أحدث الأخبار
  • 12:11 . إيران تصادر ناقلة نفط في خليج عمان... المزيد
  • 12:11 . ارتفاع حصيلة انفجار "غامض" بحفل زفاف في درعا إلى 33 مصابا... المزيد
  • 11:56 . ترامب يعلن بدء ضربات أميركية ضد عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية... المزيد
  • 11:52 . محكمة تونسية تقضي بسجن المعارِضة عبير موسي 12 عاما... المزيد
  • 11:31 . وثيقة تكشف استيلاء أمريكا على ناقلة نفط قرب فنزويلا قبل انتهاء صلاحية مذكرة مصادرة... المزيد
  • 11:30 . وفد سعودي–إماراتي يصل عدن لاحتواء التوتر في المحافظات الشرقية ودفع الانتقالي للانسحاب... المزيد
  • 01:09 . تحليل: صعود نفوذ الإمارات جنوب اليمن يضع السعودية أمام معادلة أكثر تعقيداً... المزيد
  • 12:45 . "الأبيض" يحلق إلى نصف نهائي كأس العرب على حساب الجزائر... المزيد
  • 10:27 . وزيرا خارجية عمان وتركيا يبحثان تعزيز الشراكة وتطورات المنطقة... المزيد
  • 10:27 . بريطانيا تفرض عقوبات على أربعة من قادة قوات الدعم السريع بينهم شقيق دقلو... المزيد
  • 10:26 . حكومة الإمارات تصدر تعديلات جديدة على قانون الجرائم والعقوبات وسط انتقادات حقوقية مستمرة... المزيد
  • 05:36 . قمة كروية مرتقبة في ملعب البيت.. "الأبيض" يواجه الجزائر في ربع نهائي كأس العرب... المزيد
  • 01:59 . وفاة سبعة فلسطينيين بغزة جراء انهيارات بسبب المنخفض الجوي... المزيد
  • 01:58 . الإمارات والاتحاد الأوروبي يطلقان مفاوضات لإبرام شراكة استراتيجية شاملة... المزيد
  • 01:57 . أمريكا " تضغط" للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف النار وإلزام الاحتلال بإزالة الأنقاض وإعمار غزة... المزيد
  • 01:54 . السعودية تُصعّد إعلامياً ضد المجلس الانتقالي.. رسالة غير مباشرة إلى الإمارات؟... المزيد

«داعش» مشروع إعلامي

الكـاتب : داود الشريان
تاريخ الخبر: 10-03-2015

مَنْ منّا يعرف كيف نشأ ما يسمّى تنظيم «داعش»؟ حتى بعض دولنا لا يملك إجابة يطمئنّ إليها. يوصف هذا التنظيم الشاذ بـ «دولة» تشكّلت فجأة، وصار لها خليفة. تمدّدت بسرعة في غرب سورية، وشمال العراق ووسطه. ووصلت إلى ليبيا، ونفوذها مرشح للامتداد أبعد من ذلك. مارست هذه «الدولة» المفتعلة، جرائم القتل والاغتصاب والتهجير، بهمجية متناهية القسوة. عاودت تكرار مشاهد استعباد البشر، وتدمير التراث. وهي صكّت عملة خاصة بها، وافتتحت مدارس ومصارف، وأنشأت أجهزة حكومية، وصار لها نفط يُباع ويُشترى. وتجنّد يومياً آلاف الشباب والبنات، من دول على امتداد الأرض. تحارب العالم الذي يواجهها بتحالف، يعدّ سابقة في عدد دوله وقوته. لكنها، على رغم ذلك، ما زالت تتمدد، وتزداد قوة يوماً بعد آخر، على رغم أنها تحارب بأسلحة تقليدية. هل نحن أمام لغز؟ ليس في السياسة ألغاز. هناك مشاريع، ومؤامرات، ومعلومات غائبة أو مغيَّبة.

«داعش» تنظيم إرهابي مثل سلفه «القاعدة»، لكنه يمارس الإرهاب بوحشية تبدو سابقة، يجري ترويجها والاهتمام بنشر صورها عبر رؤية إعلامية، دعائية، محترفة ومتقنة. كأن نشر هذه الصور المتوحشة هو هدف «داعش» الأول والأهم. وُصِفَت أساليب التنظيم في قتل البشر، بأنها لإشاعة الرعب. هل يتطلب بثّ الرعب هذا المقدار من الوحشية؟ يبدو أن المطلوب من «داعش» أن يمارس وحشيته بطريقة انتقامية. وهو لا يذبح العراقيين والمصريين والسوريين والسعوديين، وسواهم من الجنسيات الأخرى بوصفهم كذلك، بل ينتقي ضحاياه بطريقة طائفية ومذهبية. «داعش» هو «الخلافة» التي يُراد لها أن تستفز الطوائف والمذاهب، باستثناء اليهود، وصولاً إلى حشد جماهيري من الشّيعة والمسيحيين، لمواجهة «الخلافة» بانتقام مضاد، يشبه وحشيتها. وهذا الحشد المنتظر، سيحرّض، بالضرورة السنّة على حشد مقابل، يحرّكه الانتقام.

منذ سقوط بغداد، مروراً بالحرب في سورية، بقي السنّة يتصرفون من موقع الأمة، وليس الطائفة، على رغم التنكيل بهم في العراق أيام نوري المالكي. وساهم هدوء الأمّة، أمام جُور بعض المذهبيين، في لجم اشتعال المنطقة بحروب دينية ومذهبية. ولهذا جاء «داعش»، لتنفيذ المهمة، وزرع ثقافة الانتقام بين أبناء الدين الواحد، والأمة الواحدة. لا أحد يستطيع أن ينكر تفشّي الحسّ المذهبي والطائفي في دولنا. ومَنْ يتابع وسائل التواصل الاجتماعي، وبعض وسائل الإعلام يُخيَّل إليه أننا نخوض حروباً مذهبية وطائفية في كل شوارعنا. ولكن، على رغم ذلك، بقي الحد الأدنى من الوعي بخطورة الانسياق وراء هذا الحس المتخلّف.

لا شك في أن «داعش» استبدل الصورة المتوحشة، بالكلمة التي ظل تأثيرها محدوداً، على رغم قسوة ألفاظها. لكن استمرار بث صور «داعش» على هذا النحو، سيدمِّر هذا التماسك الهشّ في منطقتنا، ويجعل الذّبح على الهوية، المذهبية والطائفية، عملاً مقدساً لدى شعوبنا ومواطنينا.

الأكيد أن الإعلام العربي ابتلع الطعم. وأصبح يتسابق، بحماقة مهنية، على الترويج لصور «داعش»، على رغم أن الإعلام الأميركي رفض بث الصور المُفزِعة في أحداث 11 أيلول (سبتمبر). تنظيم «داعش» سينتهي ولكن ليس قبل أن يحوّلنا، بكل طوائفنا ومذاهبنا، إلى دواعش. ولهذا علينا منع صوره، ولجم تأثير هدفه المدمِّر. «داعش» مشروع إعلامي يُروّج لفكرة سياسية، هي أشد قتلاً وتوحُّشاً من طريقته في ذبح البشر.