أحدث الأخبار
  • 02:49 . من هو محمد الحمادي.. أول إماراتي وعربي وآسيوي يرأس مركز "أطلنطا" للمشغلين النوويين؟... المزيد
  • 02:48 . شركات سعودية كبرى توقّع اتفاقيات استراتيجية لتطوير حقول النفط والغاز في سوريا... المزيد
  • 02:45 . مطالبات حقوقية بالكشف عن مكان الناشط الإماراتي جاسم الشامسي وإنهاء الإخفاء القسري... المزيد
  • 11:25 . "الأبيض" يبلغ ربع نهائي كأس العرب بعد خسارة مصر أمام الأردن... المزيد
  • 11:21 . الأعلى في تاريخ الإمارات.. "الوطني" يوافق على الميزانية العامة للاتحاد 2026... المزيد
  • 10:58 . الاحتلال يعتقل عشرات الفلسطينيين بالضفة ومستوطنون يقتحمون الأقصى... المزيد
  • 07:40 . اندلاع حريق هائل في جزيرة الريم بأبوظبي... المزيد
  • 07:18 . التليغراف: علاقات أبوظبي مع الغرب مهددة بسبب المذابح في السودان... المزيد
  • 05:43 . مقتل ستة جنود باكستانيين في هجوم مسلح قرب حدود أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . الموارد البشرية: نحو 18 ألف عامل حصلوا على دعم مالي منذ تطبيق التأمين ضد التعطل... المزيد
  • 11:10 . "التعليم العالي" تسحب الاعتراف بمؤهلات جامعة ميدأوشن بعد مخالفات جسيمة... المزيد
  • 11:06 . من الرياض.. "العليمي" يتهم الانتقالي بتقويض الدولة وتهديد الاستقرار في الشرق اليمني... المزيد
  • 11:02 . عروض عسكرية واسعة في سوريا بالذكرى الأولى لإسقاط نظام الأسد... المزيد
  • 10:58 . خبراء يمنيون: المشهد اليمني ينزلق إلى صراع نفوذ مفتوح بين الرياض وأبوظبي... المزيد
  • 07:45 . مجلة أمريكية: المواجهات جنوبي اليمن "حرب بالوكالة" بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:33 . سموتريتش يخصص 843 مليون دولار لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة... المزيد

خليجنا المُهدّد في هويّته

الكـاتب : إبراهيم الشيخ
تاريخ الخبر: 26-12-2014

بقرار سيادي ملزم لا رجعة فيه، أصدر الأب مرسوما منزليا بقانون، يقضي بمنع الأبناء من التحدث باللغة الإنجليزية مع بعضهم بعضا، وخاصة داخل المنزل.
وُوجه القرار بمقاومة شرسة في البداية، كما شهد تنفيذه المبدئي بعض الخروقات، لكن صرامة التنفيذ، أجبرت الجميع على الالتزام به في نهاية المطاف.
ذلك المشهد الصغير، تكرر في بيوت كثيرة، وهو يحكي بنبرة عالية جدا، صراع اللغة والهوية في مجتمعاتنا الخليجية، التي تفننت في رسم رؤاها الإستراتيجية المتوسطة والبعيدة المدى، لكنها أغفلت الإجابة عن أخطر الأسئلة.
كيف ستحقق دولنا الاندماج الحقيقي بين مكونات مجتمعاتنا الخليجية؟ كيف ستتعاطى مع إشكالات كثيرة لها أول وليس لها آخر. لا تبدأ بإشكاليات التجنيس وغزو العمالة الوافدة، ولا تنتهي بإشكاليات اللغة والثقافة والهوية؟!
غالبية دول الخليج تعاني من تضخم رهيب في أعداد العمالة الوافدة، وإذا كنا نتحدث عن ازدياد كبير في عدد سكان الخليج، بلغ 47 مليون نسمة تقريبا، فإننا نتحدث عن 23 مليون أجنبي موجودين بيننا، أي أكثر من 48% من نسبة القاطنين على هذه الدول.
الإحصاءات تتحدث أن 69.9% من العمالة الوافدة في خليجنا آسيوية، تليها عمالة عربية بنسبة 23.4%، يتفاوت توزيعهما بين دول منظومتنا الخليجية.
لن أتحدث بالطبع عن تفاقم مشكلة البطالة بين أبناء الخليج، التي بلغ متوسطها 5.7%، ولن أتحدث عن مبالغ التحويلات المالية الهائلة من العمالة الوافدة لبلدانها الأصلية، والتي بلغت حتى العام 2006، 38 مليار دولار، 63% منها خرج من المملكة العربية السعودية.
لن أتحدث عن مشكلات أخرى، تتمثل في عدم استيعاب اختلاف الثقافات والعادات والتقاليد وازدياد الجريمة، ولكن يكفيني مصيبتنا في هويتنا المهددة، ولغتنا المستهدفة!
لعل إيراد أعداد تلك العمالة في دولنا، يشرح الكثير مما يراد قوله هنا.
تتحدث الأرقام عن أكثر من 17 مليون عامل أجنبي وافد في العام 2010، يتوزعون في دول الخليج الست، أكثر من نصفهم يتواجدون في المملكة العربية السعودية، تليها الإمارات والكويت فقطر وعمان وأخيرا البحرين.
أرقام مليونية مخيفة، وقراءة نموها خلال العشر والعشرين سنة القادمة، قد تكشف عن ثغرات كبيرة، ليس في الهوية الوطنية فحسب، ولكنها في سيادة دولنا وأمنها القومي، إذ حينها سيتحول مواطنو دول المجلس إلى أقليات في دولهم.
لكم أن تتخيلوا كيف سيستطيع الأب الذي ألزم أبناءه بالحديث بلغتهم العربية داخل المنزل، أن يقنعهم بأن لغة القرآن هي وجودنا وهويتنا، وهي من أغلى ما نملك، والابن يرى لغته وهويته مخترقة في كل مكان.
خليجنا العربي، لا يعاني فقط من أعداد ضخمة من عمالة وافدة تهدد هويته العربية والإسلامية، فالتغيرات الإقليمية ونمو الطوابير الخامسة في دولنا، أخرج من بيننا من يتجرأ لمحو وصف العربي من خليجنا.
أخجلُهم من وضع الخليج دون وصف حتى لا يزعج ولي نعمته، وأسوأهم من ما زال يدافع عن فارسية الخليج، وبكل وقاحة.
وإذا كنا نتحدث عن الأخطار المحدقة بهويتنا من سياسات غير مدروسة في التجنيس واستيراد العمالة الوافدة مثلا، فإننا لا يمكن أن ننسى بعض المظاهر التي باتت مألوفة في دولنا.
لقد تحولت المبالغات في أعياد رأس السنة مثلا، بل واحتفالات الكريسماس أيضا، إلى أجزاء من ثقافة يحاول البعض فرضها على مجتمعاتنا، وترسيخها بين أبنائنا، في تغريب فاقع، يضرب هويتنا في مقتل.
البعض في مجتمعاتنا لا يحتفل بأعيادنا الإسلامية كما يحتفل بأعياد غير المسلمين، وهذا خلل قيمي كبير ستزداد وتيرته في السنوات المقبلة.
هي منظومة متكاملة، تحمل معها هويتنا الدينية والفكرية والثقافية والقيمية. تحمل معها لغة الضاد وعادات وموروثات إسلامية وعربية أصيلة.
كل ذلك سيبقى مهددا، مادامت إستراتيجياتنا التنموية والاقتصادية توضع بعيدة عن حماية كل ما سبق.
برودكاست: لعل العقد القادم وما بعده، سيكشفان الغطاء عن مشكلات حقيقية، سيتجرع مرارتها الجميع، إلا إذا أخذ هذا الملف حيزا حقيقيا من المناقشة على أعلى المستويات، لتتخذ على إثرها قرارات مدروسة ذكية، تعالج هذا الملف على مدى العقود القادمة، إن كانت في الأعمار بقية.