أحدث الأخبار
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد

المصرف المركزي.. توجه حكيم

الكـاتب : محمد العسومي
تاريخ الخبر: 27-08-2015


طوال فترة الإدارة التنفيذية السابقة للمصرف المركزي تم وضع احتياطيات المصرف في سلة واحدة، هي الدولار الأميركي الذي تقدر نسبته بـ98% من إجمالي الاحتياطيات، مقابل 2% فقط مقومة بعملات أخرى ولا شيء للذهب، وذلك على العكس من احتياطيات المصارف المركزية في العالم التي يشكل المعدن الأصفر نسبة كبيرة من احتياطياتها باعتباره ملاذاً آمناً في أوقات الأزمات الاقتصادية العالمية وزيادة المخاطر الجيو- سياسية، وما أكثرها هذه الأيام.

وفي ذلك الوقت لم نجد تفسيراً لهذا التوجه، إلا أنه في كل مرة يتعرض فيها الدولار لأزمة أو انهيار يضع المرء يده على قلبه خوفاً من فقدان جزء مهم من قيمة هذه الاحتياطيات أو انخفاض قيمها بصورة كبيرة، إضافة إلى أن التضخم يستهلك جزءاً منها، إلا أن الإدارة الجديدة للمصرف المركزي اتخذت مؤخراً قراراً حكيماً بإدخال الذهب ضمن أصولها، مما يزيل حالة القلق المرتبطة بتقلبات الدولار ويقلل من المخاطر ويحافظ على هذه الاحتياطيات المهمة للأداء الاقتصادي ولأداء الجهاز المصرفي بصورة خاصة.

وتجدر الإشارة إلى أن الذهب يشكل 75% من احتياطيات بنك الاتحاد الفيدرالي في الولايات المتحدة، وهو البنك المركزي هناك الذي أوجد سلة أصول أكثر تنوعاً، كما أن الذهب يشكل 72% من احتياطيات كل من ألمانيا وفرنسا و13,5% لبنك روسيا المركزي.


ووفق بيانات المصرف المركزي، فإن احتياطيات المصرف المقومة بعملات أجنبية بلغت 278 مليار درهم في شهر مايو الماضي، وهو نفس الشهر الذي قرر فيه المصرف ضم الذهب ليشكل أحد أصوله الدفاعية لأول مرة بمبلغ 351 مليون درهم، مما يشكل 0,13% أي أقل من 1% إلا أنها بداية صحيحة يمكن من خلالها زيادة حصة المعدن الأصفر بصورة تدريجية وبنسبة لا تقل عن 30%، حيث لا يوجد أفضل من هذا الوقت لتنفيذ هذا التوجه الصحيح. فأولا أسعار الذهب انخفضت من أعلى معدل لها والبالغ 2000 دولار للأوقية إلى 1100 دولار بداية الشهر الجاري، قبل أن يرتفع إلى 1166 دولاراً بسبب الأزمة الصينية وانخفاض الدولار والنفط معاً.

ثانياً، أن انخفاض أسعار النفط والمقاطعة الاقتصادية لبعض الدول قد تضطرها لبيع جزء من حصتها من الذهب، مما قد يحد من ارتفاعه بصورة كبيرة في المستقبل القريب، وهو ما قد يسمح للمصرف المركزي باستغلال الأسعار الحالية لرفع نسبة موجوداته من الذهب بصورة تدريجية وشرائه بأسعار متفاوتة لتحقيق معدل أسعار جيد لإجمالي احتياطياته المستقبلية وتنوعها.

وبناء على تجارب العديد من البلدان، فإن الأمر بحاجة لإعادة هيكلة لموجودات المصرف المركزي، بحيث يشكل الدولار نسبة لا تتجاوز 50% و30% للذهب و20 للعملات الرئيسية الأخرى، التي يعتبر الوقت أيضاً مناسباً لشرائها، فسعر الجنيه الإسترليني مناسب جداً، كما هو الحال مع «الين» الياباني، أما اليورو فهو أكثر من مناسب بفضل تدني سعره إلى أرقام قياسية بسبب أزمة اليونان.

ولذلك، فإن أمام المصرف المركزي فرصة تاريخية ليس لإعادة توجيه أصوله لتصبح أكثر مرونة وأقل مخاطرة فحسب، وإنما لتحقيق مكاسب كبيرة من خلال بيع نصف احتياطياته من الدولار وشراء الذهب والعملات الأخرى بأسعار منخفضة. وبالتأكيد فذلك بحاجة لقرار مركزي مرن ويتميز بإمكانية إنجازه بصورة مهنية عالية من خلال متابعة دقيقة لأسعار العملات والذهب وتذبذبهما في الأسواق الدولية، تلك التذبذبات التي ستزداد اتساعاً وسرعة في الفترة القادمة نتيجة لتداعي الأزمات وتقلبات أسعار السلع، وخاصة النفط والتباطؤ الاقتصادي في آسيا، وبالأخص الصين واليابان وأزمة اليونان الضبابية وغموض النمو الاقتصادي الأميركي. ومجمل هذه العوامل يمكن تسخيرها وتحقيق مكاسب اقتصادية ومالية كبيرة، مقابل خسائر متوقعة من جراء تهاوي أسعار النفط، مما قد يقلل من حدة هذه الخسائر، وهو اتجاه يضفي على التوجه الجديد للمصرف المركزي المزيد من الأهمية والحكمة.