أفادت تقارير صحفية بأنه تم العثور على جثة مليونير روسي، يعمل في مجال العملات المشفرة، وزوجته، مقطعتين وملقاتين في إحدى الصحاري قرب إمارة الفجيرة، بعد عدة أيام من اختفائهما المفاجئ.

وقالت صحيفة "موسكو تايمز" إن محققين روسيا فتحوا ملف قضية جنائية بشأن الاشتباه في مقتل رومان نوفاك وزوجته آنا، من سانت بطرسبرغ، اللذين اختفيا في الإمارات في أوائل أكتوبر الماضي، حيث ذكرت وسائل الإعلام أنهما اختطفا وقتلا بعد احتجازهما للحصول على فدية.

وأفادت لجنة التحقيق الروسية المختصة بالجرائم الكبرى في بيان، بأن أقارب الزوجين، اللذين كانا يعيشان في دبي، أبلغوا عن اختفائهما بعد فشلهما في الاتصال بهما لعدة أيام.

آخر مرة رآهما فيها سائق الزوجين كانت في الثاني من أكتوبر، عندما أوصلهما قرب بحيرة في منطقة حتا القريبة من الحدود مع عُمان، لما وُصف بأنه لقاء مع مستثمرين محتملين. انتقل الزوجان إلى سيارة أخرى، ولم يُشاهدا مرة أخرى.

متهمون روس

وذكرت وكالة أنباء "فونتانكا" في سانت بطرسبرغ نقلا عن مصادر مجهولة أن ثمانية مواطنين روس مشتبه بهم في تورطهم، بما في ذلك ثلاثة منظمين مزعومين وخمسة وسطاء مستأجرين.

وذكرت التقارير أن سبعة من المشتبه بهم تم اعتقالهم في روسيا، ويعمل المحققون مع السلطات الإماراتية لتحديد الظروف الكاملة للجريمة.

نقلت فونتانكا عن مصادر قولها إن الضحايا استُدرجوا إلى فيلا مستأجرة بحجة حضور اجتماع استثماري، حيث تعرضوا للهجوم والقتل بعد فشلهم في توفير أموال العملات المشفرة. وعُثر على رفاتهم مقطعة في 3 أكتوبر قرب مدينة الفجيرة.

اكتسب رومان نوفاك شهرة في مشهد العملات المشفرة في روسيا بعد أن قدم نفسه كرجل أعمال ناجح وادعى وجود علاقات مع مؤسس تليجرام بافيل دوروف.

قضية احتيال

من جانبها ذكرت صحيفة "ذا صن" أنه القضية ترتبط بمخطط احتيال بالعملات المشفرة بقيمة 500 مليون دولار أمريكي.

واكتسب نوفاك شهرةً واسعةً في أوساط العملات المشفرة الروسية بتصويره نفسه رجل أعمال ناجحاً تربطه صلاتٌ بمؤسس تيليجرام، بافيل دوروف. أسس نوفاك منصة فينتوبيو، التي تزعم تسهيل التحويلات السريعة للعملات المشفرة، مع جذب استثمارات من روسيا والصين والشرق الأوسط.

وأشارت الصحيفة إلى أن تعاملاته التجارية لتدقيق السلطات. في نوفمبر 2020، حُكم على نوفاك بالسجن ست سنوات في سانت بطرسبرغ بتهمة الاحتيال على شركاء تجاريين في مشاريع استثمارية وأخرى متعلقة بالعملات المشفرة.

وبعد حصوله على الإفراج المشروط عام 2023، انتقل إلى الإمارات واستأنف جذب الاستثمارات إلى مشاريع جديدة، حيث أشارت التقارير إلى أنه جمع حوالي 500 مليون دولار أمريكي (2.08 مليار رينغيت ماليزي) من خلال شركة فينتوبيو قبل أن يواجه اتهامات احتيال جديدة.

وأشارت تقارير، بحسب "ذا صن"، إلى أن نوفاك أرسل رسائل تفيد بأنه عالق في الجبال قرب الحدود العمانية ويحتاج بشكل عاجل إلى 200 ألف دولار أمريكي. إلا أن المحافظ المستهدفة كانت فارغة. ظهرت هواتف الزوجين المحمولة في البداية في حتا وسلطنة عمان، ثم لاحقاً في كيب تاون بجنوب أفريقيا، قبل أن تنقطع الإشارة تماماً في 4 أكتوبر.

صرحت سفيتلانا بيترينكو، عضوة لجنة التحقيق الروسية، بأن المحققين أثبتوا وجود شركاء للقتلة نظّموا عملية الاختطاف، وقاموا بتأجير المركبات والأماكن التي احتُجز فيها الضحايا بالقوة. وعقب عمليات القتل، تخلص الجناة من أسلحة وممتلكات الضحايا في مختلف إمارات الدولة.

من بين المشتبه بهم المحتجزين اثنان من قدامى المحاربين في الصراع الروسي الأوكراني ومحقق سابق في مجال جرائم القتل. أُلقي القبض على ثلاثة أشخاص في مناطق سانت بطرسبرغ وستافروبول وكراسنودار، وأوامر الاحتجاز ممتدة حتى 28 ديسمبر. ويُعتقد أن خمسة روس آخرين دون سن الخامسة والعشرين على صلة بالقضية، بحسب الصحيفة.

ويبدو أن الحادثة كانت بدافع انتقامي مالي وفقاً للصحيفة. ويتحرى المحققون ما إذا كانت عملية القتل مؤامرة انتقامية من قبل المستثمرين المتضررين، حيث يُزعم أن المهاجمين طالبوا بالوصول إلى محافظ مرتبطة بأموال المستثمرين.

سبقت سمعة نوفاك المثيرة للجدل. وكان رد فعل مجتمع العملات المشفرة متعدد الجوانب، إذ عكس حزناً حقيقياً على فقدان الأرواح، وفحصاً دقيقاً لتاريخ الضحية المثير للجدل. ومع ظهور تفاصيل تاريخ نوفاك وتورطه المزعوم في مخططات مثل فينتوبيو، ازدادت المشاعر تعقيداً.

كما تُسلّط هذه القضية الضوء على المخاوف الأمنية المتصاعدة في قطاع العملات المشفرة، لا سيما بالنسبة للأفراد ذوي الثروات الكبيرة في المناطق التي تشهد نشاطاً كبيراً في الأصول الرقمية.

ومن المتوقع أن يؤدي هذا الحادث إلى تكثيف التدقيق من قبل وكالات إنفاذ القانون، وخاصة في مراكز التشفير الناشئة مثل دبي، مع زيادة التركيز على مكافحة الأنشطة المالية غير المشروعة والجرائم العنيفة المرتبطة بثروات العملات المشفرة.

وتظل القضية قيد التحقيق حيث تتعاون السلطات الروسية والإماراتية لتتبع التدفقات المالية المرتبطة بالعمليات التجارية لنوفاك وتحديد ما إذا كانت أطراف إضافية هي التي دبرت الهجوم.