دعا مركز مناصرة معتقلي الإمارات، السبت، المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى التدخل العاجل لضمان حقوق المعتقلين المسنين في الرعاية الصحية والعيش بكرامة، وخصوصاً في ظل الظروف القاسية التي يعانون منها داخل سجن الرزين.
وقال المركز في تقرير له، إن سلطات أبوظبي تواصل اعتقال ما لا يقل عن 31 مواطناً إماراتياً تجاوزت أعمارهم 60 عاماً، يعيشون واقعاً من التعذيب والإهمال الصحي داخل سجن الرزين سيئ السمعة.
وعلى مقربة من شاطئ الممزر في دبي، يقع "مركز سعادة كبار المواطنين"، الذي أنشأته الحكومة الإماراتية عام 2018 ليكون نموذجاً للرعاية المتميزة لكبار السن. هذا المركز، الذي حصل على اعتماد دولي لمعايير التميز في الرعاية طويلة الأمد، يُروج له إعلامياً كنموذج يُحتذى به في المنطقة.
لكن على بعد ساعتين فقط بالسيارة، يقع سجن الرزين في قلب صحراء أبوظبي، حيث يُحتجز كبار المواطنين الإماراتيين في ظروف قاسية لا تمت للرعاية بصلة. داخل هذا السجن، الذي يُعد ضمن أسوأ 10 سجون في العالم، يتعرض المعتقلون لإهمال طبي متعمد، ويتحملون ظروفاً من الحرمان والمعاناة المستمرة.
ومن بين المعتقلين حمد الرقيط (73 عاماً)، المدير السابق لإدارة الأوقاف بوزارة العدل والشؤون الإسلامية، الذي يعاني من أمراض مزمنة مثل الضغط والنقرس ونقص الفيتامينات. بدلاً من توفير العلاج، يتعرض للإهمال الصحي، كحال بقية المعتقلين الذين حُرموا من أبسط حقوقهم، بما في ذلك الزيارات العائلية والحق في التريض أو حتى رؤية الشمس.
وحسب تقرير مركز المناصرة، فإن إدارة سجن الرزين تتعمد تفاقم معاناتهم (المعتقلين)؛ ففي الصيف تُعطل أجهزة التكييف، بينما في الشتاء يُمنعون من الحصول على ملابس دافئة أو بطانيات، مما يعرضهم لخطر التجمد. الرعاية الصحية تُختصر في مسكنات الألم فقط، ما أدى إلى تفاقم الأمراض المزمنة لدى كثيرين منهم.
بينما تحظى مراكز مثل "سعادة كبار المواطنين" بتغطية إعلامية تُبرز رعايتها النموذجية، يعيش المعتقلون المسنون في الرزين وسط تجاهل كامل، ليجسدوا تناقضاً صارخاً بين ما يُعلن عنه وما يحدث فعلياً.