أحدث الأخبار
  • 11:25 . "الأبيض" يبلغ ربع نهائي كأس العرب بعد خسارة مصر أمام الأردن... المزيد
  • 11:21 . الأعلى في تاريخ الإمارات.. "الوطني" يوافق على الميزانية العامة للاتحاد 2026... المزيد
  • 10:58 . الاحتلال يعتقل عشرات الفلسطينيين بالضفة ومستوطنون يقتحمون الأقصى... المزيد
  • 07:40 . اندلاع حريق هائل في جزيرة الريم بأبوظبي... المزيد
  • 07:18 . التليغراف: علاقات أبوظبي مع الغرب مهددة بسبب المذابح في السودان... المزيد
  • 05:43 . مقتل ستة جنود باكستانيين في هجوم مسلح قرب حدود أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . الموارد البشرية: نحو 18 ألف عامل حصلوا على دعم مالي منذ تطبيق التأمين ضد التعطل... المزيد
  • 11:10 . "التعليم العالي" تسحب الاعتراف بمؤهلات جامعة ميدأوشن بعد مخالفات جسيمة... المزيد
  • 11:06 . من الرياض.. "العليمي" يتهم الانتقالي بتقويض الدولة وتهديد الاستقرار في الشرق اليمني... المزيد
  • 11:02 . عروض عسكرية واسعة في سوريا بالذكرى الأولى لإسقاط نظام الأسد... المزيد
  • 10:58 . خبراء يمنيون: المشهد اليمني ينزلق إلى صراع نفوذ مفتوح بين الرياض وأبوظبي... المزيد
  • 07:45 . مجلة أمريكية: المواجهات جنوبي اليمن "حرب بالوكالة" بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:33 . سموتريتش يخصص 843 مليون دولار لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة... المزيد
  • 05:52 . هرتسوغ يهاجم زهران ممداني لانتقاده حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 11:48 . احتجاجات في جوروجيا ضد خطط بناء تنفذها شركة إماراتية... المزيد
  • 11:33 . "التعاون الخليجي" يستنكر تصريحات إيران حول جزر الإمارات المحتلة... المزيد

نقطة التقاء.. للبناء

الكـاتب : عبد الله العوضي
تاريخ الخبر: 28-11-2014

قد نتفق أو نختلف في الرأي أو الموقف من أي قضية حجم الخلاف فيها عظيم، وقد لا نصل إلى النتائج بسرعة وندور حول أنفسنا في فراغ، وكل ذلك أمر بديهي يحصل دائماً في كل مكان، إلا أن الوصول إلى نقطة التقاء في الوسط للبناء هو الأصعب.

وهذا ينطبق على الفكر بشكل عام وعلى السياسة، كذلك الاقتصاد والاجتماع والثقافة، أي بمعنى كل الأطر المجتمعية والأنساق التي تحيط بالفرد من كل الاتجاهات.

الذين يتفاعلون مع عملية البناء الفكري للمجتمع ولا ينفعلون، بمعنى أنهم لا يبنون آراءهم على موجات من الانفعالات الآنية، هؤلاء يملكون زمام الشطح والزلل في طروحاتهم ومقترحاتهم في شق طريق النماء وريه بماء التنمية والتقدم والازدهار.

فالأفكار تثري والنزاعات والخلافات حولها تفقر المعاني والمباني وترهل الوصول إلى الهدف الأسمى لكل فكر جديد يحاول التسلل إلى أروقة المجتمعات التي قبلت تطبيق منهج الانفتاح على الغير من دون قلق أو تردد، بل إن سلاح الثقة هو الماضي لإزالة التراكمات السلبية حول أي تغيير يراد به القفز المدروس للوصول إلى المنشود.

من السهولة أن يختلف اثنان على أي قضية، مساحة الجدل فيها واسعة ومتشعبة، وكذلك من الصعوبة بمكان الاتفاق بدرجة كاملة على المختلفات، لأن في ذلك إزالة للتمايزات بين البشر وحصر للعقل في زاوية ضيقة لو استمر فيها لعشعشت فيها الأفكار العبثية والسوداوية، وطردت منه الناصع والنافع.

قبل عقود كانت الأفكار تمحص وتشذب مرات ومرات قبل أن تأخذ نصيبها من الانتشار بين الناس، أما في زمن «تويتر» و«فيسبوك» أو «واتس آب»، فالأفكار فيها طيارة لا تجد لها خبرة راسخة للبناء القويم، فالخطورة هنا هو في إصدار الأحكام القطعية من خلالها والتي تكون إلى القطيعة أقرب منها للتلاحم ورص الصفوف، مازالت مجتمعاتنا بحاجة إلى الأفكار العميقة أو الثقيلة التي لا تتأثر برياح أفكار العنف والتطرف والإقصاء التي تخالف حتى المتعارف عليه بين عامة الناس.

من هنا يحل فكر الاعتدال والوسطية عنصراً مشتركاً يصعب الاختلاف عليه ويسهل بناء جسور التعاون حوله، حتى لو اختلفت الأجناس والأعراق والأديان، لأنها في النهاية الكل يبحث عن المشترك الذي يحيِّد المختلف عليه حتى لا تضيع المصلحة من نهج الاعتدال المحبذ والمحبب لدى الشريحة الأكبر في العالم.

خذ مثلاً فكرة التعايش وطرْ بها في أصقاع العالم، واستطلع آراء الناس حولها فلن تجد من يختلف حول هذا المضمون، لأنه ينشر السلم الاجتماعي بين المجتمعات، التي تود أن يكون ذلك دافعاً لها في كل مشاريعها الإنسانية. وجرب بالمقابل فكرة الإقصاء تجدها منبوذة ابتداء، أو لأنها تصطدم بكل ما هو مشرق وعبق ولا تزرع في الناس إلا الأحادية البغيضة وتمحو التعددية التي تعطي للحياة كل ألوانها الزاهية.

لأن الفكر الذي يسمي «الانتحار» جهاداً، وتفخيخ البشر عملاً بطولياً وقطع الرؤوس وبقر البطون تقرباً إلى الله وقرباناً لا يجب أن يمر هكذا من دون تمحيص وتفتيت، وذلك حتى تعرف الأباطيل التي تساق في عالم الأفكار المخرومة.

لابد من الالتقاء على الفكر الذي يساهم في البناء ويبعد المجتمعات عن الدخول في متاهات لا طائل وراءها، من هنا كان ضرورة وجود أدوات ضبط الأفكار ومنعها من الاتجاه نحو الانحراف عن المسار التنموي، فالفكر هنا يمثل دور الرافعة التي تحمل المجتمع وتقدمه للآخرين على أساس أنه قادر على أن يضيف إلى البشرية، ما يؤثر في تعميرها ويقف سداً منيعاً ضد كل فكرة تريد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.