أحدث الأخبار
  • 02:49 . من هو محمد الحمادي.. أول إماراتي وعربي وآسيوي يرأس مركز "أطلنطا" للمشغلين النوويين؟... المزيد
  • 02:48 . شركات سعودية كبرى توقّع اتفاقيات استراتيجية لتطوير حقول النفط والغاز في سوريا... المزيد
  • 02:45 . مطالبات حقوقية بالكشف عن مكان الناشط الإماراتي جاسم الشامسي وإنهاء الإخفاء القسري... المزيد
  • 11:25 . "الأبيض" يبلغ ربع نهائي كأس العرب بعد خسارة مصر أمام الأردن... المزيد
  • 11:21 . الأعلى في تاريخ الإمارات.. "الوطني" يوافق على الميزانية العامة للاتحاد 2026... المزيد
  • 10:58 . الاحتلال يعتقل عشرات الفلسطينيين بالضفة ومستوطنون يقتحمون الأقصى... المزيد
  • 07:40 . اندلاع حريق هائل في جزيرة الريم بأبوظبي... المزيد
  • 07:18 . التليغراف: علاقات أبوظبي مع الغرب مهددة بسبب المذابح في السودان... المزيد
  • 05:43 . مقتل ستة جنود باكستانيين في هجوم مسلح قرب حدود أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . الموارد البشرية: نحو 18 ألف عامل حصلوا على دعم مالي منذ تطبيق التأمين ضد التعطل... المزيد
  • 11:10 . "التعليم العالي" تسحب الاعتراف بمؤهلات جامعة ميدأوشن بعد مخالفات جسيمة... المزيد
  • 11:06 . من الرياض.. "العليمي" يتهم الانتقالي بتقويض الدولة وتهديد الاستقرار في الشرق اليمني... المزيد
  • 11:02 . عروض عسكرية واسعة في سوريا بالذكرى الأولى لإسقاط نظام الأسد... المزيد
  • 10:58 . خبراء يمنيون: المشهد اليمني ينزلق إلى صراع نفوذ مفتوح بين الرياض وأبوظبي... المزيد
  • 07:45 . مجلة أمريكية: المواجهات جنوبي اليمن "حرب بالوكالة" بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:33 . سموتريتش يخصص 843 مليون دولار لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة... المزيد

حكم الحوثي وانفصال الجنوب

الكـاتب : جاسر الجاسر
تاريخ الخبر: 22-01-2015

حسناً فعل الحوثي، إذ رفع الستارة التي كانت تحجبه عن السلطة، فدخل الواجهة بعد أن كان يحرك أصابع هادي منصور للتوقيع على كل ما يريد، محافظاً على صورة ظاهرية للتقاليد الرسمية. منذ دخول الحوثي صنعاء لم يعد هادي رئيساً، بل مجرد ختم وتوقيع يخولان الحوثي كل ما يريد، ويوسعان نطاق سلطته ويمنحانه الشرعية، ومنذ 21 أيلول (سبتمبر) لم يصدر هادي أي قرار يخالف رغبة الحوثي، ثم سلّمه كل الأسلحة والسلطات من خلف حجاب. لا مبرر عملياً لاحتجاز الشخص المسمّى «رئيساً» زوراً وبهتاناً سوى إحداث توتر ينعش أسواق النفط سريعاً، نتيجة رفع حال القلق سواء على مستوى الإشعار أن السعودية في خطر أم بحكم التهديدات لمضيق باب المندب، وهو أمر لم يتحقق حتى الآن، فلم تحدث أية استجابة فورية لهذا الخطر المفترض، ولعل المبادرة الإيرانية المفاجئة في الدعوة إلى حوار صريح مع السعودية تتسق مع هذا الانقلاب وتسعى إلى استثمار هذه التحولات السريعة.

الحوثي ليس لاعباً ساذجاً، بل نجح في الأشهر الماضية في تعزيز قبضته على السلطة، وكشف براعة لافتة في طريقة إدارة الصراع والتماهي الفاعل مع المتغيرات، فارضاً نفسه حاكماً فعلياً لليمن، فلم يعترض أحد طريقه المتشعب شمالاً وجنوباً، كأنه يتحرك في فضاء مفتوح وبيئة حاضنة، إلا أن الفارق أنه لا يمكن له حكم اليمن مباشرة، حتى إن استحوذ على كل أسلحة الجيش اليمني. نجح علي عبدالله صالح وإيران في صناعة بعبع سيعيث في اليمن فساداً ويدخله دوامات شتى، وألغيا حضور مجلس التعاون الخليجي وقدرته على الحركة، فما يحدث على الأرض أقوى تأثيراً وأصدق فعلاً من كل المؤتمرات والبيانات والعمل عن بعد، فضلاً عن خطئه الفادح في قبول غزوة سبتمبر.

صحيح أن اليمن خاصرة السعودية، لكن ليبيا خاصرة مصر وتونس، وسورية خاصرة الأردن وتركيا، لذلك فإن انعكاسات الانقلاب الحوثي هي في تموجاته السياسية ضمن شبكة الحسابات المعقدة، وليس له أي تهديد مباشر على الأمن السعودي مهما تطورت الأوضاع، ففي كل بلد النتيجة غير المباشرة لهذا الانقلاب الظاهري هي فتح شهية الحراك الجنوبي للانفصال، فلم تعد ثمة قشة حكومية يمكن التمسك بها، وبما أن لغة الانقلاب هي السائدة في اليمن فلماذا لا يجرب الجنوب حظه، خصوصاً وأنه المطمع والمحور في كل هذا الصراع، وهو المغنم الذي يشكل 90 في المئة من صادرات اليمن، و70 في المئة من موازنته، ثم إن بقاء الحوثي مهيمناً هو المبرر الأفضل، ويبقى الحسم حينها عسكرياً إن خنع الشمال بأكمله وقبائله للسطوة واستكان للوضع.

هذا الانقلاب ينسف المخطط الذكي الذي اتبعه الحوثي وكسب به الكثير، إلا أنه بشارة تفاؤل للجنوبيين، الذين بدأوا التحرك من خلال التعبير عن وجود مستقل، وعبر قناة «عدن» التي أصبحت تتحدث عن إقليم عدن وقراراته وسياساته، قد يبقى الحوثي ممسكاً بخناق الشمال، لكن الجنوب سيكون فصلاً آخر مريراً.