كانت جدتي -رحمها الله- سيدة طيبة، راضية دائماً، ومكافحة كما تقتضي الحياة من امرأة بسيطة في ذلك الزمن الصعب من سنوات الخمسينيات، منحتها الحياة الكثير من الذكاء، لكن أكبر مواهبها كان إجادتها فن الطهي.

تقول أمي إنها تضطر في معظم صباحات الشتاء إلى إعداد أكثر من نوع من الخبز لوجبة الإفطار بحرفية لافتة، رغم البرد الشديد في تلك الأيام التي كانت فيها البيوت مكشوفة على أفنية واسعة تجاور البحر وتصفر رياح الشتاء عند مداخلها طيلة الوقت، وكانت صبورة جداً، لكن لا شيء يقف في وجهها عندما تغضب حين تتعرض للضغط الشديد!

لماذا يقولون إنكم كنتم تعيشون في فقر وشظف إذاً؟ هذا لا يتسق مع امرأة تُعدّ نوعين من خبز للفطور مثلاً، ألا يعتبر ذلك ترفاً بعض الشيء؟ ثم أين هي تلك المرأة المستلبة التي يصورونها لنا؟ تجيبني: «كان للمرأة احترامها، كما لم نعانِ ذلك العوز أو الفقر المدقع كما تتصورون، كان الرجال يخرجون في مواسم غوص تطول أحياناً، لكنهم يعودون بالخير، وفي الأيام التي لا يغوصون فيها كانوا يخرجون للمزر أو صيد السمك، أما عندما هجروا الغوص فقد ذهبوا إلى الدول المجاورة للعمل في النفط مع الإنجليز، كما مارسوا أعمالاً أخرى في المدن».

كيف تعلمت جدتي الطهي؟ من علّمها؟ أسأل أمي، تجيبني أن البيوت عادةً ما كانت كبيرة وتعجّ بنساء كثيرات، كانوا كقبيلة كاملة تسكن بيتاً واحداً، وكانت هناك نساء تم جلبهن من بلدان بعيدة، يعرفن فنوناً ومهارات لا نعرفها، كنا نعلّمهن ونتعلم منهن بشكل مباشر، فليس أمام المرأة سوى أن تتعلم ما استطاعت لتثبت جدارتها.

توقفت عند مسألة النساء اللواتي ينتمين إلى ثقافات مختلفة وجُلبن من بلدان بعيدة، ويعشن تحت سقف واحد في بعض البيوتات قديماً -وهنا أتكلم عن مجتمع ديرة على الأقل حيث عاشت عائلتي وما زالت- فهذا الأسلوب في الحياة، أو لنقل هذه الثقافة، ما كانت لتوجد لو لم يكن هناك أناس يمتلكون ذهنية منفتحة على الآخر المختلف عنهم ثقافياً.

نحتاج أن نكتب عن تفاصيل حياة النساء في تلك السنوات البهية، ففيها الكثير مما يجب أن يُقال ويُعرف!