خلال محاولة جديدة لاكتشاف تأثير نبات القنب على صحة البشر، توصل باحثون مؤخرًا إلى أن تعاطي الماريجوانا بكثرة قد يزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
ففي دراسة منشورة حديثًا بمجلة جاما لطب الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة، وجد باحثون أن متعاطي القنب بكثرة كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطانات الرأس والرقبة بمعدلات تتراوح ما بين 3.5 و5 مرات أكثر من أولئك الذين لا يتعاطون المخدرات بانتظام.
جدير بالذكر، تشمل سرطانات الرأس والرقبة كلًا من سرطانات الفم والأحبال الصوتية والأنف والجيوب الأنفية. وتعتبر هذه الأنواع أكثر شيوعًا لدى الرجال بمقدار الضعف مقارنة بالنساء، وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة.
وشملت الدراسة أكثر من 4 ملايين مريض، تم تشخيص حوالي 116 ألف شخص منهم بـ"اضطراب تعاطي القنب". واعتمد الباحثون على معلومات تم جمعها خلال 20 عامًا عبر قاعدة بيانات عالمية تسمى TriNetX تشمل 64 مركزًا صحيًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وتوصلت الدراسة إلى أن متعاطي القنب أكثر عرضة للإصابة بجميع أنواع سرطان الرأس والرقبة باستثناء سرطان البلعوم مقارنة بغير المتعاطين. وكانت أكثر أنواع سرطان الرأس والرقبة شيوعًا في كلتا المجموعتين هي سرطانات الفم وسرطان الحنجرة.
ويرجح جراح الرأس والرقبة بجامعة جنوب كاليفورنيا والمشرف على الدراسة الدكتور، نيلس كوكوت، إما أن يكون القنب نفسه أو الدخان الناتج عن تدخينه مسببين للسرطان، وفقًا لموقع إن بس سي نيوز الأمريكي.
ولا يزال من غير الواضح الدور الذي يلعبه كل من حجم الجرعة الواحدة وعامل التكرار وطريقة تعاطي القنب في خطر الإصابة. إلا أن الدراسة تلقي الضوء على زيادة خطر الإصابة بالسرطان على ”متعاطي الحشيش بكثرة" وليس المتعاطين العرضيين.
وتحتوي نبتة القنب على أكثر من 100 مادة كيميائية، بدأ العلماء مؤخرًا محاولاتهم لفهم تأثيرها على جسم الإنسان وتحديد ما إن كانت مفيدة أو مضرة للصحة.
ويدعو الباحثون إلى إجراء المزيد من الدراسات للتحقق من الأمر، خاصة في ظل الدور الذي يلعبه التدخين، بما في ذلك تدخين القنب أو الماريجوانا، في تنشيط المسارات الالتهابية في الجسم والمساهمة في تكوين السرطان بالجسم.