أحدث الأخبار
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد

جاذبية تنظيم الدولة (2)

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 18-08-2015

نستكمل اليوم الحديث الذي بدأناه الأسبوع الماضي حول عناصر جاذبية تنظيم الدولة. قلنا آنفاً إن مفهوم وحدة الأمة والاصطفاف وغياب ريادة إسلامية حقيقية، كل ذلك أسهم في صناعة الجاذبية التي يستخدمها التنظيم في تجنيد عناصره، ويضاف إلى هذه العناصر النزعة الغوغائية للعنف، ففي فترات الاضطراب والصراع يتجه الشارع تلقائياً نحو العنف، نرى ذلك في أبسط الحالات مثل انطفاء الكهرباء في مدينة كبيرة الذي يؤدي إلى ارتفاع كبير في وتيرة العنف، ونرى ذلك في الحالات المعقدة مثل صراع العِرقيات في رواندا الذي أدى إلى مقتل الآلاف من الأبرياء. ببساطة عندما يوجد صراع بين أطراف مختلفة وينتج عن هذا الصراع مواجهة تستمر وتيرة العنف بالتصاعد، فمقتل شخص من طرف يقود لانتقام يموت فيه عشرة ثم معركة يموت فيها مئة وهكذا، لا يتوقف العنف حتى ينتصر أحد الطرفين انتصاراً شاملاً أو يفرض أحد ما هيبة القانون على الشارع. اليوم العالم كله ساحة صراع، قليلة هي تلك الأقاليم التي تخلو من صراعات عِرقية ومذهبية ودينية وسياسية وصلت إلى حد العنف، لذلك يكون من السهل أن يسوّق تنظيم الدولة نفسه على أنه الحل الحاسم للصراع، وبعد أن جربت الشعوب العربية الطرق السلمية لمواجهة التمييز والظلم والفقر ووجدت أن سلميتها تكسرت على صخرة الطغاة، يسهل على مجندي التنظيم أن يطرحوا الدولة الإسلامية بقوتها العسكرية وممارساتها العنيفة حلاً، فالحقوق التي سلبت بالعنف لا تسترد إلا بالعنف، والعنف يصبح جذاباً حينما يكون فرصة نادرة للانتقام، فمن مورس ضدهم عنف الدولة لسنوات عديدة أمامهم اليوم فرصة للانتقام ليس من الدولة فحسب بل من الدولة وكل الخصوم أينما كانوا.
العنصر الأخير الذي يسهل على هذا التنظيم حشد الأنصار والأتباع، هو الصورة المثالية لما بعد المعركة. كل الحركات الثورية يساعدها على الانتشار طرحها لبديل مثالي للوضع القائم، ويسهل ذلك على تنظيم الدولة الذي ما زال في أتون المعركة وهو يقدم صورة لدولة قوية قادرة على الانتقام من خصوم الأمس، ولا تتورع عن معاداة العالم كله للوصول إلى غايتها، وهذا ما يحرص الجهاز الإعلامي للتنظيم على تصويره، دولة عادلة ولكنها صارمة في مواجهة العدو. كل ما يشاع عنها من أعدائها كذب، وكل ما يروى عن بطولتها حقيقة، وكل الأحلام التي تعد بها واقع، إما أن تكون جزءاً أو تكون ضده، هذه الصورة المثالية سرعان ما تتبدد بعد أن يعايش العنصر الجديد الحياة في صفوف التنظيم ليشاهد المجازر بحق الأبرياء والخيانات والتحالفات الحقيقية مع المجرمين والجهات الاستخباراتية، ولكن التنظيم لديه قدرة جيدة على المحافظة على أتباعه في صفه بالمادة حيناً وبالترهيب بالقتل للهاربين حيناً آخر، وبالتالي تبقى صورة الدولة المرتقبة حاضرة، وحينما يثار موضوع العنف والقتل والدمار الذي يقوم به التنظيم يأتيك الرد بأنها لوازم المعركة وضرورة الميدان وستنتهي ليحل محلها العدل والأمان في ظل دولة الخلافة.
هذه العناصر عينة من أسباب كثيرة تدفع بشباب في مقتبل العمر إلى الانخراط في صفوف التنظيم، ولا شك أن هناك غيرها الكثير، ولكن كيف يجب على مجتمعاتنا وحكوماتنا التعامل مع هذه الظاهرة، ولا أعني هنا مقاومة التمدد العسكري للتنظيم وخلاياه المنتشرة هنا وهناك، ولكن أعني مقاومة هذه الجاذبية التي ربما لا تنتهي بنهاية الصورة الحالية لهذا التنظيم بل تستمر في صورة حلم قائم يراود كل من دب فيه اليأس من وسائل التغيير الأخرى. نحن اليوم في وسط مواجهة ليست مع تنظيم فحسب بل مع فكرة بدأت بتنظيم القاعدة وتستمر اليوم في صورة تنظيم الدولة، ولن تعدم وسيطاً ينقلها إلى أرض الواقع طالما وجدت العناصر التي تساهم في خلق هذه البيئة الخصبة الولادة لمثل هذه الأفكار، لهذا الغرض نفرد المقال الأخير في هذه السلسلة الأسبوع المقبل، فإلى ذلك الحين.