أحدث الأخبار
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد

في غرفة الكتابة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 05-04-2016


في واحد من أكثر الكتب طرافة «كيف تُكتب الرواية»، يكتب الروائي العظيم جارسيا ماركيز، «إن أكثر سؤال يوجه للروائيين هو كيف تكتب رواية، وفي الحقيقة فإننا جميعاً نمتلك الإجابة المرضية التي قد تقنع صاحب السؤال، لكن المشكلة ليست في إفشاء سر الكتابة وشرح طريقة صنع كعكة الرواية، ليس هناك خطوات أو وصفة جاهزة للرواية أبداً».

لقد بحث ماركيز عن الحقيقة وليس عن الطريقة، ليقول لهم في النهاية إن الرواية تعاش ولا تكتب، بمعنى أنك يجب أن تعيش الحياة بكل تفاصيلها ودقائقها، بكل مسراتها وأوجاعها، تتغلغل في وجوه الناس، كل الناس ما استطعت، تتغلغل في وجدانهم دون اختيار أو انتقاء أو تعال، لتكتب في النهاية رواية الناس، رواية للناس، الرواية الواقعية الساحرة والمهيمنة على الوجدان، فالصدق صفة إنسانية متبادلة، يجب أن تكون حقيقياً لأصدقك. وكفى، ليس هناك ألغاز أبداً، الحياة في موازاة القص، العيش في تقاطعه الحار والمتدفق مع الرواية!

كتبت منذ فترة عن الكتابة حين تكون فعل استشفاء، هذا لا يعني أن الكتابة لم تكن سجناً، أو لم تكن رصاصة وقيداً وسبباً للجنون، فالكتابة تشبه تلك الغرفة المطلة على كل الجهات، أطل نزار قباني من إحدى نوافذها فوصف فتنة النساء العابرات أسفل نافذته، بينما حين أطل منها الشاعر أحمد فؤاد نجم سمع وقع أقدام العساكر في طريقهم لاقتياده للمعتقل، وغير بعيد أطلت الكاتبة فرجينيا وولف لترى نفسها تعبر نهراً لتسقط في لجته منتحرة بسبب حساسيتها وهلوسات نفسها، أما لوركا شاعر إسبانيا.

فقد رأى أولئك الحاقدين يشون به ويسوقونه لحتفه، وسمع بأذنيه دوي الرصاصات التي ستخترق جسده بينما هو يلقي آخر قصائده الجميلة، في غرفة الكتابة نفسها يجلس رجل ليراقب الكتابات التي ينتجها هؤلاء، بينما ينادي زعيم بالحرية ومجد الإنسان الذي عليه أن يرفع رأسه دائماً، وفي الجهة الأخرى يُزج بكاتب مقالات اسمه علي وشقيقه مصطفى أمين في السجن!

لماذا يكتبون وهم يعلمون نهاياتهم؟ بالتأكيد لم يكونوا يعلمون شيئاً عن نهاياتهم، لكن كيف كان سيحدث التغيير إذاً لولا هؤلاء الذين عبروا وكتبوا وصرخوا وضحوا؟ مارتن لوثر كنج وقف أمام الحشود وقال: «لدي حلم وسوف يتحقق ذات يوم»، قتل لوثر كنج لكن الحلم تحقق وارتفع شأن الأمة، وقتل كاتب آخر وثان وعاشر، لكن أفكارهم طارت لتملأ نفوس كل الناس، وبهذا عادت لهم الحياة مجدداً، علينا أن نكتب وليس علينا انتظار النهايات، الكتابة فعل أمل وبداية وليس إعلان نهاية أبداً، تماماً مثل العمل والحب والسعي للتغيير!