02:45 . إيران تعلن الاستيلاء على وثائق نووية إسرائيلية... المزيد |
01:29 . مبادرة "بهجة العيد" تستثني معتقلي الرأي في سجون أبوظبي وتقتصر على سجناء الجرائم العامة... المزيد |
11:57 . أمير قطر يبحث مع ماكرون تطورات الأوضاع في غزة... المزيد |
11:24 . واشنطن بوست: ترامب حذّر ماسك من "عواقب وخيمة" إذا دعم الديمقراطيين... المزيد |
08:58 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة عشية عيد الأضحى... المزيد |
08:17 . نتنياهو يعلن استعادة جثتي أسيرين إسرائيليين بـ"عملية خاصة"... المزيد |
07:55 . الفيتو الأمريكي ضد قرار وقف النار في غزة يثير غضب أعضاء مجلس الأمن... المزيد |
07:02 . الإمارات والجبل الأسود تبحثان تعزيز التعاون الاقتصادي والسياحي... المزيد |
04:39 . "رويترز": الإمارات والولايات المتحدة تتفقان على إطلاق مفاوضات تجارية... المزيد |
04:04 . الكويت تعزز قدراتها الدفاعية بصفقة أمريكية جديدة لتحديث دبابات "أبرامز"... المزيد |
11:50 . دبي تسلّم متهماً أيرلندياً في جريمة قتل إلى سلطات بلاده... المزيد |
11:49 . سلطان عُمان يصدق على اتفاقية إعفاء التأشيرات مع روسيا... المزيد |
11:06 . رغم مذابح غزة.. تقرير يكشف ارتفاع مبيعات الأسلحة الإسرائيلية لدول التطبيع... المزيد |
11:03 . "وول ستريت جورنال ": البنتاغون يحقق في حوادث تصادم وفقدان مقاتلات من "ترومان"... المزيد |
11:01 . حجاج بيت الله يفدون إلى عرفة لأداء ركن الحج الأعظم... المزيد |
10:59 . أطباء بلا حدود: العنف والجوع يدمران حياة السودانيين بجنوب دارفور... المزيد |
الهلع الذي اجتاح العالم بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19»، يشبه إلى حد كبير الهلع والرعب أثناء الحروب التقليدية بين الدول، لذلك سبق وحذّر الكثير من الباحثين في شؤون الأمن والسياسات من أثر التحديدات الأمنية غير التقليدية، والتي تندرج من تحتها انتشار الأوبئة والأمراض المعدية على الأمن العالمي.
خطورة هذه الأنواع من التهديدات الأمنية أنه لا يمكن توقع بداية حدوثها، ولذلك لا تولي الحكومات والتي كعادتها تقع تحت ضغوط اقتصادية وسياسية آنية، أن تخصص موارد مالية كبيرة لوضع الخطط وتجهيز الاحتياطات والمستلزمات لمكافحة تلك التحديات الأمنية المستقبلية أو غير محدد التوقيت.
وتاريخياً لم تنتشر الأوبئة بين الدول والمدن والأحياء بهذه السرعة، وبتوقيت زمني يكاد يكون واحداً، فخلال ٣ أشهر لم يترك فيروس «Covid - 19» ولا قارة إلا وأصاب منها دولاً عديدة، وخاصة العالم المتحضر كأوروبا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا، ودول النمور الآسيوية، والدول الغنية كدول الخليج العربي، وغيرها الكثير.
كما أن الخطورة المترتبة على الأوبئة أصبحت أشد خطورة وتهديداً لحياة الأفراد والمجتمعات عن ذي قبل، فلو قارنا عدد الوفيات في الأوبئة الجديدة كفيروس إنفلونزا الطيور أو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، أو فيروس سارس مثلاً، والذي وصل عدد حالة الوفيات به ٧٧٤ حالة، ولم ينتشر كثيراً بين دول العالم، بينما تعدت حالات الوفيات بفيروس «Covid - 19» ١١٥ ألف حالة، رغم أن الأخير لم يتجاوز وقت انتشاره إلى الآن (الأربعة أشهر) مقارنة بالأوبئة السابقة التي وصلت مدة انتشارها إلى عام كامل.
حتى من حيث الخسائر الاقتصادية المترتبة على انتشار فيروس «Covid - 19» والمقدرة «بتريليونات الدولارات» لا يمكن مقارنتها مع الخسائر المباشرة، وغير المباشرة جراء انتشار فيروس سارس، والتي لم تتعد «٤٠ مليار دولار»، وكان الأخير أكثر الفيروسات ضرراً بالاقتصاد في السابق.
ويرجع سبب الخسائر الكبيرة لانتشار فيروس «Covid-19»؛ أن شلّ اقتصاديات دول العالم جميعاً بلا استثناء، نتيجة الإغلاق الشامل للمؤسسات الحكومية والتجارية والصناعية في أغلب دول العالم، بل إنه بات يهدد سلسلة الإمدادات الغذائية الدولية، بينما كانت آثار الأوبئة الأخرى محدودة بقطاعات معينة وفي دول محددة.
في اعتقادي أن دول العالم ستهتم كثيراً بتهديدات الأمن غير التقليدي في المستقبل، وذلك لأسباب عديدة، منها ما هو إنساني، فقد كان العدد المرتفع لضحايا فيروس «Covid-19» وصور الموتى وعجز المجتمع عن مد يد العون لهم، الأثر الأكبر في ضمير شعوب العالم ووجدانهم، فقد تكبّد مرضى «Covid-19» ألماً يفوق ألم ضحايا الحروب إلا إذا ما قارناهم بضحايا الأسلحة الكيماوية والبيولوجية.
والسبب الآخر اقتصادي، فلقد أصيبت اقتصاديات العالم بالعدوى المرضية، بطريقة لم تعهدها من قبل، يأتي الخطر هذه المرة من الصناعة أو أسواق المال، بل من فيروس بيولوجي أصاب كل قطاعات الاقتصاد في جميع دول العالم!!!
ربما تمتلك بعض الدول خبرات سابقة في إدارة الأزمات الاقتصادية ذات المنشأ الاقتصادي، ولكنها حتماً لم تعهد هذا النوع الجديد من الأزمات الاقتصادية، ولذلك قد لا تنجح الحلول التي اعتمدوها في السابق كضخ السيولة المالية، لأن الاقتصاد الحقيقي والأفراد هذه المرة، هم من أشد ضحايا الأزمة الاقتصادية الكورونية نسبة لفيروس كورونا المستجد، ولا بد أن تبدأ الحلول باتجاههم، كتقديم الدعم المالي للأفراد، وتخفيض الرسوم والضرائب لهم، وتجميد الأقساط المترتبة عليهم تجاه البنوك أو الدولة، لتخفيف معاناتهم، ومن أجل دفع عجلة الاقتصاد والمجتمع معاً.
ختاماً: إن المعاناة الإنسانية والاقتصادية الحالية أعلى بكثير من التكاليف التي لو أنفقتها دول العالم في سبيل مكافحة تلك التهديدات الأمنية غير التقليدية كالأوبئة والأمراض وقضايا التغير المناخي وغيرها، لما زهقت كل تلك الأنفس، ولا تكبّد الاقتصاد العالمي كل هذه الخسائر التريليونية.