أحدث الأخبار
  • 02:49 . من هو محمد الحمادي.. أول إماراتي وعربي وآسيوي يرأس مركز "أطلنطا" للمشغلين النوويين؟... المزيد
  • 02:48 . شركات سعودية كبرى توقّع اتفاقيات استراتيجية لتطوير حقول النفط والغاز في سوريا... المزيد
  • 02:45 . مطالبات حقوقية بالكشف عن مكان الناشط الإماراتي جاسم الشامسي وإنهاء الإخفاء القسري... المزيد
  • 11:25 . "الأبيض" يبلغ ربع نهائي كأس العرب بعد خسارة مصر أمام الأردن... المزيد
  • 11:21 . الأعلى في تاريخ الإمارات.. "الوطني" يوافق على الميزانية العامة للاتحاد 2026... المزيد
  • 10:58 . الاحتلال يعتقل عشرات الفلسطينيين بالضفة ومستوطنون يقتحمون الأقصى... المزيد
  • 07:40 . اندلاع حريق هائل في جزيرة الريم بأبوظبي... المزيد
  • 07:18 . التليغراف: علاقات أبوظبي مع الغرب مهددة بسبب المذابح في السودان... المزيد
  • 05:43 . مقتل ستة جنود باكستانيين في هجوم مسلح قرب حدود أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . الموارد البشرية: نحو 18 ألف عامل حصلوا على دعم مالي منذ تطبيق التأمين ضد التعطل... المزيد
  • 11:10 . "التعليم العالي" تسحب الاعتراف بمؤهلات جامعة ميدأوشن بعد مخالفات جسيمة... المزيد
  • 11:06 . من الرياض.. "العليمي" يتهم الانتقالي بتقويض الدولة وتهديد الاستقرار في الشرق اليمني... المزيد
  • 11:02 . عروض عسكرية واسعة في سوريا بالذكرى الأولى لإسقاط نظام الأسد... المزيد
  • 10:58 . خبراء يمنيون: المشهد اليمني ينزلق إلى صراع نفوذ مفتوح بين الرياض وأبوظبي... المزيد
  • 07:45 . مجلة أمريكية: المواجهات جنوبي اليمن "حرب بالوكالة" بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:33 . سموتريتش يخصص 843 مليون دولار لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة... المزيد

الإمارات أكبر من أن تكون دولة عادية

الكـاتب : محمد خلفان الصوافي
تاريخ الخبر: 21-01-2015

من الأخبار المثيرة في وسائل الإعلام العالمية التي تُبرزها بين فترة وأخرى، أن دولة الإمارات أصبحت واجهة للنهضة التنموية التي تشهدها دول الخليج العربي في هذه المرحلة من التاريخ. أما الجزء الأكثر إثارة واللافت للنظر في مثل هذه الأخبار، فهو أن دولة الإمارات (تحديداً) لم تحقق هذه الإنجازات بسبب ثروتها النفطية وموقعها الجغرافي الاستراتيجي فقط، بل باستثماراتها الذكية (شركة مبادلة مثالًا) أيضاً.

صحيح أن الإمارات وغيرها من دول الخليج لا تزال تعتمد على النفط باعتباره مصدراً رئيساً للتنمية. ولكن صحيح أيضاً، وأنا أميل إلى هذا الرأي، أن الإمارات أصبح لها حضورها العالمي في العديد من مجالات الاستثمارات الاقتصادية العالمية، بعضها جديد مثل الاستثمار في مجال الرياضة أو الطاقة البديلة أو المجال الثقافي مثل فروع الجامعات والمتاحف. وطبعاً هذا دليل على وجود رؤية استراتيجية لقادة الدولة في صناعة المستقبل والحفاظ على المكتسبات التنموية حتى في ظل تذبذب أسعار النفط العالمية.

لقد بات حضور الإمارات أو غيابها في القضايا الاقتصادية والسياسية مؤثراً، فقد جعلت تلك النهضة التنموية المبهرة كلمة الإمارات في القضايا الدولية مسموعة. وأحدث الاستثمارات الإماراتية الذكية هو استضافتُها للقمة الاقتصادية لطاقة المستقبل التي تنعقد حالياً في أبوظبي وغيرها من الفعاليات الأخرى، مثل الاستثمار في المجال السياحي وصناعته، وكذلك معرض ومؤتمر الدفاع الدولي (أيدكس)، وقمة أبوظبي للإعلام، وغيرها من المعارض التي تستقطب اهتمام العالم.

في الحقيقة، بات اسم الإمارات مرتبطاً في ذهن المراقبين في العالم بما يحقق لشعبها العيش الكريم. والجميل في الموضوع أن ذلك ينقل للعالم البعيد أن الحالة العامة التي تعيشها دول المنطقة عموماً هي حالة من النهوض التنموي، على اعتبار أن ما يحدث في الإمارات لا بد أن يكون له صداه على باقي دول الجوار الجغرافي، وإنْ كانت تلك النهضة بنسب متفاوتة واختلاف في وتيرة العمل نتيجة لرؤية القيادة السياسية ومرونتها.

ومما لا شك فيه، أن مثل هذه التحولات الكبيرة، لا بد لها أن تنعكس على المكانة السياسية للدولة في الكثير من القضايا الإقليمية والعالمية؛ وبالتالي القدرة على التأثير فيها، خاصة أن الكثير من التحليلات في الوقت الحالي يشير إلى أن الثقل العربي السياسي، وكذلك الاقتصادي، انتقل إلى دول الخليج، خصوصاً في الإمارات.

الكل يدرك الدور الإماراتي في دعم العديد من اقتصادات الدول العربية، باعتبارها العامل الرئيس للتنمية والحفاظ على قوة الدولة في قراراتها، كما أن للإمارات دوراً في محاولة إعادة الاستقرار إلى ليبيا وفي محاربة الإرهاب، سواء في أفغانستان أو العراق أو باكستان.

النهضة الإماراتية اللافتة للنظر جعلت الدور الإماراتي حاضراً في الكثير من الملفات السياسية والأمنية. ومن مظاهر ذلك الحضور حجم الزيارات التي يقوم بها السياسيون في العالم إلى دولة الإمارات، وكذلك عدد الفعاليات الدولية التي تنظمها الدولة على مستوى العالم.

أما عن العوامل المؤثرة في تحقيق هذه النهضة، فهي متعددة، ولكن تبقى حالة الاستقرار السياسي والأمني من أهم تلك العوامل لضرورتها لتحقيق أي إنجاز تنموي، ويكفي أن هذا العامل وفر للإمارات بيئة جاذبة للاستثمارات وقوة دفع لأن يكون الموقف الإماراتي في القضايا العالمية معتبراً.

أضف إلى ذلك، أن وجود قيادة سياسية قريبة من الشعب أتاح لأفراد المجتمع العمل وفق الطموحات التنموية التي ترغب فيها القيادة. وعلى سبيل المثال، فإن الرغبة في أن تكون الإمارات ضمن الدول المتقدمة في العالم هي واحدة من المحفزات التي تدفع الشعب الإماراتي إلى السعي من أجل تحقيق ذلك، وفي لغة السياسة فهذا الكلام يعني تأييداً شعبياً للقرارات السياسية للدولة.

الإمارات، في الواقع، أكبر من أن تكون دولة عادية، خاصة في ظل العوامل الاستراتيجية الأخرى التي لم تستخدمها بعدُ مثل موقعها الاستراتيجي، حيث تربط بين شرق العالم وغربه، وقد ظهرت مؤشرات ذلك في احتلال مطار دبي المركز الأول عالمياً في انتقال المسافرين بدلاً من مطار «هيثرو»، المطار الأشهر عالمياً.

قد تكون هذه مجرد تحليلات للمراقبين وأفكار تدور في مخيلة المحللين، لكن ينبغي علينا أن نتذكر أن حقائق اليوم في الإمارات، مثل النهضة التنموية، كانت أحلام قادتها قبل ثلاثة وأربعين عاماً.