أحدث الأخبار
  • 12:10 . الجزائر.. الإعلان عن فوز تبون بولاية رئاسية ثانية... المزيد
  • 12:05 . الجزيرة وبني ياس وشباب الأهلي يبلغون ربع نهائي كأس الرابطة... المزيد
  • 12:02 . السودان.. ارتفاع ضحايا السيول إلى 205 والكوليرا إلى 185... المزيد
  • 08:09 . الاحتلال يغلق جميع المعابر الحدودية مع الأردن عقب مقتل ثلاثة إسرائيليين... المزيد
  • 07:50 . محمد بن راشد: مترو دبي نقل 2.4 مليار مسافر منذ افتتاحه... المزيد
  • 07:09 . حماس: محمد الضيف بخير وما زال على رأس عمله... المزيد
  • 07:07 . رئيس الدولة ووزير خارجية مصر يناقشان جهود وقف إنهاء الحرب في غزة... المزيد
  • 06:24 . مقتل ثلاثة إسرائيليين في عملية إطلاق نار على الحدود الأردنية... المزيد
  • 06:13 . ولي عهد أبوظبي يصل نيودلهي في زيارة رسمية تضم وزراء بارزين... المزيد
  • 01:09 . بمشاركة 60 مشاركة من جميع أنحاء العالم.. انطلاق مسابقة الشيخة فاطمة للقرآن الكريم بدبي... المزيد
  • 01:00 . مرشح المعارضة الفنزويلية أوروتيا يغادر إلى إسبانيا بعد منحه اللجوء السياسي... المزيد
  • 12:58 . الحوثيون يعلنون إسقاط ثامن مسيّرة أميركية... المزيد
  • 11:23 . جرحى بإطلاق نار في كنتاكي الأميركية... المزيد
  • 11:22 . بورصة دبي تشهد تنفيذ 212 صفقة كبيرة بـ 2.7 مليار درهم منذ بداية 2024... المزيد
  • 11:09 . طيران الاتحاد تنفي وجود "مشاكل" بمحرك الطائرة إيرباص "ايه350"... المزيد
  • 11:06 . لأول مرة. . انطلاق كأس رئيس الدولة للخيول العربية بمحطته الـ10في تركيا... المزيد

أشياء للفرجة فقط..

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

عائشة سلطان

يحدث ذلك كثيرا، وفي ظني أنه أحد ثنائيات أو تفاصيل الحياة التي اعتدناها ولم يعد أحد يتوقف عندها، كثيرون لا يتوقفون عندها أو لا تسترعي الانتباه، ما جعلني أتوقف هذه المرة هي تلك الدهشة التي رافقت اكتشاف صديقتي لأحد محلات التحف والغرائبيات افتتح مؤخرا في أحد المراكز، جعلتنا نلهث لنصل إليه بأسرع ما يمكن، حين دخلنا صرنا ننقل نظرنا وأيدينا ومعظم حواسنا بين القطع والمقتنيات، بعد نصف ساعة من الانبهار خرجنا بأيد فارغة، لم نشتر شيئا، سألتها لماذا؟ قالت: لم أجد شيئا يستحق الشراء! كل الأشياء كانت مصفوفة بعناية وبلا مبالاة للفرجة لا أكثر، أنا أيضا شعرت بالشيء ذاته!
في كل حياتنا، مع البشر كما مع الناس والأشياء، هناك ما هو قابل للاستعمال أو التعامل وهناك ما هو للفرجة فقط، نحن نتفرج على محلات رائعة ذات نوافذ عرض لا يمكنك أن تشيح ببصرك عنها، لكنك في الوقت نفسه لا تستطيع أن تشتري منها شيئا إما لأنها غالية جدا، أو لأنها لا تناسبك أو لا تناسب استخداماتك الحياتية، وربما لأنها تبدو في غير مكانها وبيئتها، وكما يحدث أمام واجهات المحلات التجارية أو في داخلها يحدث لك أن تدخل بيت صديقك أو أحد أقربائك فتشعر بنفسك وكأنك في بيتك تماما، لا وجود لحاجز نفسي أو حضاري بينك وبين التفاصيل، قد تدفع الباب وتدخل ببساطة، تتناول الطعام مع أهل المنزل دون موعد، وقد تقضي ليلتك بهدوء تام دون أي إحساس بالحرج أو الضيق، في بيوت أخرى يحدث ألا نأتلف معها مهما كان مقدار بذخها وفخامتها، ومهما حاولنا إجبار أنفسنا على ذلك، هناك إذن بيوت نستخدمها ونألفها إنسانيا وبيوت نتفرج عليها وعلى ساكنيها ثم نخرج دون أن نؤسس أي علاقة أو حالة اقتراب من أي نوع!

ليست المسألة في الفخامة ولا في الرفاهية ولا في القيمة المادية، فنحن نتفرج على المتاحف لكننا لا نسكنها حتما ولا نفكر، ونتفرج على الممثلين وعارضي الأزياء ومقدمي الرامج والنجوم وفتيات الاعلانات لكننا لا نصادقهم ولا نتزوجهم ولا نصحو لنجدهم جيراننا أو أصدقاءنا الذين من الممكن أن نثرثر معهم حول طاولة الغداء أو في أحد المقاهي البسيطة، المسألة في الذي يلامس داخلك، في الذي يحقق احتياجك أيا كان حجمه، فيمن يشعرك بأنه يشبهك، يشبه وجه أمك، تفاصيل بيتك وبراءة أطفالك ونزوعك للتلقائية، هناك أشياء في الحياة لا تحتاج مالا كثيرا ولا جهدا خارقا لتصلك بمنتهى البساطة لكنها تحتاج حالة صدق حقيقية.

في‏ نهاية الأمر الحياة كلها هكذا، ثنائيات بلا نهاية، أشياء تستعملها وتندمج فيها بلا مقدمات وأشياء تقف أمامها مترددا تتفرج ثم تنسحب وتمضي، تعلم أنها لفرجة الجميع، للكل، وليست لك أنت فقط، كالمتحف، كالبيوت المرممة، كالشواهد التاريخية، كالبشر الذين يشبهون عرائس من فخار منقوشة برسومات صينية زاهية، لا تعنيك ولا تشبهك لكنها جميلة للفرجة فقط.. وقابلة للكسر سريعا.