أحدث الأخبار
  • 02:49 . من هو محمد الحمادي.. أول إماراتي وعربي وآسيوي يرأس مركز "أطلنطا" للمشغلين النوويين؟... المزيد
  • 02:48 . شركات سعودية كبرى توقّع اتفاقيات استراتيجية لتطوير حقول النفط والغاز في سوريا... المزيد
  • 02:45 . مطالبات حقوقية بالكشف عن مكان الناشط الإماراتي جاسم الشامسي وإنهاء الإخفاء القسري... المزيد
  • 11:25 . "الأبيض" يبلغ ربع نهائي كأس العرب بعد خسارة مصر أمام الأردن... المزيد
  • 11:21 . الأعلى في تاريخ الإمارات.. "الوطني" يوافق على الميزانية العامة للاتحاد 2026... المزيد
  • 10:58 . الاحتلال يعتقل عشرات الفلسطينيين بالضفة ومستوطنون يقتحمون الأقصى... المزيد
  • 07:40 . اندلاع حريق هائل في جزيرة الريم بأبوظبي... المزيد
  • 07:18 . التليغراف: علاقات أبوظبي مع الغرب مهددة بسبب المذابح في السودان... المزيد
  • 05:43 . مقتل ستة جنود باكستانيين في هجوم مسلح قرب حدود أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . الموارد البشرية: نحو 18 ألف عامل حصلوا على دعم مالي منذ تطبيق التأمين ضد التعطل... المزيد
  • 11:10 . "التعليم العالي" تسحب الاعتراف بمؤهلات جامعة ميدأوشن بعد مخالفات جسيمة... المزيد
  • 11:06 . من الرياض.. "العليمي" يتهم الانتقالي بتقويض الدولة وتهديد الاستقرار في الشرق اليمني... المزيد
  • 11:02 . عروض عسكرية واسعة في سوريا بالذكرى الأولى لإسقاط نظام الأسد... المزيد
  • 10:58 . خبراء يمنيون: المشهد اليمني ينزلق إلى صراع نفوذ مفتوح بين الرياض وأبوظبي... المزيد
  • 07:45 . مجلة أمريكية: المواجهات جنوبي اليمن "حرب بالوكالة" بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:33 . سموتريتش يخصص 843 مليون دولار لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة... المزيد

«الإخوان» ومبررات الاستبداد

الكـاتب : حمد الماجد
تاريخ الخبر: 13-01-2015

وصلتني عبر وسائل متعددة ملاحظات ناقدة لمقالاتي الأخيرة في تقييم واقع الإخوان المسلمين في مصر منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي مرورا بفض اعتصامي رابعة والنهضة وحتى يومنا هذا، وأكدت في هذه المقالات أن دراسة واقعية متأنية للواقع السياسي والاقتصادي والأمني والإعلامي والقضائي في البلاد إضافة إلى نظرة للجماعة التي استعصت على مواكبة المتغيرات منذ تأسيسها قبل أكثر من 80 عاما يجعل المراقب المحايد يخلص إلى أن الزمن ليس زمن «الإخوان»، وأن فترة إقصائهم من المنافسة على السلطة قد تطول، وعليه فالفرصة مواتية لمراجعة هادئة وجذرية لاستراتيجياتها وأهدافها ووسائلها، وطالبت بتنازلات مؤلمة حول فكرة الجماعة والبيعة وهما المسألتان اللتان صارتا، من وجهة نظري، عبئا على الجماعة قبل أن يكونا مصدر توجس وتخوف واستفهامات من المجتمع المصري.
والذي يستحق التوقف والنظر والدراسة هنا هو في مجابهة بعض المنتمين للتيارات الإسلامية للروح الناقدة لسياسة الجماعة أو غيرها من فصائل الإسلاميين السياسية واجتهاداتهم، وحين رجعت إلى أغلب مبررات الاعتراض على نقد جماعة الإخوان المصرية وجدت أنها تتركز على الجانب الأخلاقي في النقد، إذ كيف أطالب بمراجعات كبرى والجماعة (تمر بمرحلة تاريخية مفصلية دقيقة)، وقادتها بين سجين أو طريد؟ ثم إنهم أدرى بشؤونهم وشؤون بلادهم فلم حشر الأنف في شأن لا يفقه فيه غيرهم؟
وفي تقديري أن هذه التساؤلات أحد مثبطات وعوائق النهضة التي ترومها شعوبنا العربية، وهي نفس أعراض مرض الاستبداد الذي تعاني منه عدد من حكومات الدول العربية التي عجزت عن التغيير فأصبحت لا تتحمل النقد ولا تطيق المساءلة، وتتحاشى محاولات التغيير بمبررات هي ذات المبررات التي ذكرها المدافعون عن جماعة الإخوان المسلمين في مصر، سئمنا من المستبدين وأعوان المستبدين وهم يتخذون «المنعطف التاريخي» و«المرحلة الحرجة» و«الاستهداف» كروتا حمراء يشهرونها في وجه كل ناصح أمين، فكيف نقبلها من تيارات شعبية (إسلامية أو ليبرالية) تطمح للتغيير وهي لا تتغير وتدعو للتطوير وهي لا تتطور؟
كل مراحل الدول والكيانات والجماعات «منعطفات تاريخية» و«مراحل حرجة»، وكل أمم الدنيا والحكومات والجماعات والأحزاب والأديان والملل والنحل والأجناس والأعراق «مستهدفة»، صحيح أن درجة الاستهداف تختلف زمانا ومكانا لكن لا ينفي أصل الاستهداف، يكفي استغفالا لعقولنا ووعينا، بل نقولها بالحرف الصريح: إن «المنعطفات التاريخية» و«المراحل الحرجة» و«الاستهداف»، إن قبلنا بها جدلا، هي مبررات أقوى للمساءلة الشفافة والمحاسبة الصادقة، وهذا هو المنهج الرباني، ففي أحد وحنين حين كان الاستهداف في أشده، والدعوة النبوية حقا تمر بمراحل حرجة، ومع ذلك لم تشفع في تأجيل المساءلة الربانية للصحابة وتصحيح الأخطاء وترشيد المسيرة، وراحت هذه المساءلة واللوم وأحيانا التوبيخ قرآنا يتلى إلى قيام الساعة، ولك أن تسبر أحوال الأمم التي تحترم نفسها وشعوبها لم نسمع أنها استثنت مرحلة حرجة ولا غير حرجة من المساءلة والمكاشفة، ففي الدول الغربية تقود برلماناتها ووسائلها الإعلامية ومفكروها ومثقفوها حملة النقد الفوري والمكاشفة الناجزة حتى لو كانت بلدانهم في حالة حرب مع الأعداء، ليس في أدبيات الحكومات المتقدمة حسب علمي اتخاذ (المرحلة الحرجة والمنعطف التاريخي والاستهداف) ذرائع دون المكاشفة العلنية، وبقيت هذه المبررات البليدة علامة عربية فارقة متخلفة، حكومات وحركات وتوجهات إلا من رحم الله وقليل ما هم.