كشفت مصادر سعودية النقاب عن تبني السعودية وتركيا مشروعاً جديداً لدعم الاعتدال وتعزيز العلاقات بين المجتمعات الإسلامية في العالم على أساس التوازن والتعاون المتبادل.
وقالت المصادر لصحيفة "الحياة": إن "المشروع سيكون عبر الإنترنت، ويبدأ البث باللغة التركية"، على أن يشمل خلال المرحلة اللاحقة البث بلغات أوروبية عدة؛ "مستهدفاً الاقتراب باعتدال من المواضيع الراهنة في المجتمعات الإسلامية، والابتعاد عن الإرهاب، والالتقاء عند الفكر المشترك للغالبية مع تعزيز العلاقات بين المجتمعات الإسلامية على أساس التوازن والاعتدال والتعاون المتبادل".
تصحيح المفاهيم
وتسعى الحملة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والأوقاف السعودية، التي أطلق عليها اسم "السكينة"، لتحقيق أثر بارز في إدراك المفاهيم الإسلامية بفهمٍ صحيح على المستوى العالمي، مع تقويمها بشكل سليم.
المصادر أوضحت أن "حملة السكينة تعد مرحلة جديدة في العلاقات التركية السعودية؛ لكون مشروعها الجديد لحملة دعم الاعتدال بسياستها الإعلامية يستهدف تعزيز العلاقات بين المجتمعات الإسلامية"، مؤكدة أنها "تسعى لتكون أعلى منصة علمية وتثقيفية لما يتعلق بالاعتدال، مبتدئة بثها باللغة التركية عبر الإنترنت".
توسع في العلاقات التركية السعودية
وعزت المصادر اختيار اللغة التركية بداية للبث حالياً عبر الإنترنت إلى أنه "جزء من سلسلة العلاقات المتأصلة بين تركيا والسعودية"، لافتة إلى أن "المشروع يعدّ خطوة رائدة لفتح علاقات أوسع، ويسهم في التعاون المتبادل في مكافحة العنف والتطرف والإرهاب"، وبينت أن "مشروعها الجديد يحتل مكانة بصفته تجربة متوازنة ورائدة لصون كرامة الأقليات المسلمة وسكينتهم أمام قوانين وتشريعات البلدان التي يعيشون فيها".
وبحسب المصادر ذاتها، "تسعى الحملة إلى نشر الفهم الإسلامي السليم للمواضيع المتأزمة؛ مثل الجهاد والتكفير على وجه الخصوص، عبر التضامن الفكري والثقافي والعلمي"، مشيرة إلى أن "أسلوب تناول "السكينة" لهذه المواضيع يتسم بالهدوء والشمولية، مع إيجاد حلول لها بما يتفق مع المذاهب الإسلامية".
وتوقعت المصادر بأن يحقق المشروع تأثيراً قوياً عندما يتم تفعيله ضمن شبكة الإنترنت، مع تعزيزه للعلاقات بين تركيا والسعودية، لإيمان القائمين عليه أن تركيا لديها وعي عالمي متوازن، وماض عريق في تكوين الحضارة الإسلامية، وتتميز بكونها نموذجاً بارزاً في تشارك المعلومات بين الثقافات والأديان والمذاهب المختلفة، مضيفة أن تلاقي هاتين الحضارتين سياسياً وفكرياً ضمن إطار الخطة القيادية رفيعة المستوى في البلدين سيكون له تأثير في المجالات الأخرى، خصوصاً في تعزيز الاعتدال والتوازن وترسيخ العلاقات بين الدولتين.
