أحدث الأخبار
  • 10:13 . إيران: أمريكا تتحمل أيضا مسؤولية اغتيال "نصر الله"... المزيد
  • 08:30 . في أكبر عدد منذ 30 عاما.. السعودية تعدم 198 شخصا خلال 2024... المزيد
  • 08:22 . إعلام عبري: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن باتجاه تل أبيب... المزيد
  • 06:31 . "مصدر" تتطلع إلى تعزيز وجودها في مشروعات الطاقة المتجددة في إسبانيا والبرتغال... المزيد
  • 06:30 . "حماس" و"الجهاد" تدينان اغتيال حسن نصر الله... المزيد
  • 06:29 . إعلام إيراني: مقتل نائب قائد فيلق القدس في لبنان في هجوم ضاحية بيروت... المزيد
  • 04:34 . حزب الله يعلن رسميا مقتل أمينه العام حسن نصر الله... المزيد
  • 12:36 . العاصفة هيلين توقف نحو 24% من إنتاج النفط الأمريكي في خليج المكسيك... المزيد
  • 11:46 . تعادل الوحدة وبني ياس وعجمان يحصد فوزه الأول بدوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 11:42 . منتخبنا الوطني يخسر أمام كوريا الجنوبية في التصفيات الآسيوية للشباب... المزيد
  • 11:32 . رئيس وزراء الصومال يتهم إثيوبيا بالقيام بتصرفات “تنتهك” سيادة بلاده... المزيد
  • 11:32 . مستشار خامنئي: "إسرائيل" تتجاوز الخطوط الحمراء لطهران... المزيد
  • 11:13 . محللون: حزب الله يفكر في المستقبل بعد استهداف مركز قيادته ببيروت... المزيد
  • 10:44 . موديز تخفض التصنيف الائتماني لـ"إسرائيل" درجتين... المزيد
  • 12:52 . ما مصير حسن نصرالله عقب الغارات الإسرائيلية على بيروت؟... المزيد
  • 09:20 . "القسام" تعلن قتل وإصابة جنود إسرائيليين إثر تدمير دبابة بخان يونس... المزيد

السلطة الاجتماعية وحماية المجتمع

الكـاتب : شهناز عبد الرزاق
تاريخ الخبر: 30-11--0001

شهناز عبد الرزاق

يعتبر الضبط الاجتماعي من الآليات المهمة للتحكم في سلوكيات الأفراد، كما يعتبر من الأساليب المحافظة على النظام والاستقرار، ويتم إما من خلال الأعراف السائدة أو القوانين النافذة، وعندما يبسط نفوذه من خلال الأعراف السائدة وموروثات العادات والتقاليد، يشكل سلطة اجتماعية قوية ذات تأثير مباشر على الأفراد.

وتساهم هذه السلطة في ضبط سلوكيات الأفراد وتشكيل طباعهم، وصياغة الأخلاقيات والميول الاجتماعية والنفسية والعاطفية والثقافية لديهم، كما أنها تنهى عن الانجراف في الضلالة والضياع في متاهات الحياة، وتعمل بشكل تلقائي في إطار المقبول اجتماعياً وضمن المتفق عليه، من خلال آليات وأدوات مختلفة، منها المدح والقبول والدعم المعنوي كوسائل للتوجيه الإيجابي، والنبذ والذم والعزل الاجتماعي كأدوات عقاب.

وتشكل الأسرة اللبنة الأولى في غرس أبجديات الضبط الاجتماعي وإحاطة الفرد بالأعراف والقوانين، وتكملها المدرسة والبيئة الاجتماعية، كما أصبحت وسائل الإعلام والشبكات الإلكترونية من الوسائل المؤثرة في سلوكيات الفرد وقيم الأفراد.

وهناك عوامل أخرى تؤثر في صلابة السلطة الاجتماعية، منها ثقافة الفرد ومدى تقييمه وتأثيره وتأقلمه مع البيئة الاجتماعية وثقافة المجتمع، التي تلعب دوراً محورياً في مدى بسط نفوذ السلطة الاجتماعية.

ومن العوامل المؤثرة، حجم الشبكات الاجتماعية، حيث تمتاز المجتمعات الشرقية باتساع شبكاتها ونشاطاتها الاجتماعية، مقارنة بالمجتمعات الغربية.

كما يأتي دور نسيج وكثافة البنية السكانية في المجتمعات، فنجد مثلاً في بعض الدول أن نسيج البنية السكانية يتكون من عدة جنسيات وجاليات مختلفة، بينما تتميز دول أخرى ندرة وجود وتنوع الجاليات والجنسيات.

ووجود نسيج اجتماعي متباين وملون، يلعب دوراً في تقلص وطأة الضغوط الاجتماعية ويمنح البيئة الاجتماعية نوعاً من الخصوصية والحرية، كما له دور في إثراء ثقافة المجتمع.

وقد نجد أحياناً، للأسف الشديد، مع وجود السلطة الاجتماعية كأداة لضبط سلوكيات الفرد، أن رقعة الفساد تتسع بأشكال متعددة، وقد تأخذ مجراها الساكن أو تزحف بطرق صامتة وساترة لتشغل حيزها، فتبرز أحياناً في العلاقات والمعاملات الاجتماعية والتجارية وغيرها من السبل المختلفة.

كما نجد أحياناً تطبيق السلطة الاجتماعية أدواتتها في ظواهر معينة وقصورها في أخرى، فتستخدم أدواتها عند توجيه الأفراد للالتزام بالواجبات الاجتماعية، بينما تقلص دورها حيال معاناة بعض المجتمعات من ظاهرة السلوكيات المزعجة.

وأحياناً قد تسبب الضغوط الاجتماعية تقلص منافذ الإبداع والتعبير عن الذات، وقد يؤدي ذلك إلى انحسار التقدم والتطور، كما تساهم في حصر الشخص في قالب اجتماعي معين، وعندما تتصاعد الضغوط الاجتماعية قد تؤدي إلى اختناق الذات، ويشعر الفرد بأنه أسير اجتماعياً وسجين في بوتقته، وتتولد الصراعات الداخلية، وقد تنتج أعراض نفسية وأمراض عضوية.

لذا من الضروري السعي إلى تحقيق سلطة اجتماعية متوازنة، من خلال الهيئات والمراكز والجمعيات الاجتماعية وغيرها، ومعرفة النظم الاجتماعية الضابطة التي تؤدي إلى تطور المجتمع الإنساني، والحاجة إلى استراتيجية اجتماعية عامة لإعادة هيكلة النظام الاجتماعي، وتنظيم المحيط الاجتماعي وفق متطلبات متقدمة، تأخذ في الاعتبار المتطلبات والاحتياجات الضرورية والعصرية.

وتوفير البيئة الصحية المناسبة للأفراد، مع الحفاظ على شروط وخصوصيات المجتمع، حتى يعمل المجتمع على تحصين أفراده ووقايتهم من تجاوزات وسلوكيات سلبية، وفق شروط ومعايير معينة، مع ضمان حريات وحقوق الآخرين واحترام المبادئ والقيم الثابتة في المجتمع.