أحدث الأخبار
  • 12:11 . إيران تصادر ناقلة نفط في خليج عمان... المزيد
  • 12:11 . ارتفاع حصيلة انفجار "غامض" بحفل زفاف في درعا إلى 33 مصابا... المزيد
  • 11:56 . ترامب يعلن بدء ضربات أميركية ضد عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية... المزيد
  • 11:52 . محكمة تونسية تقضي بسجن المعارِضة عبير موسي 12 عاما... المزيد
  • 11:31 . وثيقة تكشف استيلاء أمريكا على ناقلة نفط قرب فنزويلا قبل انتهاء صلاحية مذكرة مصادرة... المزيد
  • 11:30 . وفد سعودي–إماراتي يصل عدن لاحتواء التوتر في المحافظات الشرقية ودفع الانتقالي للانسحاب... المزيد
  • 01:09 . تحليل: صعود نفوذ الإمارات جنوب اليمن يضع السعودية أمام معادلة أكثر تعقيداً... المزيد
  • 12:45 . "الأبيض" يحلق إلى نصف نهائي كأس العرب على حساب الجزائر... المزيد
  • 10:27 . وزيرا خارجية عمان وتركيا يبحثان تعزيز الشراكة وتطورات المنطقة... المزيد
  • 10:27 . بريطانيا تفرض عقوبات على أربعة من قادة قوات الدعم السريع بينهم شقيق دقلو... المزيد
  • 10:26 . حكومة الإمارات تصدر تعديلات جديدة على قانون الجرائم والعقوبات وسط انتقادات حقوقية مستمرة... المزيد
  • 05:36 . قمة كروية مرتقبة في ملعب البيت.. "الأبيض" يواجه الجزائر في ربع نهائي كأس العرب... المزيد
  • 01:59 . وفاة سبعة فلسطينيين بغزة جراء انهيارات بسبب المنخفض الجوي... المزيد
  • 01:58 . الإمارات والاتحاد الأوروبي يطلقان مفاوضات لإبرام شراكة استراتيجية شاملة... المزيد
  • 01:57 . أمريكا " تضغط" للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف النار وإلزام الاحتلال بإزالة الأنقاض وإعمار غزة... المزيد
  • 01:54 . السعودية تُصعّد إعلامياً ضد المجلس الانتقالي.. رسالة غير مباشرة إلى الإمارات؟... المزيد

معضلة إيران

الكـاتب : علي الظفيري
تاريخ الخبر: 22-03-2015

لا يمكننا تجاهل إيران ودورها في المحيط، باتت الجارة ضيفا ثقيلا على شؤوننا اليومية، وبعد أن كان القلق افتراضيا من دورها ونفوذها، استطاعت أياديها الممتدة إلى بلادنا، الواحدَ تلو الآخر، أن تقلب الافتراض إلى حقيقة ماثلة على الأرض، لم يعد الحديث عنها ترفا أو تحريضا أو كراهية أو توظيفا للمسألة الطائفية، بل حديث الواجب والضرورة، ولا يمكن تجاهله على الإطلاق، ومن يرى أن مجرد وجود دولة قوية على الضفة الأخرى من خليجنا العربي، يشكل وحده أزمة وقضية لدينا معشر العرب، فهو مخطئ تماما، المسألة أكبر وأعقد من وجود إيران قوية.
إيران القوية يمكن التفاهم معها بشكل جيد، وإدارة العلاقة مع قوتها ورغبتها بالوجود والتأثير، لكن ما نحن عليه اليوم ليس كذلك، تجاوزت المسألة موضوع القوة والنفوذ والرغبة بلعب دور ما، وصلت السكين الإيرانية إلى رقابنا، وهذا أقرب للاحتلال والاستعمار منه إلى التأثير، لدى الجمهورية الإسلامية قوات عسكرية في العراق وسوريا، وعملاء عسكريون في لبنان واليمن، وثمة من يهددنا بالطواف في الحرم المكي، ليس من بوابة الحج الرسمية المفتوحة لجميع المسلمين، بل من باب التلويح بالرغبة في السيطرة واحتلال الأماكن المقدسة، وهذا كله يستدعي القلق والمراجعة لمواجهة هذه التحديات الخطيرة، والمرتبطة بمعضلة إيران.
في تقديري، ثلاث قضايا أساسية يجب التوقف أمامها طويلا في بحث المعضلة الإيرانية، قضيتنا نحن أولا ومشروعنا وكيف نفكر ونعمل، ثم إيران ومخططاتها وعقيدة نظامها السياسي، وأخيرا قضية الأقلية الشيعية التي شكلت مدخلا للنفوذ والتواجد الإيراني لا يمكن تجاهله، فنفوذ إيران العراقي واللبناني واليمني جاء عبر الميليشيات والأحزاب السياسية الشيعية، وليس عن طريق آخر، أو هكذا دون مقدمات، لكن هذا الأمر لا يبحث لوحده، ودون تناول القضايا الأخرى المتداخلة مع بعضها البعض، فنحن، والتي تشكل القضية الأولى والهامة، يحيطها الكثير من الالتباس وعدم الوضوح، من نحن على وجه التحديد؟ النظام الرسمي؟ أم مجموعة الأنظمة المتناحرة والمتآمرة على بعضها البعض، نحنُ الناس؟ ولماذا يكون الشيعة أقلية من بيننا ويتم تمييزهم على هذا النحو؟ وهل مسألة انحياز معظم الشيعة العرب إلى إيران ومشروعها كان مقدرا له أن يكون على أية حال، وفي أية ظروف، ومهما كان موقف وشكل ومشروع النظام أو مجموع الأنظمة القائمة في بلادنا العربية؟
إن معضلة إيران تبدأ منا، عليك أن تلتفت للدول العربية وتسأل التالي: ماذا يفعل هؤلاء العرب في بلدانهم؟ أي مشروع ورؤية تحملها هذه الأنظمة العربية لشعوبها ومستقبلها؟ وأي واقع رسمته هذه الشعوب لنفسها بسلبيتها وانهزاميتها ورضوخها لانعدام المشاريع الحاكمة، ولماذا سمحنا لنفسنا أن نكون على هذا النحو، ونترك للنخبة السياسية والدينية والثقافية والإعلامية العبث بنا وتشكيلنا بهذه الطريقة، لماذا سمحت الغالبية الشيعية العربية في العراق للأحزاب الإيرانية في بغداد أن تضعها على مسار العمالة للأجنبي، وسمحت الغالبية الشيعية في العالم العربي لنفسها أن تكون متكيفة ومبررة لكل مشروع في المنطقة يحمل بصمة إيرانية، ولماذا سمحت الغالبية السنية لنفسها أن تكون صغيرة لهذه الدرجة، وأن تقبل التحريض في زمان سابق على الأقلية الشيعية، حتى قبل أن ترتكب خطيئة التبعية لإيران، وأن ترسم صورة مشوهة لنفسها وأبناء جلدتها وتدفعهم دفعا لتمييز أنفسهم بهذه الصورة المحزنة.
متى عالجنا قضايانا، وأعدنا تعريف أنفسنا التعريف الصحيح، واستطعنا النقاش والضغط باتجاه مشروع المواطنة المتساوية العادلة، والسماح بالاختلاف والتباينات المذهبية والدينية والفكرية، ستجد الأنظمة نفسها مضطرة للمواكبة وتبني مشروع واضح وقوي يمكنها من المواجهة، وساعتها لن تجد إيران الكثير لتعبث به في ساحاتنا العربية، ولن تكون إيران معضلة كبرى، بل مجرد دولة قوية جارة، يمكن التعامل معها ومواجهتها بكل قوة، كما حدث غير مرة، في تاريخنا المعاصر وقبل ذلك بعصور.