أحدث الأخبار
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد

كامب ديفيد.. الأفعال أبقى من الأقوال

الكـاتب : سلمان الدوسري
تاريخ الخبر: 11-05-2015

قمة كامب ديفيد المرتقبة قد تكون أهم لقاء خليجي أميركي في الخمسين عامًا الأخيرة، ليس لأنها المرة الأولى التي يلتقي رئيس أميركي مع قادة دول الخليج العربي، بيد أن واشنطن تعي، وهذا ليس سرًا، أن الحلف الأميركي الخليجي يمرّ بحالة من التوتر وأزمة عدم الثقة، من يدري قد تكون القمة الفرصة السانحة لإعادة قطار التحالف التاريخي لمساره الذي خرج عنه في السنوات الأخيرة، القمة ستكون فرصة لأن تنتقل الإدارة الأميركية من خانة الأقوال إلى مملكة الأفعال، فرصة لأن تبدد كل الشكوك في مصداقيتها في المنطقة التي أضحت على المحك، بدءا من الأزمة السورية مرورًا بمواقفها المهزوزة في البحرين ومصر والعراق، وانتهاء باتفاقها المنتظر والغامض والسري مع إيران.
يحسب للولايات المتحدة أنها دولة مؤسسات وليست دولة البيت الأبيض وحده، فلا يكفي أن يتخذ الرئيس مواقف مهما كانت، فهناك البنتاغون الذي له مواقفه، وهناك الاستخبارات التي لا يمكن استبعادها من دائرة اتخاذ القرار، وهناك أيضا الكونغرس باعتباره المؤسسة التشريعية القادرة على تعطيل قرارات الرئيس وبطريقة دستورية، ولا جدال أن جميع هذه المؤسسات تعلم الآثار السلبية، التي من الممكن أن تتعرض لها المصالح الأميركية متى ما انفك التحالف مع الدول الخليجية، بالتأكيد ليس شرطًا أن تتطابق سياسات الجانبين، غير أنه من غير المنطقي أن تستهدف السياسات الأميركية المصالح الخليجية، ثم نكتشف تضرر المصالح الأميركية في المنطقة أيضًا، فهذا يدل على أن سياسات واشنطن بالمنطقة جانبها الصواب كلية.
يحسب للدول الخليجية عدم اتخاذها ردة فعل غاضبة تفك عرى مصالحها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، فعلى الرغم من غضبها من المواقف الأميركية المفاجئة في المنطقة، فقد حافظت هذه الدول بقيادة السعودية على شعرة معاوية حتى والمسؤولون الأميركيون يقولون شيئًا في النهار ويفعلون عكسه في الليل، كما الخط الأحمر الشهير لأوباما، إذا استخدم نظام بشار الأسد السلاح الكيماوي، وهذه السياسة الأميركية المتناقضة لم يسبق أن تعاطى معها الخليجيون أبدًا، ومع ذلك لم تنحُ دول الخليج للتصعيد في مواقفها مع العم سام، ولم تهدد لا سرًا ولا علنًا بأن هناك دولاً عظمى أخرى تتمنى أن تحظى بنصف ما تحظى به الولايات المتحدة من مصالح في المنطقة.
نفترض أن الرئيس أوباما لن يلتقي قادة الخليج كي يطمئنهم كلاميًا بشأن الاتفاق النووي مع إيران، فهذا سبق وأن تم مرة واثنتين وثلاثًا، الأكيد أن لدى الرئيس أوباما مشروعًا واضح المعالم يترجم الأقوال الأميركية إلى أفعال، كما في تصريح مسؤول أميركي الخميس الماضي، ونشر في «الشرق الأوسط»، عن تعاون عسكري «غير مسبوق» منتظر الكشف عنه في قمة كامب ديفيد، بالإضافة إلى أهمية أن تكون الضمانات الأميركية مكتوبة، كما أشار يوسف العتيبة سفير أبوظبي في واشنطن، فالشق الخليجي الإيراني أكبر من الراقع، وسط تدخلات إيرانية في الشؤون الداخلية، وغرس لسموم الطائفية في الجسد العربي، وزرع للخلايا داخل الدول الخليجية وحولها، مما يصعب ضمان أن تركن إيران للسلم والاستقرار كما تروج لذلك واشنطن، ودون الضمانات المكتوبة سيكون من السهل على الطرف الأميركي أن يكون فهمه مغايرًا لما اتفق عليه شفويًا، لذا فبمثل هذه الأفعال فقط تكون الولايات المتحدة قد أعادت الحرارة لعلاقتها مع الدول الخليجية، وأثبتت صدقًا أن الاتفاق النووي المنتظر توقيعه بصيغته النهائية، لا يحتمل أية تفسيرات مبهمة أو غموضًا يكتنف تفاصيله.
الولايات المتحدة تريد أن تمسك تفاحتين في يد واحدة، علاقات متميزة مع دول الخليج ومع إيران في نفس الوقت، هذه المعادلة مستحيلة التوافق، ليس لأن الخليجيين كارهون، بل لأن النظام الإيراني قائم على معاداة جيرانه في الخليج العربي، وكل سياساته تذهب باتجاه التدخل في شؤونهم الداخلية، هذه كل القصة يا فخامة الرئيس باراك أوباما.