قال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، اليوم الثلاثاء، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يبدي تفهماً بشأن مخاوف الإمارات والسعودية من القيادة السورية الجديدة، وارتباطها بالجماعات الإسلامية.
وذكر الموقع أنه على الرغم من الدور التركي في إسقاط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، ووضع أنقرة في موقع اللاعب الرئيسي في تشكيل مستقبل البلاد؛ إلا أن المسؤولين الأتراك يظلون حذرين، ويعتزمون على عدم تكرار الأخطاء التي ارتكبت خلال ثورات الربيع العربي قبل حوالي 14 عاماً.
كما يدرك الأتراك -بحسب الموقع- الحاجة إلى الدعم من الحلفاء الإقليميين والقوى الغربية لتحقيق الاستقرار في سوريا. ولم تنس أنقرة مخاطر الماضي، مثل احتمال تحول سوريا إلى دولة مجزأة مثل ليبيا، حيث قسمت الفصائل المتحاربة البلاد، أو اتباع مسار مصر، حيث سحقت تجربة ديمقراطية وجيزة بانقلاب عسكري في غضون عام.
ويضيف أن أردوغان يسعى إلى إشراك دول الخليج ــالتي كانت حذرة من حركات مثل جماعة الإخوان المسلمينــ لضمان دعمها الطويل الأجل لمستقبل سوريا.
"تقدير نصائح الخليجيين"
ونقل الموقع عن مصدر وصفه بـ"المطلع على تفكير الحكومة التركية" قوله: "يعتقد الرئيس (أردوغان) أن المخاوف التي أثارتها السعودية والإمارات على وجه الخصوص ينبغي الاستماع إليها، وأن نصيحتهما في سوريا موضع تقدير".
ومن المقرر أن يحضر أردوغان قمة في القاهرة يوم الخميس، حيث من المتوقع أن يناقش مسألة الحكومة السورية الجديدة مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، المعروف بمعارضته للجماعات الإسلامية.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يوم الجمعة "إن السعودية والإمارات وقطر وتركيا وغيرها من الدول لابد وأن تتعاون في إطار ثقافة التعاون واحترام حدود كل منها وحقوقها السيادية. وبعيداً عن مجرد الاحترام، لابد وأن نلتزم بحماية بعضنا البعض. وإلا فإن القوى المهيمنة الخارجية سوف تتدخل وتستغل الاستقطاب الإقليمي وتتسبب في صراعات طويلة الأمد ودموية ومكلفة".
ويرى الموقع أن مبادرات تركيا تجاه الإمارات قد دقعت بالفعل إلى تحول في الخطاب من جانب زعماء الخليج، الذين دعموا في السابق عودة الأسد إلى جامعة الدول العربية.
وأشار "ميدل إيست آي" إلى أن السياسي الإماراتي عبدالخالق عبدالله المقرب من أبوظبي، قد غيّر لهجته مؤخراً في أعقاب المشاركة المباشرة للإمارات مع الحكومة التي تقودها هيئة تحرير الشام، قائلاً إن أبوظبي ستكون في طليعة الدول التي تستثمر في الاقتصاد السوري.
وأضاف أن المسؤولين الأتراك يدركون أن أي جهد لإعادة الإعمار في سوريا سيتطلب تمويلاً من دول الخليج، مثل الإمارات، والقوى الغربية، مثل الاتحاد الأوروبي.
وفجر الأحد، 8 ديسمبر الحالي، نجحت فصائل المعارضة في دخول العاصمة السورية دمشق، مما دفع بشار الأسد إلى الفرار إلى روسيا، وإنهاء 5 عقود من حكم عائلته.