قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن طائرة نقل إماراتية تحمل عشرات الإسرائيليين اضطرت، اليوم الأربعاء، للهبوط في أحد مطارات السعودية لعلاج شخص أصيب بسكتة دماغية أثناء الرحلة.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن طائرة تابعة لشركة فلاي دبي تقل نحو 80 إسرائيليا اضطرت إلى الهبوط في مطار الرياض بسبب إصابة أحد الركاب بسكتة دماغية.

وأوضحت أنه كان من المقرر في البداية أن تهبط الرحلة في مطار بن غوريون الإسرائيلي عند الساعة 5:45 مساءً بتوقيت القدس (6:45 بتوقيت الإمارات) بعد ساعة ونصف من إقلاعها من مطار دبي الدولي.

وأشارت إلى أن الطائرة حصلت على إذن استثنائي بالهبوط في الرياض لعلاج الراكب الذي نُقل إلى مستشفى سعودي لتلقي العلاج. وذكرت أن الركاب أمضوا حوالي ساعة على الأراضي السعودية، ثم انطلقوا مجدداً إلى "إسرائيل".

شريان حياة الإسرائيليين

وتعكس الحادثة إمعان أبوظبي في دعم الصهاينة، وإبقاء أبوابها مفتوحة أمامهم، إذ رفضت اتخاذ أي إجراء ضدهم في ظل المذابح التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة منذ عامين، والذي تسبب بمقاطعة عالمية واسعة لدولة الاحتلال.

ومنتصف سبتمبر الجاري، أكدت مجلة غلوبس الاقتصادية الإسرائيلية، أن شركات الطيران الإماراتية لعبت دوراً محورياً في إبقاء خطوط السفر مفتوحة أمام الإسرائيليين خلال الحرب على غزة، في وقت انسحبت فيه معظم شركات الطيران الأجنبية، وعلى رأسها الشركات التركية التي كانت تعد لسنوات البوابة الأولى نحو العالم.

وبحسب المجلة، واصلت "فلاي دبي" و"الاتحاد للطيران" تسيير رحلات منتظمة إلى تل أبيب، إذ تُشغّل الأولى أكثر من عشر رحلات يومياً، بينما تُدير الثانية رحلتين إلى ثلاث يومياً. أما "طيران الإمارات" فقد علقت رحلاتها المباشرة لكنها أبقت على تعاونها عبر شراكات الرمز المشترك. واعتبرت غلوبس أن هذا الالتزام جعل من الإمارات "شريان حياة" للإسرائيليين، على الرغم من العزلة التي فرضتها المقاطعة الخارجية.

وجاء تقرير "غلوبس" بالتزامن مع الذكرى الخامسة لتوقيع اتفاقية التطبيع بين أبوظبي والاحتلال الإسرائيلي برعاية أمريكية.

ووفق أرقام هيئة المطارات الإسرائيلية، نقلت الشركات الإماراتية مجتمعة نحو 128,500 مسافر في أغسطس الماضي (5.8% من الإجمالي)، بينما نقلت الشركات التركية في الشهر نفسه من عام 2023 أكثر من 382 ألف مسافر (13.5%). وترى المجلة أن غياب الخطوط التركية ترك فراغاً كبيراً لم تستطع الإمارات وحدها ملأه.

وأكدت "غلوبس" أن مجرد استمرار الرحلات الإماراتية في وقت انسحبت فيه شركات أوروبية وآسيوية كبرى، يعكس قوة اتفاقيات التطبيع، ويكشف أن أبوظبي وفرت متنفساً لـ"إسرائيل" في أصعب لحظاتها، حين كانت تواجه عزلة متنامية بسبب الحرب.

غير أن هذه المعطيات، كما يرى مراقبون، تضع الإمارات في موقع المنتقد شعبياً، إذ إن استمرارها في تسيير الرحلات جعلها عملياً طرفاً في كسر العزلة المفروضة على "إسرائيل"، في وقت تتواصل فيه الجرائم بحق الفلسطينيين في غزة.

يُذكر أن حادثة اليوم كانت قد وقعت حادثة مماثلة لها قبل عامين تقريباً عندما هبطت طائرة تابعة لشركة طيران سيشل وعلى متنها 128 إسرائيلياً اضطرارياً في جدة السعودي بسبب مشكلة فنية.

اقرأ أيضاً:

تقرير إسرائيلي: الطيران الإماراتي مثل شريان حياة للإسرائيليين رغم الحرب والمقاطعة