أحدث الأخبار
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد

الصراع الفكري المفتعل

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 28-08-2015


شهدت العقود الماضية من عمر الحياة الثقافية للعالم العربي ظهور فريق من الكتاب تعود رؤية الدين، وبالأخص الدين الإسلامي، من منظور إلحادي احتنكه من الفلسفات الغربية، الماركسية والليبرالية، التي اعتنقها وراح يروج لها ويحكم على الدين من خلالها، دون أن يكلف نفسه عناء البحث والاطلاع الدقيق على حقيقة الإسلام وفلسفته في الحياة والمجتمع والوجود. ولو أخضعنا أفكار هذا الفريق للتشخيص وقمنا بتحليل مكنون نتاجاته، لوجدنا أن أهواءً شخصية تحرك أغلبهم ولا تترك مكاناً للدين في نفسه غير الصور المشوهة التي نراها في كتاباتهم وأحاديثهم، خاصة حين يزعمون أن العقل المتحرر من قيود الدين وضوابطه هو وحده القادر على الإنتاج والإبداع! تحت هذا الشعار أعطوا لأنفسهم الحق في كتابة ما يهوون، حتى وإن تعارض مع معايير الموضوعية وقواعد البحث العلمي.. فتسربت أفكارهم في الفضاء الثقافي، محاولة تشويه الإسلام والتشكيك فيه، ما جعل بعض المتأثرين بهم يعتنقون الإلحاد وتزول من حياتهم كل آثار العبودية لله عز وجل والإيمان باليوم الآخر، وينظرون للحياة من منظور الفلسفة المادية لمفكري الغرب مثل هيجل وماركس وداروين وفرويد.. ونظرياتهم في التاريخ والصراع الاجتماعي والتطور التطبيعي وطبيعة النفس البشرية.. مما فتح المجال للصراع الفكري في أرجاء العالم العربي.

ونذكر هنا تلك المعركة التي شهدها عام 1936 بين الدكتور زكي مبارك والدكتور أحمد زكي أبو شادي إثر مقال كتبه الأخير هاجم فيه الإسلام والأزهر الشريف وعلماءه، بل دعا إلى هدم الأزهر. ورغم صداقة زكي مبارك لأبوشادي، فقد عارض أفكار مقاله ورد عليها بقوة.

واستمرت المناوشات الفكرية، حتى وجدنا من يتبنى آراء المبشرين والمستشرقين الذين يشككون في الدين ويشوهون تاريخ الإسلام، بل وجدنا من يطالب بترك القرآن والسنة واستبدالهما بنظريات وأفكار ماتت في الغرب قبل أن تجد من يحاول إحيائها في المجتمعات العربية، بداعي معاداته للدين ولإثارة صراعات فكرية عقيمة هي آخر ما تحتاجه هذه المجتمعات.

ومنذ فترة قرأت بإحدى الصحف العربية حديثاً لأحد الباحثين أراده فرصة لمهاجمة الإسلام والتشهير بعلماء المسلمين، وقدمت الصحيفة ذلك الباحث باعتباره المفكر الكبير صاحب العلم الغزير وأفسحت له المجال ليطعن في الإسلام ويرميه بالجمود والتخلف!

وكان للدكتور عبدالرحمن بدوي، رائد الوجودية في العالم العربي، وهي فلسفة إلحادية تعود إلى هايدجر وسارتر، إسهام كبير في بعض تلك المعارك الفكرية، لكنه عاد لعبّر عن خطورة النزعات الإلحادية على العقل العربي المسلم، عندما قال في حواره مع مجلة الحرس السعودي، وهو على فراش المرض: «لا أستطيع أن أعبر عما بداخلي من إحساس بالندم الشديد لأنني عاديت الإسلام والتراث العربي لأكثر من نصف قرن. أشعر الآن أني بحاجة إلى من يغسلني بالماء الصافي الرقراق لكي أعود من جديد مسلماً، حقاً إنني تبت إلى الله وندمت على ما فعلت وأنوي بعد شفائي أن أكون جندياً للفكر الإسلامي للدفاع عن الحضارة التي شادها الآباء والأجداد والتي سطعت على المشارق والمغارب لقرون وقرون.. أي عقل ناضج يفكر لا يثبت على حقيقة واحدة، لكنه يتساءل ويستفسر، ولهذا فأنا أعيش الآن مرحلة القرب من الله تعالى والتخلي عن كل ما كتبته سابقاً من آراء تتصادم مع العقيدة والشريعة ومع الأدب الملتزم بالحق والخير والجمال.. فقد هضمت تراثنا الإسلامي قراءة وتذوقاً وبحثاً وتحليلاً، وبدا لي أنه لم يتأت لأمة من الأمم مثل هذا الكم النفيس من العلم والأدب والفكر والفلسفة كما تأتي لأمة الضاد.. وأقول: إن العقل الأوروبي لم ينتج شيئاً يستحق الإشاءة والحفاوة مثلما فعل العقل العربي».