أحدث الأخبار
  • 02:49 . من هو محمد الحمادي.. أول إماراتي وعربي وآسيوي يرأس مركز "أطلنطا" للمشغلين النوويين؟... المزيد
  • 02:48 . شركات سعودية كبرى توقّع اتفاقيات استراتيجية لتطوير حقول النفط والغاز في سوريا... المزيد
  • 02:45 . مطالبات حقوقية بالكشف عن مكان الناشط الإماراتي جاسم الشامسي وإنهاء الإخفاء القسري... المزيد
  • 11:25 . "الأبيض" يبلغ ربع نهائي كأس العرب بعد خسارة مصر أمام الأردن... المزيد
  • 11:21 . الأعلى في تاريخ الإمارات.. "الوطني" يوافق على الميزانية العامة للاتحاد 2026... المزيد
  • 10:58 . الاحتلال يعتقل عشرات الفلسطينيين بالضفة ومستوطنون يقتحمون الأقصى... المزيد
  • 07:40 . اندلاع حريق هائل في جزيرة الريم بأبوظبي... المزيد
  • 07:18 . التليغراف: علاقات أبوظبي مع الغرب مهددة بسبب المذابح في السودان... المزيد
  • 05:43 . مقتل ستة جنود باكستانيين في هجوم مسلح قرب حدود أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . الموارد البشرية: نحو 18 ألف عامل حصلوا على دعم مالي منذ تطبيق التأمين ضد التعطل... المزيد
  • 11:10 . "التعليم العالي" تسحب الاعتراف بمؤهلات جامعة ميدأوشن بعد مخالفات جسيمة... المزيد
  • 11:06 . من الرياض.. "العليمي" يتهم الانتقالي بتقويض الدولة وتهديد الاستقرار في الشرق اليمني... المزيد
  • 11:02 . عروض عسكرية واسعة في سوريا بالذكرى الأولى لإسقاط نظام الأسد... المزيد
  • 10:58 . خبراء يمنيون: المشهد اليمني ينزلق إلى صراع نفوذ مفتوح بين الرياض وأبوظبي... المزيد
  • 07:45 . مجلة أمريكية: المواجهات جنوبي اليمن "حرب بالوكالة" بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:33 . سموتريتش يخصص 843 مليون دولار لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة... المزيد

وما التفاصيل لولا الإنسان!!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 24-12-2014

لماذا حين نكتب عن المدن تستغرقنا الأشياء قبل البشر؟ وتلفتنا ماديات التفاصيل قبل روح الأمكنة؟ ماذا يكون البناء الشاهق والمعبد الفخم والضجيج الذي تخلقه سيارات «التوك توك» في شوارع مدن الشرق البعيدة، لولا حكايات الناس، قصص السيدات المهدودات تحت وطأة الكدح اليومي، وحكايات الرجال المملوئين بالانكسارات والإرادة التي لا تخفت، ماذا يكون زحام البشر وأضواء المراكز التجارية العابقة بأفخم العطور وأفضل الثياب وآخر خطوط الأناقة والسيدات والرجال الذين كأنهم خارجون من دفاتر الرسامين الحالمين، لو لم تفتش أعيننا عن تلك البائعات اللواتي تنتظرهن في بيوت الصفيح أو البيوت المتداعية في أحياء الفقر أسئلة الطعام والكساء والحياة والأحلام ولهاث الساعات الباكرة كل صباح جرياً للحاق بآخر قطار يركض إلى تلك المحلات الفاخرة؟

أمشي في هذه المدن وأتأمل وجوه الناس، هذه الوجوه الصغيرة النحيلة، وهذه الأجساد التي كأن أصحابها لا يتناولون طعاماً مثلنا، فأجدهم رغم الفقر والتدافع والكثرة يبتسمون لك حين تقف لتشتري منهم شيئاً بدراهم معدودة أو حتى حين لا تشتري، يضمون أكفهم وينحنون في امتنان شديد إذا وضعت في أيديهم ورقة نقدية ثمن بضاعة اشتريتها، هم في الحقيقة ممتنون على الدوام، ممتنون للحياة وللرزق وللإله ولكل شيء، ولن تسمع أحداً يتذمر أو يشتكي، لا وقت لذلك أو ربما لا داعي أبداً، كما أنه لا داعي لرفع الصوت ولا داعي للعجلة ولا داعي للعصبية والتوتر، لا داعي لرذيلة الغضب، فهي أساس الشرور، بشر إذا لم تتأمل ما وراء السلوك لن تفهم حقيقة الثقافة والمحرك الذي يسوقهم في هذه الحياة ووسط خضاتها التي لا يمكن احتمالها بغير هذه الثقافة!

حين انفجرت براكين الموت في الحرب العالمية الثانية وألقيت القنبلة الذرية على بعض مدن اليابان، لم تغلق المدارس ولم تتوقف الأسر عن إرسال أبنائها للدراسة، لكنهم شقوا أنفاقاً لتحمي الصغار وهم في طريق الذهاب والعودة، فلا شيء يمكنه أن يوقف المرء عن التعلم حتى الحرب وحتى انهمار الموت في طريقه كل لحظة، هذا الدرس الذي وعاه الصغار فتحول إلى إرث وثقافة وقناعة جعلت دولة كاليابان مطحونة بهزيمة مدوية وبكوارث لا مثيل لها تتحول بعد الحرب إلى مارد اقتصادي لا يجارى ثقافة وعلماً ورقياً وحضارة، بعيد تماماً عن ثقافة التذمر والشكوى، وعن فكرة المؤامرة التي تحصد شعوبنا في المنطقة العربية دون أدنى استعداد للخلاص منها حقيقة وثقافة!