أحدث الأخبار
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد

موت مدينة

الكـاتب : زياد الدريس
تاريخ الخبر: 23-09-2015


تداول مغرّدون في مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام فيلماً سينمائياً قصيراً بالأبيض والأسود عن مدينة باريس قبل 95 عاماً. يتجول المصور بين أشهر أحياء ومقاهي المدينة الأوروبية الفاخرة، بجوار الأوبرا وفي جادة الشانزليزيه وعلى ضفاف السان جيرمان وفي عمق مونبرناس.

للذين ترددوا على باريس كثيراً أو عاشوا فيها جزءاً من حياتهم، لم يكن اللافت لهم هو فقط بقاء الأماكن والمباني بالأرقام ذاتها واللافتات بالأسماء ذاتها، بل وأيضاً تشابه الطقوس التي يمارسها الغرسون مثلاً في (كافيه دو لا بي) قبل قرابة قرن من الزمان والآن!

هذه الاستدامة في المكون الثقافي هي ما يعطي المدينة، أيّ مدينة، نكهتها المميزة وخصوصيتها الجاذبة. لكن هذه الاستدامة لا تأتي من المزاولة قصيرة المدى، بل هي وليدة سنين وعقود متوالية من التداول الموروث لثقافة العيش اليومي بين أهل المدينة.

وحتى لا يكون الإعجاب بفيلم باريس العتيقة هو مجرد انبهار بما عند الآخر، فإن من الملائم إنصافاً أن أشير إلى حقيقتين: الأولى أن ليست كل المدن الغربية تملك هذه العراقة الطقوسية التي تملكها باريس، إذ تكتظ أوروبا بمدن كثيرة ليس لها ذاكرة. الحقيقة الثانية أن ليست كل المدن العربية بلا ذاكرة، إذ تنطوي مدينة القاهرة على ذاكرة عتيقة وطقوس ثقافية راسخة تكتظ بها أحياؤها القديمة، والوضع نفسه إلى حدٍ ما يبدو في صنعاء القديمة وفي فاس وفي حلب.

لنتوقف عند مدينة حلب، ونتساءل ودمار الحرب الأهلية يلفّها ويمحو كل ما فيها من ذاكرة ، هل ما زلنا قادرين بعد 95 عاماً على رؤية فيلم عن حلب العتيقة؟!

فيلم باريس صُوّر في العام 1920، أي أنها تعرضت بعد التصوير لمطاحن الحرب العالمية الثانية ومغامرات هتلر الجنونية ثم الثورة الطلابية في العام 1968، لكن هذه الزوابع الحربية والسياسية، الخارجية والداخلية، لم تمنع الإنسان الفرنسي من حماية مدينته من عنف ولامبالاة الأعداء أو من جنون وطيش الأبناء.

أما مدينة حلب، والتي نتناولها هنا نموذجاً عن كثير من مدن «الربيع العربي» البائسة الآن، فهي مرّت عبر مئات السنين بغزوات خارجية واستعمارية لم تضرها كما ضرتها حرب الأبناء الداخلية الآن!

لكأنما (الفارس) العربي حين يخوض الحرب ينسى كل ما سواها، رغم تعاليم الإسلام المكرورة عن أدبيات الحرب في التعاطي مع الموجودات.

ماذا بقي من حلب كي يراه أبناؤنا بعد 95 عاماً؟!