أحدث الأخبار
  • 07:45 . مجلة أمريكية: المواجهات جنوبي اليمن "حرب بالوكالة" بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:33 . سموتريتش يخصص 843 مليون دولار لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة... المزيد
  • 05:52 . هرتسوغ يهاجم زهران ممداني لانتقاده حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 11:48 . احتجاجات في جوروجيا ضد خطط بناء تنفذها شركة إماراتية... المزيد
  • 11:33 . "التعاون الخليجي" يستنكر تصريحات إيران حول جزر الإمارات المحتلة... المزيد
  • 11:22 . الغارديان: استيلاء حلفاء أبوظبي على جنوب اليمن يمثل انتكاسة كبيرة للسعودية... المزيد
  • 11:02 . أوكرانيا.. إصابة سبعة أشخاص على الأقل جراء قصف روسي بالمسيرات... المزيد
  • 10:47 . الأبيض الأولمبي يفوز على اليمن بثلاثية في كأس الخليج بقطر... المزيد
  • 10:46 . بينما يحتفي المطورون العقاريون بـ2025.. "نزوح صامت" نحو الإمارات الشمالية ومخاوف من "طوفان المعروض"... المزيد
  • 12:10 . تقرير: دبي دفعت 23 مليون دولار لمتشددين في مالي مقابل إفراجهم عن شيخ من آل مكتوم... المزيد
  • 08:54 . قطر تؤكد رفض تحمل تكلفة إعمار غزة نيابة عن "إسرائيل"... المزيد
  • 08:39 . إلقاء القبض على زعيم عصابة أوروبية كبيرة في دبي... المزيد
  • 07:15 . نتنياهو: المرحلة الثانية من خطة غزة اقتربت... المزيد
  • 01:02 . صحيفة إسرائيلية: ترامب يضغط بشدة للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة... المزيد
  • 12:32 . الكويت تقرر سحب الجنسية من الداعية طارق السويدان... المزيد
  • 10:43 . "الأبيض" يحصد أول نقطة في كأس العرب بالتعادل أمام مصر... المزيد

الإلحاد: نفور واستسلام

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 12-09-2014

تتردد كلمة الإلحاد بكثرة في هذه الفترة على صفحات الجرائد ومواقع الإنترنت وعلى ألسنة العديد من الناس في محاوراتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يكاد يمر أسبوع دون أن يخرج علينا كتاب يدعو صراحة إلى الإلحاد ونبذ الدين والإيمان، حتى أن بعضهم لا يستحي من الكشف عن نفسه والإعلان صراحة بأنه «ملحد». وهنا يكمن الخطر الذي ينبغي التحدث عنه والتنبيه إليه قبل أن يستفحل في المجتمعات ويصبح ظاهرة مألوفة ومقبولة.

والإلحاد ببساطة شديدة هو أن ينكر الإنسان وجود الله، أي رب العالمين وخالق الكون، وأن يكذّب بالرسل الذين بعثهم الله لهداية الناس، وينفي الكتب السماوية ولا يؤمن بالبعث والجنة والنار والجزاء في الآخرة.

والإلحاد، حسب غالبية المصادر، ظاهرة غربية نشأت في الغرب وترجع أصولها إلى اليونانيين القدماء، إذ ولدت عندهم على يد الفيلسوف اليوناني «ديموقريطس» الذي اعتبر أن «ميلاد العوالم وموتها يرجع إلى الضرورة دون أن يخلقها الله». ومع تطور العقل الغربي وما شهده من صراع بين العلماء والكنيسة، إذ قامت الأخيرة بحصر المعارف والعلوم في دائرة اللاهوت، واضطهدت العلماء وضيّقت على العقل والبحث العلمي.. فضاق الناس بأفعالها في أوروبا وطالبوا بالثورة عليها لينتهى الصراع بوجود علماء ملحدين وكنائس خالية من الناس.

وبذلك أصبحت الحضارة الأوروبية الحديثة حضارة بلا دين، تعمل للخلق وليس للخالق، ومن هنا أخذ الفكر الإلحادي ينمو ويتوسع وانفتح الباب واسعاً أمام الكثير من المغرر بهم لاعتناقه، خاصة بعد أن ترسخت الحضارة الغربية وتبنت الفلسفة المادية كمذهب لها، وهو مذهب أصبح له نظرياته ومدارسه ومنظروه وفلاسفته ومؤرخوه وعلماؤه، من أمثال نيتشة وفولتير وراسل وكونت وماركس مؤسس الجدلية المادية التي أصبحت عنواناً للعديد من الحركات والأحزاب والدول.

وقد ظهرت في أوروبا الكثير من الكتب التي تدعو إلى الإلحاد وتدافع عنه. وبسبب سيادة الفلسفة الوضعية التي نزعت عن الدين قداسته، وحدوث أكبر موجة إلحادية في التاريخ الحديث، تزايد عدد الغربيين الذين لا يؤمنون بوجود إله للكون، حيث أشارت الإحصائيات إلى أن الذين يؤمنون بوجود الله في أوروبا لا تتجاوز نسبتهم 14 في المئة من مجموع السكان.

واستناداً إلى مجموعة الأبحاث والدراسات والاستطلاعات التي أجرتها بعض الجامعات ومراكز البحث العلمي، ومنها مؤسسة «جلوب» لاستطلاع الرأي، و«يرسون ماستلر» الأميركية، وجامعة «ايسترن ميشجان».. يتضح أن هناك حالة من التصاعد في نسب الإلحاد في العالم.

إن مصدر الإلحاد وموطنه إذن هو الغرب والتجربة التاريخية والثقافية الغربية، أما الإسلام في جوهره فهو لم يضق بالعقل ولا يعادي المنهج العلمي، بل يعتبر التفكير فريضة على المسلم، وقد طلب منه النظر بفكره وعقله إلى ما في الطبعية والنفس البشرية كي يصل ببصيرته إلى اليقين الذي يهديه إلى معرفة الحقيقة. وفي القرآن إشارات واضحة وصريحة حول هذا الأمر. لكن الذين لم يخالط الإيمان قلوبهم ولم تحرك آيات الكون عقولهم واستسلمت نفوسهم لمذاهب الشك، فحادوا عن الطريق الصحيح الهادي إلى الإيمان، فهم مَن شعروا بالنفور من الدين فاستسلموا للإلحاد.