اتهم نشطاء يمنيون، أبوظبي بدعم وتمويل مكون انفصالي جديد، يطالب بالحكم الذاتي في جزيرة سقطرى، الواقعة على المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الأفريقي بالقرب من خليج عدن.
وأكد المكون الجديد الذي يسمى "المجلس الوطني لأبناء أرخبيل سقطرى" أن ذلك يأتي بسبب "البعد الجغرافي اللغوي والبيئي والاثني الإنساني، وبعد التفاوض مع الحكومة ممثلة بالمجلس الرئاسي".
ودعا المجلس في بيان له، "السلطة المحلية والأجهزة الأمنية والعسكرية لمباركة هذا الخيار؛ كونه خيار قد أجمع عليه أبناء أرخبيل سقطری.. ونهيب بكل المكونات السياسية والوطنية تأييدهم هذا القرار التاريخي المجمع عليه".
وقال إنها "ترفض أي دعوة تحريضية للمظاهرات المخلة بسمعة سقطرى المسالمة، وتدعو الجميع للحفاظ على السكينة العامة ووحدة الصف نحو هدفنا المجمع عليه"، مطالبا المجتمع الدولي ودول التحالف العربي ممثلة بالسعودية والإمارات الوقوف مع خيار أبناء أرخبيل سقطری".
وأضاف: "لقد صبرنا كثيرا منذ 1967 إلى يومنا هذا لعلّ وعسى أن يتغير الوضع في البلاد للأفضل، وناشدنا كل الأنظمة المتعاقية لمراعاة خصوصية سقطرى الأرض والإنسان، ولكن لا حياة لمن تنادي، وتجرعنا مرارات الصراعات الحزبية المقيتة؛ تارة باسم القومية وتارة باسم المناطقية والديمقراطية التي دمرت الإنسان اليمني شماله وجنوبه، التي لم نكن شركاء فيها طيلة خمسة عقود من الزمن، بل فرضت علينا ودفعنا ثمنها، وذهبت العادات والقيم والموروث الثقافي للإنسان السقطري".
وأوضح أن هذا الإعلان يأتي "استجابة لدعوة المعرفين ومشايخ المراكز والمقادمة والوجهاء والشخصيات الاجتماعية والسياسية، وكل الشرفاء من أبناء محافظة أرخبيل سقطرى، في مناشدتهم لاستعادة خصوصية الأرخبيل من العبث الممنهج من قبل دعاة الإقصاء والتهميش".
وفي تعليق يؤكد ضلوع أبوظبي في دعم هذا التوجه الجديد، قال عبد الخالق عبد الله إنها "خطوة تاريخية مباركة وفي الاتجاه الصحيح مع التمنيات لسقطرى الحكم الذاتي كل التوفيق".
وقالت وسائل إعلام يمنية، إن القيادي في مليشيا الانتقالي الانفصالية، على بن عيسى بن عفرار، والحاصل على الجنسية الإماراتية، يترأس هذا المكون الجديد.
وأوضحت أن "بن عفرار" الموظف في مؤسسة خليفة الإنسانية، ذات الأنشطة المشبوهة في الأرخبيل اليمني، كان قد دعا إلى ضم الأرخبيل إلى الإمارات كإمارة ثامنة، في دعوة تناقض إعلانه الجديد للحكم الذاتي.
وسقطرى عبارة عن أرخبيل من 6 جزر على المحيط الهندي، وكانت حتى نهاية 2013 تتبع حضرموت (شرقا)، قبل أن يصدر الرئيس اليمني السابق، عبد ربه هادي، قرارا بتحويل الجزر إلى محافظة "أرخبيل سقطرى".
ومنذ يونيو 2020، سيطر المجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بانفصال جنوب البلاد عن شماله على سقطرى والمدعوم من أبوظبي، بعد مواجهات محدودة مع القوات الحكومية، بدعم من القوات الإماراتية الموجودة في الجزيرة الاستراتيجية قبالة سواحل اليمن الجنوبية.
وبحسب تقارير غير رسمية نشرت في وسائل الإعلام الغربية سنة 2022، تنظر الإدارة الرئاسية الأمريكية إلى سقطرى كمكان لنشر الرادارات وعناصر الدفاع الصاروخي. ومع ذلك، فإن نشر القوات الأجنبية في الأرخبيل سيثير حتما مسألة تنفيذ السيناريو السوري في اليمن، وسيؤدي إلى توتر العلاقات بين الحوثيين وأبوظبي.