قالت وكالة ناسا لعلوم الفضاء في تقرير أن أربعة من رواد الفضاء انطلقوا في مهمة إلى محطة الفضاء الدولية في مركبتها الجوالة يورريوسيتي وأنّهم وجدوا في 30 مايو الماضي ـ وبالصدفة ـ مادة لم يتوقع أن تكون في هذا الكوكب ويصعب على العلماء تفسيرها وجودها.
ولتفسير الظاهرة افترض العلماء أنه "منذ مليارات السنين، تركت الجداول والبرك وراءها المعادن مع جفاف المياه" مخلفة معادن قائمة على الكبريت أي "مزيج من الكبريت والمواد الأخرى".
وأضاف التقرير: "إذا كان هذا الافتراض صحيحا، فإن هذه المعادن تقدم أدلة مثيرة حول كيفية وأسباب تغير مناخ الكوكب الأحمر من كونه شبيها بالأرض إلى الصحراء المتجمدة التي هي عليها اليوم."
وفي الواقع، اكتشفت المركبة الجوالة بالفعل "تنوعا كبيرا في أنواع الصخور وعلامات المياه السابقة"، حيث عثرت على معادن مثل كبريتات المغنيسيوم وكبريتات الكالسيوم وكلوريد الصوديوم. وقامت المركبة الجوالة باكتشاف رائع وغير متوقع أثناء عبورها للمنطقة المالحة.
اكتشاف مثير لحقل كبريت
وفي بيان صحفي نُشر في وقت سابق من هذا الأسبوع في 18 يوليو/ تموز، كشفت ناسا أن مركبة كوريوسيتي الجوالة عثرت على صخرة على الكوكب تحتوي على "الكبريت العنصري أو النقي."
ولم يتم الكشف عن الجزء الداخلي للصخرة إلا بعد أن مرت المركبة الجوالة فوقها وفتحتها عن طريق الخطأ، لتجد بلورات الكبريت الصفراء بداخلها.
وتشرح وكالة ناسا أن المركبة الجوالة لم تعثر على صخرة واحدة تحتوي على الكبريت النقي فحسب، بل حقلا كاملا. وبالنظر إلى أن الكبريت النقي لا يتشكل إلا في نطاق ضيق من الظروف التي لم يربطها العلماء بتاريخ الموقع الذي كانت فيه المركبة، ترك الاكتشاف العلماء في حالة من الحيرة.
وتوضح ناسا أنه "ليس من الواضح ما هي العلاقة، إن وجدت، بين الكبريت العنصري (النقي) والمعادن الأخرى القائمة على الكبريت في المنطقة"، والأكثر من ذلك أن المركبة لم تعثر على صخرة واحدة تحتوي على الكبريت النقي فحسب، بل "على حقل كامل".
رحله الاكتشافات
وإذ اعترف العلماء بأنهم كانوا محظوظين حين عثرت المركبة الجوالة على الصخرة، قال أشوين فاسافادا من مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في جنوب كاليفورنيا: "العثور على حقل من الحجارة المصنوعة من الكبريت النقي يشبه العثور على واحة في الصحراء".
واختتم فاسافادا كلامه قائلاً: "لا ينبغي أن يكون (الحقل) هناك، لذا علينا الآن أن نفسر سبب وجوده. اكتشاف أشياء غريبة وغير متوقعة هو ما يجعل استكشاف الكواكب أمرا مثيرا.