رحّب رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري بسقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في سوريا، واصفاً إياه باليوم الذي انتظره منذ اغتيال والده رفيق الحريري في العام 2005.
وقال الحريري، الذي أُجبر والده في عهد الوصاية السورية على التمديد للرئيس إميل لحود تحت التهديد بتكسير لبنان فوق رأسه، في بيان: “سقط الأسد. ها قد اكتمل المشهد وخرج السوريون ليدفنوا حقبةً ويفتحوا أخرى. هذا هو اليوم الذي انتظرته منذ تلك الساعة السوداء”.
وأضاف: “كم أنا سعيد برؤيتكم، تصدحون بصوت الحرية في الشام بعد أن تحررت من سجنها الكبير. اليوم تكرّسون، بجميع ألوانكم ومشاربكم، عرس سوريا بسقوط دكتاتورها، الذي روّع السوريين واللبنانيين وابتزّ العرب والعالم”.
ووجه رئيس تيار المستقبل انتقادات حادة للنظام السوري قائلاً: “سقط النظام الذي تاجر بفلسطين أكثر من نصف قرن، بعدما باع الجولان رخيصاً، وباع نفسه لكل من دفع له أو دافع عنه بوجه شعبه”.
وأضاف: “سقط الأسد، وسقط القناع عن القناع، ليظهر جبنه وغدره لأقرب المقربين، فلا عجب أن يغدر بسوريا وحاضنته العربية”.
واعتبر الحريري أن “سقوط الأسد هو سقوطٌ لنهج الاستفراد بالحكم والاستقواء بالخارج. هو سقوط لتأجيج الطائفية، والظلم باسم طائفة كريمة استغلها بأبشع الصور”.
وحذر من أن “سقوط الدكتاتور لا يعني شيئاً، إلا إذا تم إسقاط نهجه الذي قام على الاستقواء على الأفراد، كما الطوائف، والتعسّف في ممارسة السلطة”.
وشدد على أن “وحده دفن هذه الممارسات بعد سقوط النظام يضمن قيامة سوريا وطناً ودولةً لكل سورية وسوري”، مؤكداً أن “الثورة السورية أكبر من أن تقع بفخ نهج الأسد، وأقوى من أن تسقط بمستنقع الفتنة والفوضى، وبعيدة كل البعد عن أي شكل من أشكال التطرف”.
وأشاد الحريري بوعي الشعب السوري وقيادات الثورة، مؤكداً أنهم “أذهلوا العالم، وأعطوا نموذجاً لنبذ العنف والانتقام، وأظهروا وجه الثورة الحقيقي”.
وأضاف أن السوريين “قدموا للعالم نموذجاً بالتسامح والوعي، سيكون مفخرة العرب في تاريخهم المعاصر، وعبرة للأجيال القادمة”.
ورأى أن “العبرة الأكبر هي المحافظة على ما أُنجز، وإكمال عرس الانتقال الحضاري للسلطة”، متطلعاً إلى تحويل “سوريا الأسد الغابرة، إلى سوريا الشعب والحرية”.
واختتم بيانه قائلاً: “الواقع أنّ سوريا والحرية حكاية ألم وأمل… فهي نداء الثورة الأول، وهي حكاية نضال شعب رفع لواء الحرية فقدّم دونها دمه، ويوم الحساب حقن الدماء، في واحدة من أعظم عِبَر التاريخ وأكثرها ألقاً ومجداً”.
ووجه التحية إلى “شهداء سوريا وأبطالها”، مضيفاً: “وقد قلنا في لبنان يوماً إلى اللقاء سوريا، وها قد التقينا لنجدد العهد ونحقق الوعد من أجل أبنائنا، من أجل حاضرنا، ومن أجل المستقبل”.