أحدث الأخبار
  • 08:12 . المزروعي: 45 مليار درهم قيمة مشاريع الطاقة الجديدة والمتجددة المشغلة بالدولة... المزيد
  • 07:29 . عاهل الأردن يقبل استقالة الخصاونة ويكلف حسان برئاسة الحكومة... المزيد
  • 06:47 . "أبو عبيدة": الضربة الحوثية لتل أبيب "نقلة نوعية" بمسار معركة طوفان الأقصى... المزيد
  • 11:48 . علماء يكتشفون شبكة دماغية أكبر بمرتين لدى مرضى الاكتئاب... المزيد
  • 11:04 . بنوك دبي تضخ تمويلات بقيمة 32 مليار درهم للقطاع الخاص خلال عام... المزيد
  • 11:03 . الدوري الاسباني.. ثنائية مبابي وفينيسيوس تمنح ريال مدريد الفوز أمام سوسييداد... المزيد
  • 10:41 . اقتحامات واسعة واعتداءات للمستوطنين في أنحاء متفرقة من الضفة المحتلة... المزيد
  • 10:41 . فنزويلا تعلن اعتقال إسبان وأميركيين ومصادرة 400 بندقية... المزيد
  • 10:41 . شرطة دبي والقنصلية السعودية توضحان حادثة سقوط اللاعب فهد المولد... المزيد
  • 10:39 . “حكومة غزة” تحذر من كارثة إنسانية تواجه النازحين مع حلول الشتاء... المزيد
  • 10:30 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يؤكد سقوط صاروخ أطلِق من اليمن وسط البلاد... المزيد
  • 10:25 . مركز دراسات: تنافس إماراتي- سعودي متزايد في حضرموت باليمن... المزيد
  • 10:04 . الدوري الإنجليزي.. نوتنغهام يصعق ليفربول وقطبا مانشستر يفوزان... المزيد
  • 08:19 . الإمارات تحصل على رقائق إنفيديا المتطورة.. ماهي وكيف حصلت عليها؟... المزيد
  • 08:15 . للمرة الثامنة منذ بداية 2024.. الإمارات تقود وساطة جديدة لتبادل 206 أسرى بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 07:00 . وفاة رئيس وزراء الكويت الأسبق الشيخ جابر مبارك الصباح... المزيد

صناعة الثقافة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

عائشة سلطان
في الحياة طرق كثيرة لا حدود لعددها ، كثيرة هي الطرق السهلة والآمنة ، ومعروفة تلك الطرق الصعبة والمليئة بالعثرات ، لكن الإنسان في نهاية الأمر لابد له من طريق يعبره ، ولأن الناس لا يتشابهون فإن خياراتهم كذلك لا تتشابه والطرق التي يختارونها عادة ما تشبههم أو تشبه حجم طموحاتهم ، الذين اختاروا السير في طريق التعامل مع الكتاب ، كتابة وتأليفاً ونشراً ، اختاروا طريقاً صعباً أو على الأقل ليس بالطريق السهل ، لكنه طريق لابد لأحد أن يسلكه وأن يحقق أهدافه من خلاله ، وفي مجتمعنا فإن الشباب الإماراتي قد جاؤوا إلى خيار العمل في مجال صناعة الكتاب متأخرين بعض الشيء ، لكن -كما يقول الإنجليز- أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً !!
مع ذلك فهناك رهان على أنهم سيجتازون عقبات وتخبط البدايات وسيراكمون عملًا ثقافياً جيداً بطريقة التجربة والخطأ ، فالإنسان لا يقدم عملًا جيداً منذ المرة الأولى والكاتب لا يؤلف رواية عبقرية في بداياته وكذلك الناشر وغيرهم ، لكن تخبط أو ضعف البدايات يمكن اعتباره عذراً حين يترافق مع الإصرار على تجويد الصنعة وعلى الشغف بها وعلى الرغبة في تحسينها والارتقاء بها ، وليس البقاء في المكان نفسه كبحيرة راكدة أو آسنة ، إن الذين يصرون على البقاء مكانهم لأنهم يحققون أرباحاً في نهاية الأمر يخلطون كثيراً بين صناعة الكتاب وصناعة إطارات السيارات، أو أي صناعة أخرى !

كل الصناعات مهمة وضرورية لكن صناعة الكتاب تصنع عقولًا وتؤثر في تطور المدارك الإنسانية للمجتمعات والأفراد ، ولذلك فإن اختيارها بالقوة والسطوع المطلوب يعني أن صاحبها يعي تماماً لماذا اختارها وماذا يريد أن يحقق وإلى أين يريد أن يصل ، الربح هنا ليس هدفاً وإن كان أحد معايير النجاح ، لكن النجاح الحقيقي في الأثر الذي يخلفه المنتج الثقافي في الناس ، في عقولهم في معارفهم في ذائقتهم وحتى في سلوكهم وأخلاقياتهم ، هذه هي معايير النجاح الحقيقية .

الثقافة لم تكن يوماً تجارة كاسدة أو لا تجد إقبالًا من الناس، لكننا في الحقيقة لم نعرف مفاتيحها ولا احتياجاتها ، فحتى أجمل وأعرق السلع تتحتاج لعمليات ترويج لا نهاية لها ، نحن لا نروج للثقافة جيداً ، ولذلك لا يقبل الناس عليها كما يشتهي أهل الثقافة ، ليتنا نستفيد من مسؤولي صناعة التسلية والبرامج المنوعة في التلفزيون ، لو أننا نحقق عُشر ما يحققونه من صناعتهم وإقبال الناس عليها لصار حالنا غير هذا الحال ، وما لم نعامل الثقافة على أنها صناعة وتحتاج إلى الكثير من تقنيات الترويج والتسويق والدعاية فلن ينصلح حالنا وحالها وحال الأجيال التي نطمع في أن تتثقف وتقرأ لكن دون أن نذهب خطوة صحيحة للأمام في طريق الحركة العملية !

أتينا لهذه الصناعة متأخرين ولكن بشغف وهذا يحتاج لتكتلات ورؤى صحيحة ودراسات ومنهج علمي سليم ، يحتاج إلى أشخاص مؤهلين ممتلئين بالشغف ومسكونين برغبة النجاح والمنافسة ، وسنحقق أكثر مما حققه الآخرون ، شرط أن تترافق مع هذه الصناعة حركة نقد حقيقية وفاعلة ومستمرة ومتجردة بعيداً عن هذا التسلق والتهافت والمتاجرة بالذوق والذائقة والثقافة مما يمارسه البعض في أماكن كثيرة من باب الارتزاق والتقوت لا أكثر ، دون أن يقدموا شيئاً يذكر للثقافة وللجمهور.