نفى مسؤولون خليجيون تقريرا نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني قبل أم السبت جاء فيه أن خطة مصرية لتشكيل قوة دفاع عربية على غرار حلف شمال الأطلسي تم رفضها في قمة الدوحة يوم الإثنين الماضي، مؤكدين عدم طرح المقترح نهائياً.

ونقل الموقع عن مسؤول خليجي في اتصال، أمس الأحد، قوله إن "ادعاءات كاذبة" يتم تداولها "لإبراز مجلس التعاون الخليجي في صورة سلبية" وأنها "تضر بمناقشات الأمن الإقليمي الجارية".

وتأتي تعليقات المسؤول بعد أقل من يوم من تصريح دبلوماسي مصري كبير لموقع "ميدل إيست آي" بأن مصر اقترحت في القمة التي عقدت الإثنين الماضي إنشاء قوة دفاعية إقليمية من شأنها "حماية الدول الأعضاء من التهديدات الخارجية، وخاصة إسرائيل".

لكن الدبلوماسي قال إن عدة عوامل أدت إلى رفض الاقتراح، بما في ذلك الخلافات حول من سيقود القوة.

وذكرت التقارير أن مصر كانت ترى أنه ينبغي لها أن تقود الآلية، في حين دعت السعودية إلى أن تتولى هي القيادة.

وبعد أيام، وقعت السعودية اتفاقية دفاع مشترك مع باكستان المسلحة نوويا.

في هذه الأثناء، لم تقدم دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماعها يوم الاثنين أي وعود باتخاذ إجراءات ملموسة ضد "إسرائيل"، وقالت إنها ستدعو بدلا من ذلك إلى اجتماع لمجلس الدفاع المشترك واللجنة العسكرية العليا.

وبحسب الدبلوماسي المصري فإن القاهرة كانت تأمل أن يتخذ المشاركون في القمة خطوات ملموسة ضد "إسرائيل"، أو على الأقل المطالبة بإنهاء الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" في غزة ورفض أي تهجير قسري للفلسطينيين إلى شمال سيناء.

وألقى الدبلوماسي باللوم على النفوذ الأميركي في الرد الضعيف، وقال إن واشنطن تريد أن تقتصر الاستجابة العربية على مجرد بيانات دعم لغزة وإدانة "إسرائيل".

هيمنة إماراتية

ونقل الموقع عن دبلوماسي آخر قوله إن الدول العربية الأخرى "وجدت نفسها محاصرة عندما هيمن موقف قطر، بدعم من الإمارات، على الاجتماع".

وأضاف أن "الوزراء قرروا الآن أن أي خطوة ضد إسرائيل ستكون عقيمة، وأن الخيار الأفضل هو الضغط على الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة"، مضيفا أن "معظم هذه المحادثات جرت بين وزراء خارجية دول الخليج ونظيرهم المصري بدر عبد العاطي، خلف أبواب مغلقة على هامش القمة، ولم يتم الإعلان عنها".

كما صرح بأن "التقارير الإعلامية التي تزعم أن قطر والإمارات عرقلتا تشكيل قوة دفاعية إقليمية لمواجهة العدوان الإسرائيلي، واختارتا قوة خليجية، باطلة تماماً. لم يُطرح أي اقتراح من هذا القبيل خلال القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة".

وأضاف المسؤول أنه "كان هناك إجماع بين جميع المشاركين، وهو ما انعكس في البيان الذي صدر في ختام القمة".

مطالب قطرية باعتذار علني

بعد ساعات من الهجوم الإسرائيلي على الدوحة في التاسع من سبتمبر الجاري، ناشد رئيس الوزراء القطري المجتمع الدولي تقديم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى "العدالة".

واستهدفت عدة صواريخ إسرائيلية مبنى في منطقة بحيرة الخليج الغربي بالدوحة، بينما كان أعضاء حماس يجتمعون لمناقشة أحدث اقتراح أمريكي لإنهاء الصراع المستمر منذ ما يقرب من عامين.

وقد نجا جميع القادة الكبار في المبنى، ومنهم قادة حماس خليل الحية، وخالد مشعل، وزاهر جبارين، وآخرون.

وأسفر الهجوم عن استشهاد ستة أشخاص، بينهم نجل الحية، همام، ومدير مكتبه، جهاد لبد، والعريف القطري بدر سعد محمد الحميدي الدوسري.