أحدث الأخبار
  • 08:58 . عاجل.. إيران تقصف "إسرائيل" بمئات الصواريخ... المزيد
  • 08:29 . الاحتلال الإسرائيلي يستدعى قوات الاحتياط إلى الحدود اللبنانية... المزيد
  • 07:39 . واشنطن تبلغ الاحتلال الإسرائيلي بهجوم إيراني وشيك... المزيد
  • 07:12 . اتفاق أمريكي-إسرائيلي على "تفكيك البنى التحتية" لحزب الله... المزيد
  • 07:08 . الدوحة.. أمير قطر وولي عهد أبوظبي يبحثان تعزيز التعاون المشترك... المزيد
  • 06:31 . الرئيس الإيراني يزور الدوحة غدا لبحث ملف لبنان وغزة... المزيد
  • 05:25 . الحوثيون يعلنون استهداف إيلات بعدة مسيّرات... المزيد
  • 12:28 . النصر السعودي يفوز على الريان القطري في دوري أبطال آسيا... المزيد
  • 11:00 . فرنسا ترسل سفينة عسكرية إلى سواحل لبنان... المزيد
  • 10:47 . الحوثيون يعلنون إسقاط مسيّرة أميركية... المزيد
  • 10:45 . "ألفا ظبي" تستكمل بيع 49% من شركة إنشاءات تابعة إلى "القابضة إيه دي كيو"... المزيد
  • 10:45 . الوصل يسقط أمام ضيفه أهلي جدة بدوري أبطال آسيا... المزيد
  • 10:41 . السعودية تتوقع عجزا في موازنتها للأعوام الثلاثة المقبلة... المزيد
  • 10:31 . جيش الاحتلال يبدأ الهجوم البري داخل لبنان... المزيد
  • 10:29 . "العالمية القابضة" تعتزم الاستثمار في البنية التحتية بجنوب أفريقيا... المزيد
  • 10:19 . ارتفاع طفيف لأسعار النفط مع ضعف توقعات الطلب العالمي... المزيد

شعوب نائمة.. شعوب نامية

الكـاتب : ناصر الظاهري
تاريخ الخبر: 30-11--0001

ناصر الظاهري

الشعب الفرنسي لا ينام ويعاني اضطرابات في النوم، لذا اعتبرتها فرنسا مشكلة قومية، فخصصت لها 35 مليون درهم لدراسة هذه الحالة، وإيجاد الحلول لها، وتحسين ثقافة النوم عند المواطنين، والتدريب عليه منعاً لأرق الشعب الفرنسي، لذا أطلق وزير الصحة دعوة للموظفين العموميين والخصوصيين بأن يأخذوا 15 دقيقة، كغفوة سريعة، تعتبر بمثابة قيلولة خلال أوقات العمل الرسمي، ولن يلام أحد على ذلك، لأنها مفيدة للصحة العامة، وتجدد النشاط، وتزيد من ساعات الإنتاج “الكيفي” بعد أن يكون المواطن الفرنسي كيّف وتكيّف من تلك الإغماضة الجميلة والتي تأتي دون استئذان، خاصة بعد وجبة الظهر، وفي طقس نهار حار، مثل هذا القول كان ينادي به آخر الرؤساء التاريخيين ميتران، أنه لا بد من عشر دقائق ساعة الظهر، ولو اضطررت لها أيها الإنسان واقفاً، كما تنام الخيل أو الصافنات الجياد.
لاحظوا كيف تهتم الأمم بإنسانها، وكيف تقلق من أرقه، ولأنها تريد لحضارتها الإنتاج والرقي، تظل تفكر في نومه، في حين نحن العرب، إن شاء الله ما نام المواطن الغلبان، أقول لكم أحياناً إن رأت بعض الحكومات مواطنها فرحان أغضبته، وإن رأت مواطنيها نيام أيقظتهم بفزع أو على خبر لا يسر بل يضر، وبعض الحكومات إن رأت الشعب كالبهائم نائم، فرحت وسعدت وقالت إن الأمن مستتب، وبالمقابل الإنسان العربي نفسه ما يقصر، تجد الواحد منهم، نائماً نومة أهل الكهف، ولو سحب الواحد منهم بسلاسل لينهض من رقدته، فلن ينهض، وكأنها رقدته الأخيرة.

مشكلة النوم عند الشعوب مشكلة مقدسة، وبعضهم اخترع لها الأمثال، مثل النوم سلطان، وبعد الفول خمول، ومن هؤلاء الشعوب المنعوتين بحب النوم وخاصة في الظهر العرب والأفارقة والصينيون والهنود والمكسيكيون والإسبان الذين يعشقون القيلولة أو “سستا” بالإسبانية، والتي كانت من أم المشكلات التي عرقلت دخول إسبانيا إلى الاتحاد الأوروبي، لأن الإسبان ورثوا نومة القيلولة عن العرب، وصدروها لأميركا اللاتينية، وما زالوا متمسكين بها، والألمان لا يعجبهم مثل هذا الأمر، فالواحد منذ نهضة الصباح الباكر وحتى موعد شرابهم من جعة الشعير مساء في كاساتهم التي تشبه براميل المونة، لا يغمض للواحد منهم جفن أو يتثاءب على الإطلاق، فكل الساعات للعمل، وللنوم موعد محدد، الإسبان المتحمسون لدخول السوق الأوروبية، عاندوا في البداية وركبوا رؤوسهم، وقالوا وداعاً لفوالة الضحى وثرثرتها، ووداعاً لنومة القائلة، لكنهم ما لبثوا أن تركوا السوق الأوروبية مفتوحة، وعادوا لقيلولتهم.

الصينيون بعدما يأكلون مما كتبه الله لهم من دواب الأرض وخشفها، يربط كل واحد منهم منامته على جذع شجرة أو تحت حديد الجسور، وينام معلقاً في الهواء، في حين بعض الشعوب المنتجة لا الخاملة الهاملة، لا تعرف معنى لكلمة تصبح على خير!