أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

«من يهدم رموزه..!»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 23-06-2015


هناك دول قامت على أيدي مجموعة من اللصوص وقطاع الطرق، ورغم ذلك مازالت صورهم بهية وواثقة على عملات دولهم العالمية، رغم أن التاريخ سجل سواد صفحاتهم، السبب ليس سرّاً ولا لغزاً، لقد شكل هؤلاء قيمة «رمزية» لتاريخ بلدهم الحديث التكوين، والحفاظ على هذا الرمز مهم جداً، بغض النظر عن حقيقة الشخص أو أخطائه.

ستجد بالمثل في دولة مثل ألمانيا، التي يعتبر أواسط القرن الماضي فيها عصراً مظلماً وبوليسياً، إلا أنه مازال يفتخر ببعض رموزه العلمية والموسيقة والأدبية الروائية، بعيداً عن مسلكهم السياسي، لأنهم بعد أن أبدعوا في مجالاتهم أصبحوا رموزاً للوطن، والأمثلة كثيرة من الصين إلى اليابان إلى الهند التي مازال رمزها الأكبر الذي يفتخر به هو «غاندي»، بغض النظر عن الجوانب المظلمة أو غير الواضحة في سيرته! لماذا؟ لأنه رمز، وإهانته هي إهانة للأمة!

لهذا فمن حقي كمواطن بسيط في هذا الوطن العربي أن أضع آلاف الخطوط وعلامات الاستفهام حول الـ«موضة» الجديدة في عالمنا، التي ترى في وجوب تشريح حياة وخبايا وأسرار جميع رموز تاريخنا، بدءاً من صلاح الدين، مروراً بعلماء الحديث واللغة، وصولاً إلى القادة العسكريين العظام في الدولتين العباسية والأموية، وبالطبع هناك أصوات تريد تعميم هذا الأمر حتى على الرعيل الأول من الأصحاب، ولولا خوفهم من المجتمع لزاد سقف مطالباتهم، أو ربما قد زاد فعلاً.

لا أفهم ما الذي يكسبه باحث «مخلص لمعتقداته» بتكريس حياته بين الكتب والبحث في المتشابه منها والمدسوس لإثبات أن صلاح الدين كان انتهازياً مثلاً، وصلت إلى مبتغاك وهدمت صورته في أعين الناس! ثم ماذا؟ ما المطلوب إثباته؟! إننا أمة، لا يوجد فيها رجل يستحق قامته؟! أم أن الخطأ في النصوص التي تشوه جمالنا الحقيقي، لذا يجب القفز فوقها؟! أم ربما هي دعوة غير مباشرة لاستبدال رموزنا برموز مستوردة، كما نستورد أي شيء آخر، وبهذا نكون متعادلين في الرقي؟!

البعض يدخل في هذه الموجة بسوء نيّة أو بحسنها، فما ناله الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان، أحببته أم اختلفت معه، فتح علينا أبواباً لم تغلق إلى اليوم، وكسر حاجز الاحترام بيننا وبين رموزنا، إذا لم نرغب باحترامهم، لأنهم أصحاب «قدسية» أو «شفاعة» ولم تكن تعتبرهم «عدول» من الرجال، فلعلك تغض الطرف عن هوامش الكتب السوداء من ناحية «وطنية» يا أخي!

ألا تنادون بالوطنية على مدار الساعة؟! لنتفق أن هؤلاء يشكلون المادة الخام لتاريخنا أمام الآخر وأمام أنفسنا، فلنحترم تاريخنا، من أجلنا، ومن أجل منظرنا أمام الآخر، الذي أصبتم بالهوس به لدرجة إحراق جلودكم!

من يحرق رموزه، فإنما يخرب بيته بيديه!