رحبت دولة الإمارات، اليوم السبت، ببعثة الأمم المتحدة لتقييم الوضع في الفاشر، واعتبرتها خطوة هامة نحو استعادة وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الذين عانوا شهوراً من الحصار والحرمان.
وشددت ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي على أنه "يجب أن يصبح هذا الوصول الآن مستداماً ومضموناً، لا رمزياً، يجب أن تصل المساعدات إلى الفاشر وأن تمتد لتشمل جميع المجتمعات المحتاجة في جميع أنحاء السودان بسرعة وأمان ودون عوائق، بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين".
وأشادت بالدور الأمريكي الريادي، كما ثمنت جهود الأمم المتحدة ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) والشركاء في المجال الإنساني الذين يعملون في ظل ظروف قاسية وخطيرة.
ودعت دولة الإمارات كلا الطرفين المتحاربين إلى السماح فوراً بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ودون عوائق في جميع أنحاء البلاد، عبر جميع الطرق المتاحة، وإلى تطبيق هدنة إنسانية فورية على مستوى البلاد دون شروط مسبقة، بحسب الهاشمي.
وأكدت الهاشمي أن دولة الإمارات على أتم الاستعداد لدعم التوسع الفوري في نطاق المساعدات، مضيفة أن قدراتنا اللوجستية الإنسانية ومراكز عملياتنا جاهزة لتسريع حركة المساعدات المنقذة للحياة بمجرد السماح بالوصول.
ودعت المجتمع الدولي إلى زيادة الدعم المالي لتمكين مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية وشركائه من توسيع نطاق المساعدات المنقذة للحياة ومواجهة حجم المعاناة في جميع أنحاء السودان.
وفي وقت سابق، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وصول بعثة تقييم إلى مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، في أول مهمة من هذا النوع منذ أشهر من القتال والحصار.
وقال المكتب في بيان إن البعثة وصلت بعد مفاوضات إنسانية موسعة، مشيراً إلى أن عملها سيشمل مراجعة الوضع الإنساني والانتهاكات التي تعرض لها السكان، إضافة إلى الأضرار التي لحقت بالأسواق ومصادر المياه، والهجمات التي طالت مقار وكالات الأمم المتحدة والمنظمات العاملة في المنطقة.
وأوضح البيان أن مئات الآلاف من المدنيين غادروا الفاشر والمناطق المحيطة بها منذ اندلاع النزاع، في ظل تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية خلال الأشهر الماضية.
وجاءت زيارة بعثة التقييم الأممية إلى الفاشر بعد أن استولت قوات الدعم السريع على المدينة في 26 أكتوبر الماضي، وارتكبت مجازر بحق مدنيين، بحسب تقارير محلية ودولية، وسط تحذيرات من محاولات ترسيخ تقسيم جغرافي للبلاد. وفي 29 أكتوبر، أقر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" بحدوث "تجاوزات" في الفاشر، معلناً تشكيل لجان تحقيق.
وكانت جهود السلام التي تقودها المجموعة الرباعية الدولية، التي تضم الولايات المتحدة ومصر والسعودية والإمارات، توقفت بعد اعتبار قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان أن أبوظبي منحازة إلى صالح قوات الدعم السريع.
ويشهد السودان كارثة إنسانية متفاقمة نتيجة الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي اندلعت في إبريل 2023، بسبب خلافات حول توحيد المؤسسة العسكرية، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 13 مليون شخص.