تناولت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية السعودية في تقرير لها ادعت فيه وجود صراع بين العائلة المالكة، في حين تحدثت "الجارديان" عن السعودية والإرهاب، مطالبة بريطانيا وقف دعمها للسعودية أن أرادت التصدي لندن للإرهاب، على حد قولها.
الواشنطن بوست.. صراع العائلة المالكة
فقد قالت الصحيفة، إن الرياض تداركت مؤخرا حقيقة انفجار الوضع في سوريا والعراق، مشيرة إلى أن واشنطن تسعى لحمل المسلمين السنة على مواجهة إرهاب داعش.
ولفتت الصحيفة إلى وجود خلافات طفت إلى السطح العام الماضي، بين الوزراء السعوديين للوصول إلى السلطة، مشيرة إلى أن هناك تخوفات بين الأمريكيين والسعوديين من سقوط المملكة في فوضى وصراعات داخلية.
وذكرت الصحيفة أن المخاطرة التي تقدم عليها الولايات المتحدة في هذا التحول السعودي، لا يمكن التنبؤ بنتائجها، مشيرة إلى أن وصول الملك عبد الله إلى سن 90 عامًا يحد من قدرته على مواجهة الوضع الحالي، حسب الصحيفة.
وقالت الصحيفة إن ما يحدث داخل قصور العائلة الحاكمة في السعودية لا يمكن فهمه، مشيرة إلى أن كبار الأمراء يتحركون ببطء ويمنعون أنفسهم من نصائح الأجانب وهو ما يجعل الأمر رهن التكهنات.
وأضافت أن هناك أشياء مختلف عليها داخل العائلة الحاكمة، وأن أبناء الملك 'عبد العزيز' وأحفاده لديهم القدرة على لم شمل العائلة الحاكمة لحفظ ملكهم، مشيرة إلى أن خبراء أمريكيين وعرب قالوا إن المملكة العربية تواجه 3 مخاطر هي: 'تنامى إيران وحلفاؤها من الشيعة المسلمين، وداعش، ومصداقية الولايات المتحدة الأمريكية التي تمثل طوق الحماية للمملكة'، مشيرة إلى أن العديد من السعوديين يرون أنها قوى عظمى تتراجع إلى الوراء.
وأكدت الصحيفة أن الوضع في المملكة يبدوا أكثر استقرارا من نظيره قبل 10 سنوات، إلا أن المتشددين الشيعة يشاركون معارضي الأسرة الحاكمة في رغبتهم المستميتة في إنهاء حكم 'آل سعود'، لافتة إلى أن عزل الأمير بندر بن سلطان من منصبه كرئيس للاستخبارات في أبريل الماضي، ثم إعادة توليته منصب الرئيس الشرفي لمجلس الأمن القومي يكشف عن حقيقة عدم الاستقرار الذي يواجه العائلة الحاكمة.
وأوضحت أن الأمير بندر بن سلطان يظهر في عيون الأمريكيين على أنه غير جدير بالثقة، مشيرة إلى أنهم يرون أنه ساهم بطريقة غير مباشرة في دعم القاعدة في سوريا، أثناء وجوده على رأس الاستخبارات السعودية، ولفتت إلى أن المملكة العربية تخشى من تكرار تجربة ثمانينات القرن الماضي عندما عملت مع الاستخبارات الأمريكية على تدريب الأفغان والعرب لمواجهة الاتحاد السوفيتي التي خلفت القاعدة وطالبان.
ولفتت الصحيفة إلى أن المملكة العربية السعودية تبرعت مؤخرا بـ 100 مليون دولار لمركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، بينما صرح المفتي السعودي بأن داعش والقاعدة هم العدو الأول للإسلام، مشيرة إلى أن تغير موقفها يشير إلى حدوث تغير في نظرتها للأمور.
الجارديان.. تربط بين وقف الإرهاب ووقف دعم السعودية
كتب في صحيفة الغارديان "أوين جونز" مقالا بعنوان " للقضاء على الارهاب، على بريطانيا إنهاء دعمها للسعودية". وقال جونز إن الحرب على الارهاب بدأت منذ 13 عاماً، إلا أنه ما من إنسان عاقل سيهلل للنجاج الذي تم تحقيقه خلال هذا الوقت"، فقد شنت حملات على الحريات المدنية في جميع انحاء العالم، كما أن التدخلات العسكرية لم تكن ناجحة بل كارثية.
وتساءل جونز عن النتائج التي توصل اليها خلال هذا الوقت، إذ أن الكثير من البريطانيين باتوا يشعرون بأن بلادهم أقل آمناً مما كانت عليه، كما أن الجهاديين المتشددين يعبثون في سوريا والعراق، إضافة الى أن ليبيا أضحت تخضع للميليشيات الإسلامية. وشدد كاتب المقال بأن نتائج الحرب على الارهاب هو فشل يليه المصائب.
وأضاف جونز أنه بعد رفع الحكومة البريطانية درجة التنبيه إلى الارهاب الى مرحلة "الخطر"، واقتراح قوانين لمكافحة الارهاب، علينا التأمل في الـ 13 عاماً الكارثية الماضية، إذ أن هناك حلقة مفقودة ألا وهي علاقة الغرب مع الديكتاتوريات في الشرق الاوسط التي لعبت دورا خبيثاً في صعود الإرهاب الأصولي الاسلامي.
وأشار كاتب المقال إلى أن الغرب هو متحالف مع هذه الأنظمة عسكريا واقتصاديا ودبلوماسيا كما أن البعض منها "أنظمة وحشية".
وختم بالقول أن " السعودية تبرعت بمبلغ 100 مليون دولار امريكي لدعم برامج لمكافحة الارهاب، إلا أنها وفقاً لمذكرات كلينتون المسربة فإنها تعتبر أكبر ممول للمجموعات السنية الارهابية المنتشرة في العالم".