سجل وزير الخارجية الأمريكية جون كيري بصفة خاصة، وإدارة أوباما بصفة عامة رقما قياسا في إثارة الخلافات الدبلوماسية من خلال إطلاق تصريحات ومواقف تستفز إسرائيل، وخلال فترة حكم أوباما وقع المزيد من الخلافات في وجهات النظر وخرجت للعلن. وقد امتازت إدارة أوباما بالاختلاف مع حلفائها التقليديين في المنطقة، إذ تتكرر بين مدة وأخرى تصريحات لمسؤولين أمريكيين تنتقد حلفاءها وتوجه لهم انتقادات علنية على خلاف طبيعة هذه العلاقات. 

كما امتازت إدارة أوباما بأنها أكثر إدارة تلقت انتقادات من جانب حلفائها، واتسمت العلاقة بينهما بالتوتر، واتهمت هذه الدول إدارة أوباما بالوقوف خلف الربيع العربي ودعم الإسلام السياسي وفق ما تروجه مراكز بحوث عربية وشخصيات مقربة من حكومات عربية. فمؤخرا انتقد جو بايدن الإمارات والسعودية وتركيا في دعم "الإرهاب" ثم ما لبث أن اعتذر من جميع هذه الدول.

خلال الساعات القليلة الماضية، ربط جون كيري بين تعثر عملية السلام وتنامي "تنظيم الدولة"، ما أثار عاصفة احتجاجات واسعة في إسرائيل. فتصريحات كهذه، تعني تحميل إسرائيل مسؤولية "الإرهاب" الذي يضرب المنطقة. فإسرائيل تريد الربط بين حماس والإرهاب، وليس بين تنكرها للتسوية والإرهاب، لأن انطباعا كهذا قد يدفع دول العالم للضغط عليها للقبول بتسوية مع الفلسطينيين على خلاف رغبتها. 

وقد علق الصحفي الفلسطيني عبد الباري عطوان وآخرون، أن ما دفع العالم للإسراع في إعمار غزة هو الخوف من تنظيم الدولة، فإذا اعتبر الغرب أن أحد مداخل مواجهة داعش هو إقامة دولة فلسطينية، فهذا آخر ما تنتظره إسرائيل.

ردود الفعل الإسرائيلية

قال نفتالي بنيت، وزير الاقتصاد الإسرائيلي، في تغريدة له على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)،  الجمعة(18|10): "حتى عندما يقوم بريطاني مسلم بقطع رأس بريطاني مسيحي فإنك ستجد دائماً أولئك الذين يوجهون اللوم لليهود". من جهتها، نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن بنيت الذي يتزعم حزب "البيت اليهودي" اليميني، قوله، إن "تصريحات كيري تشكل تشجيعاً لـ ‫‏الإرهاب‬ العالمي".

من جانبه، قال وزير الإعلام الإسرائيلي، جلعاد أردان، للإذاعة نفسها، إن "الوزير كيري يسجل أرقاماً قياسية جديدة من عدم إدراك ما يجري في منطقة الشرق الأوسط، وطبيعة النزاعات الدائرة فيه".

الخارجية الأمريكية ترد

ردت وزارة الخارجية الأميركية على تهجمات شنها وزراء إسرائيليون ضد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بشأن تصريحاته التي جاء فيها إن عدم حل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني وعدم قيام دولة فلسطينية يشجع على تجند الأفراد لصفوف تنظيم "داعش" الإرهابي.

وقالت نائبة المتحدة باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماري هارب، إن "كيري لم يربط في الحقيقة بين إسرائيل واتساع صفوف داعش. وما قاله هو إنه خلال لقاءاته مع زعماء في أوروبا والشرق الأوسط قالوا له إنهم معنيون بأن تحاول الولايات المتحدة العمل من أجل السلام في المنطقة".

وأضافت أنه "ليس سرا أن السلام بإمكانه أن يسهم بشكل أكبر في استقرار الشرق الأوسط". وبعد ذلك تطرقت هارب إلى تصريح "لوزير إسرائيلي"، قالت وسائل إعلام إسرائيلية أنها تقصد الوزير المتطرف نفتالي بينيت، ورأت المتحدثة أنه "إما أن هذا الوزير لم يقرأ ما قاله كيري، أو أنه يشوه ما قاله كيري".