أحدث الأخبار
  • 02:49 . من هو محمد الحمادي.. أول إماراتي وعربي وآسيوي يرأس مركز "أطلنطا" للمشغلين النوويين؟... المزيد
  • 02:48 . شركات سعودية كبرى توقّع اتفاقيات استراتيجية لتطوير حقول النفط والغاز في سوريا... المزيد
  • 02:45 . مطالبات حقوقية بالكشف عن مكان الناشط الإماراتي جاسم الشامسي وإنهاء الإخفاء القسري... المزيد
  • 11:25 . "الأبيض" يبلغ ربع نهائي كأس العرب بعد خسارة مصر أمام الأردن... المزيد
  • 11:21 . الأعلى في تاريخ الإمارات.. "الوطني" يوافق على الميزانية العامة للاتحاد 2026... المزيد
  • 10:58 . الاحتلال يعتقل عشرات الفلسطينيين بالضفة ومستوطنون يقتحمون الأقصى... المزيد
  • 07:40 . اندلاع حريق هائل في جزيرة الريم بأبوظبي... المزيد
  • 07:18 . التليغراف: علاقات أبوظبي مع الغرب مهددة بسبب المذابح في السودان... المزيد
  • 05:43 . مقتل ستة جنود باكستانيين في هجوم مسلح قرب حدود أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . الموارد البشرية: نحو 18 ألف عامل حصلوا على دعم مالي منذ تطبيق التأمين ضد التعطل... المزيد
  • 11:10 . "التعليم العالي" تسحب الاعتراف بمؤهلات جامعة ميدأوشن بعد مخالفات جسيمة... المزيد
  • 11:06 . من الرياض.. "العليمي" يتهم الانتقالي بتقويض الدولة وتهديد الاستقرار في الشرق اليمني... المزيد
  • 11:02 . عروض عسكرية واسعة في سوريا بالذكرى الأولى لإسقاط نظام الأسد... المزيد
  • 10:58 . خبراء يمنيون: المشهد اليمني ينزلق إلى صراع نفوذ مفتوح بين الرياض وأبوظبي... المزيد
  • 07:45 . مجلة أمريكية: المواجهات جنوبي اليمن "حرب بالوكالة" بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:33 . سموتريتش يخصص 843 مليون دولار لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة... المزيد

مفاتيح العقول المقفلة

الكـاتب : أحمد أميري
تاريخ الخبر: 22-01-2015

لا أذكر أين قرأت أن لكل مدينة كلمة سر، وكل ما يحدث فيها يدور حول تلك الكلمة المفتاحية، كأن تكون كلمة السر في نيويورك مثلاً هي المال، وكلمة بيروت هي السياحة، ويبدو لي أن للإنسان كلمات مفتاحية يدور في فلكها، وليس مجرد كلمة واحدة، إذ يظل الإنسان أكثر تعقيداً من مدينة يمكن فهم ما يدور بداخلها بكلمة مفتاحية.

ولنفترض أن أحدهم يحتفظ في رأسه بمقولة «كلام جرايد» مثلاً، فإنه غالباً ما يستخف بما تنشره الصحف أو يشكك فيه، ويؤثر هذا في رؤيته لأخبار ومقالات الصحف، ولقيمة الصحافة، ولدور الصحفيين، فوراء كل مقولة سلسلة من المفاهيم، وكل مقولة تدفع صاحبها إلى اتخاذ مواقف معينة. كما نستطيع توقع رأي من يردد في داخله مقولة «المرأة نصف المجتمع» في مسألة مشاركة المرأة في الفضاء العام، ويمكن أن نعرف تقييمه للأخبار المغلوطة إذا كان أسيراً لمقولة «لا دخان من دون نار». ومن يردد في خاطره مقولة «لحوم العلماء مسمومة»، فهو غالباً ما يحصر وصف العلماء بمشايخ الدين، وربما يعتبر «آينشتاين» مجرد رجل ذكي توصل لمجموعة من المعادلات، كما أنه يختزل العلم في العلوم الشرعية، وهو غالباً ما يرفض توجيه، أي نقد لأقوال من يتصور أن لحومهم مسمومة، ولا يجرؤ على محاكمة ما يسمعه منهم، على الأقل بينه وبين نفسه.

ومثل هذا يحدث مع مقولة «ملّة الكفر واحدة»، وهي من الثوابت الوهمية كما وصفها المفكر الإسلامي الراحل زين العابدين الركابي في مقالة له، استعرض فيها أدلة قرآنية وعملية عديدة تفرق بين غير المسلمين ولا تحشرهم جميعاً في زاوية واحدة. لكن الذي يستحضر تلك المقولة كلما رأى خريطة العالم أو طالع نشرة الأخبار، فقد يضع السويد وإسرائيل في خندق واحد، وربما لا يختلف في نظره قرار منع بناء مأذنة في بلد أوروبي، من حيث الدافع وراء القرار، عن إبادة الأقلية المسلمة في ميانمار مثلاً، ناهيكم عن صعوبة تقبّله بعض الآراء التي تعرّف الكفر بغير التعريف الشائع بين الناس. وكل هذه الأفكار التي تقف وراء تلك المقولة، تنعكس بالبداهة على تصرفاته.

العبارات المفتاحية هي المدخل إلى طريقة تفكيرنا ورؤيتنا للأمور من حولنا، وكلما كانت المقولة أقل صواباً أدت إلى نتائج أكثر خراباً، إذ كما يقال: أقوالنا هي أفكارنا، وأفكارنا هي أفعالنا. وبطبيعة الحال، هناك عبارات أو مقولات إيجابية، وحيوية، وعقلانية، وتدعو للتفاؤل، أو تحث على الخير، أو تشحذ الهمة، أو تعلي من شأن العمل، مثلما هناك عبارات على العكس من ذلك، ولها مفعول عكسي ومدمر.

ومن المهم، في خضم هذا الخراب الفكري الذي يعم هذه المنطقة، والعقول المقفلة بمفاتيح ما أنزل الله بها من سلطان، أن نعرض أقوالنا وعباراتنا المفتاحية على طاولة السؤال والمحاكمة، لتنصرف عن رؤوسنا كل مقولة غير صحيحة، وتنصرف معها المفاهيم التي تقوم عليها.