أحدث الأخبار
  • 02:49 . من هو محمد الحمادي.. أول إماراتي وعربي وآسيوي يرأس مركز "أطلنطا" للمشغلين النوويين؟... المزيد
  • 02:48 . شركات سعودية كبرى توقّع اتفاقيات استراتيجية لتطوير حقول النفط والغاز في سوريا... المزيد
  • 02:45 . مطالبات حقوقية بالكشف عن مكان الناشط الإماراتي جاسم الشامسي وإنهاء الإخفاء القسري... المزيد
  • 11:25 . "الأبيض" يبلغ ربع نهائي كأس العرب بعد خسارة مصر أمام الأردن... المزيد
  • 11:21 . الأعلى في تاريخ الإمارات.. "الوطني" يوافق على الميزانية العامة للاتحاد 2026... المزيد
  • 10:58 . الاحتلال يعتقل عشرات الفلسطينيين بالضفة ومستوطنون يقتحمون الأقصى... المزيد
  • 07:40 . اندلاع حريق هائل في جزيرة الريم بأبوظبي... المزيد
  • 07:18 . التليغراف: علاقات أبوظبي مع الغرب مهددة بسبب المذابح في السودان... المزيد
  • 05:43 . مقتل ستة جنود باكستانيين في هجوم مسلح قرب حدود أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . الموارد البشرية: نحو 18 ألف عامل حصلوا على دعم مالي منذ تطبيق التأمين ضد التعطل... المزيد
  • 11:10 . "التعليم العالي" تسحب الاعتراف بمؤهلات جامعة ميدأوشن بعد مخالفات جسيمة... المزيد
  • 11:06 . من الرياض.. "العليمي" يتهم الانتقالي بتقويض الدولة وتهديد الاستقرار في الشرق اليمني... المزيد
  • 11:02 . عروض عسكرية واسعة في سوريا بالذكرى الأولى لإسقاط نظام الأسد... المزيد
  • 10:58 . خبراء يمنيون: المشهد اليمني ينزلق إلى صراع نفوذ مفتوح بين الرياض وأبوظبي... المزيد
  • 07:45 . مجلة أمريكية: المواجهات جنوبي اليمن "حرب بالوكالة" بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:33 . سموتريتش يخصص 843 مليون دولار لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة... المزيد

القرضاوي والإنتربول

الكـاتب : عبد العزيز صباح الفضلي
تاريخ الخبر: 12-12-2014

نُشر تقرير لشرطة «الإنتربول» الدولية جاء فيه «أن القرضاوي الذي يحمل الجنسية المصرية والقطرية، مطلوب من قبل السلطات المصرية لقضاء عقوبة بتهم التحريض والمساعدة على ارتكاب القتل العمد، ومساعدة السجناء على الهرب والحرق والتخريب والسرقة، ومن يملك أي معلومات عن القرضاوي أن يراجع مركز الشرطة المحلية في منطقته».

هذا التقرير من الإنتربول أثار السخرية والغضب في آن واحد لدى الملايين من أبناء الأمة العربية والإسلامية بل والشرفاء في العالم.

فالعلامة القرضاوي والذي سَخِرَ بنفسه من هذا التقرير ودافع عن نفسه تجاه هذه التهمة قائلا:«هؤلاء الذين يتحدثون عن الإنتربول وسواه، أقول لهم إنني لا أعرف بأي مقياس يقيس الإنتربول! هل كل من يقول إن فلانا عمل شيئا ما يُصَدّق؟ كيف أكون قد فتحت السجون وأنا أعيش في قطر ومعي جواز سفر قطري لا أتحرك إلا به، فهل خرجت من قطر في هذه الفترة؟ هل ذهبت إلى مصر في هذه الفترة أم أنني طرت في السماء؟».

ومما قاله فضيلة العلامة القرضاوي «أنا عمري 88 عاما وعندي أمراض ولا يمكنني السفر إلا بمرافق أو مرافقين بسبب ظروفي الصحية، وأنا حتى لا أعرف هذا السجن المسمى النطرون، وأعجب ممن يُصدّقون هذا الكلام ويقبلونه، وعليهم مراجعة أنفسهم».

ونحن بالفعل نتعجب من هذا القرار فهل القرضاوي المعروف بوسطيته واعتداله، والمشهور بمساعيه الحثيثة للتقارب بين المذاهب، والمعروف بمشاركته الفاعلة في العديد من الأنشطة والفعاليات والمؤتمرات حول إفشاء السلام، والتعايش بين المسلمين وجيرانهم، والقرضاوي الذي يُتّهم من قبل بعض الإسلاميين- حسب نظرتهم - بتساهله في موضوع الولاء والبراء وبتساهله في الأحكام الشرعية، يوضع على قوائم المطلوبين في الانتربول؟!

ونحن نتساءل أيّهم أولى بأن يوضع على قوائم المطلوبين لانتهاكه مبادىء الإنسانية ولارتكابه جرائم حرب هل القرضاوي أم قادة الكيان الصهيوني الذين سفكوا دماء الأبرياء في غزة وقصفوا المدارس والمستشفيات ودور رعاية المعاقين؟!

أين هم من المجرم بشار الذي انتهك كل قيم الإنسانية خلال السنوات الماضية من أجل إخماد الثورة واستخدم الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا، وأمام مرأى العالم، فلماذا لم يطلب أو يقدم للمحاكمة؟!

وأين هم من المالكي وجرائمه ضد السنة في العراق، وقد أثبتت تقارير عدة انتهاكه لكرامة الإنسانية؟.

ونحن نتساءل هل المطالبة بالقبض على العلامة القرضاوي لأنه من أشهر العلماء الذين وقفوا ضد الكيان الصهيوني وطالبوا برحيله عن القدس وفلسطين وشجعوا الجهاد في مواجهته؟، أم يحاكم لأنه وقف في وجه الظالمين والقتلة وانتقد جرائمهم وطالب بمحاسبتهم؟

إن إدراج اسم الشيخ القرضاوي - رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - على قوائم المطلوبين في الانتربول هو إهانة لآلاف العلماء الذين ينتسبون لهذا الاتحاد، وهو طعن في القائمين عليه.

إن مثل هذه القرارات هي التي تشجع التطرف وتتسبب في انتشاره، خاصة عندما يرى المسلمون أن من يُعرَف باعتداله وتوسطه يُتهم بالعنف والإرهاب، فيصبح في يقينهم أنه لن يرضى عنهم أعداء الأمة إلا إذا طبقوا الإسلام المائع والوديع الذي تحدثت عنه في مقالتي السابقة، وهو ما يرفضونه قطعيا.

الشيخ القرضاوي حفظه الله قارب التسعين من عمره، وقد قضى حياته في خدمة الإسلام، عالما ومتعلما وداعية ومجاهدا وأديبا، ولن يحرك قرار الانتربول شعرة في رأسه، لكن الواجب على المسلمين قادة وشعوبا، مؤسسات وأفرادا التحرك ضد القرار لأنه في اعتقادي إساءة في حقهم - إن سكتوا عليه - قبل أن يكون إساءة للشيخ نفسه.