أحدث الأخبار
  • 07:40 . اندلاع حريق هائل في جزيرة الريم بأبوظبي... المزيد
  • 07:18 . التليغراف: علاقات أبوظبي مع الغرب مهددة بسبب المذابح في السودان... المزيد
  • 05:43 . مقتل ستة جنود باكستانيين في هجوم مسلح قرب حدود أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . الموارد البشرية: نحو 18 ألف عامل حصلوا على دعم مالي منذ تطبيق التأمين ضد التعطل... المزيد
  • 11:10 . "التعليم العالي" تسحب الاعتراف بمؤهلات جامعة ميدأوشن بعد مخالفات جسيمة... المزيد
  • 11:06 . من الرياض.. "العليمي" يتهم الانتقالي بتقويض الدولة وتهديد الاستقرار في الشرق اليمني... المزيد
  • 11:02 . عروض عسكرية واسعة في سوريا بالذكرى الأولى لإسقاط نظام الأسد... المزيد
  • 10:58 . خبراء يمنيون: المشهد اليمني ينزلق إلى صراع نفوذ مفتوح بين الرياض وأبوظبي... المزيد
  • 07:45 . مجلة أمريكية: المواجهات جنوبي اليمن "حرب بالوكالة" بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:33 . سموتريتش يخصص 843 مليون دولار لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة... المزيد
  • 05:52 . هرتسوغ يهاجم زهران ممداني لانتقاده حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 11:48 . احتجاجات في جوروجيا ضد خطط بناء تنفذها شركة إماراتية... المزيد
  • 11:33 . "التعاون الخليجي" يستنكر تصريحات إيران حول جزر الإمارات المحتلة... المزيد
  • 11:22 . الغارديان: استيلاء حلفاء أبوظبي على جنوب اليمن يمثل انتكاسة كبيرة للسعودية... المزيد
  • 11:02 . أوكرانيا.. إصابة سبعة أشخاص على الأقل جراء قصف روسي بالمسيرات... المزيد
  • 10:47 . الأبيض الأولمبي يفوز على اليمن بثلاثية في كأس الخليج بقطر... المزيد

التعايش واحترام الآخر

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

محمد الباهلي

كما هو متوقع من اليمين الأوروبي المتطرف، والذي فاز أخيراً بمقاعد متقدمة في الانتخابات الأوروبية، حاملاً أجندته السياسية حيال الآخر المختلف، فقد قام النائب الهولندي اليميني المتطرف «خيرت فيلدرز» بالإساءة مرّة أخرى إلى الإسلام والمسلمين، وذلك باستبدال عبارة الشهادتين المكتوبة على علم المملكة العربية السعودية بعبارة مسيئة للإسلام والقرآن الكريم. وهذه ليست أول مرة يرتكب فيها فيلدرز مثل هذا السلوك، فقد سبق أن شبه القرآن الكريم بكتاب «كفاحي» لهتلر، كما وصف الإسلام بالفاشية.

الرد السعودي على الإساءة الأخيرة كان في غاية الأهمية، لأن بعض المتطرفين لا يرتدعون عن سلوكهم المسيء إلا بلغة القوّة والمصالح، وعلى الأخص المصالح المالية والاقتصادية، حيث فرضت المملكة العربية السعودية عقوبات تجارية على شركات هولندية. وبعد أن عرفت هولندا أن هذه العقوبات ستؤثر على مصالحها السياسية والاقتصادية، وخصوصاً التبادل التجاري الذي يصل بين البلدين نحو سبعة مليارات يورو سنوياً، سارع مسؤولوها الحكوميون للهرولة نحو المملكة، معبرين عن استيائهم الشديد من تصرفات المتطرف فيلدرز. وقال وزير الخارجية الهولندي: «نحن نحترم حرية الرأي التي يتمتع بها فيلدرز، لكننا نعتقد أنه لا يجوز الدوس على مشاعر الناس»، ثم أضاف: «منذ قيام فيلدرز بهذا التصرف ونحن نجري محادثات مع الحكومة السعودية، ونأمل أن نتمكن من تفادي وقوع الأضرار التي قد تلحق بالاقتصاد الهولندي بسبب تصرف فيلدرز».

لكن هناك من الخبراء والدارسين من يرى أن مثل هذه التصرفات المسيئة والعدائية حيال الإسلام والمسلمين، وهي متكررة، إنما ترجع إلى خصوصية نمط التعليم والتربية والتثقيف في النظام الغربي، وخاصة إذا ما تعلق الأمر بالإسلام والتحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأيديولوجية العميقة التي عرفتها المجتمعات الغربية خلال الأعوام الأخيرة، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وهي كذلك نتاج للخصائص الذاتية للعقل الغربي وطريقة نظره للآخر المختلفة، خاصة إذا كان ذلك الآخر هو الإسلام.

ولا يخفى على أحد أن الديمقراطية وحريّة الرأي التي يفاخر الغرب بأنها من أهم مكوناته الحضارية، قد حولها هؤلاء المتطرفون إلى شماعة للإساءة للآخرين، والاعتداء على دينهم وخصوصيتهم، وبصفة خاصة الإسلام الذي يدين به أكثر من مليار مسلم، يمثلون ربع سكان العالم.

إننا مع الديمقراطية وحرية الرأي، ومع إعطاء الفرد حقه في حرية التفكير والاختيار، ومع الديمقراطية التي تنص على قيم أخلاقية عالية، لكننا نحترم خصوصية الآخر، ونحرص على التعايش معه.

وهناك في الغرب كثير من المنصفين ممن يستهجنون مثل هذه الإساءات والافتراء التي ما فتئ فيلدزر وأمثاله يمارسونها ضد الإسلام، وهم (المنصفون) يرون أن مثل هذا السلوك لا يفيد بلدانهم في سياستها الداخلية والخارجية، وأنه لا ينبغي التحجج بالديمقراطية واستغلالها لتنمية العداء ضد الآخر أو العمل بوجهين؛ وجه لا يريد التفريط في مصالح بلاده الوطنية، ووجه يتغاضى عن التطاول الذي يمارسه المتطرفون تحت (يافطة) الديمقراطية.