أحدث الأخبار
  • 06:35 . سلطات غزة تعلن حصيلة الأضرار الكارثية لمنخفض "بيرون"... المزيد
  • 12:11 . إيران تصادر ناقلة نفط في خليج عمان... المزيد
  • 12:11 . ارتفاع حصيلة انفجار "غامض" بحفل زفاف في درعا إلى 33 مصابا... المزيد
  • 11:56 . ترامب يعلن بدء ضربات أميركية ضد عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية... المزيد
  • 11:52 . محكمة تونسية تقضي بسجن المعارِضة عبير موسي 12 عاما... المزيد
  • 11:31 . وثيقة تكشف استيلاء أمريكا على ناقلة نفط قرب فنزويلا قبل انتهاء صلاحية مذكرة مصادرة... المزيد
  • 11:30 . وفد إماراتي–سعودي يصل عدن لاحتواء التوتر في المحافظات الشرقية ودفع الانتقالي للانسحاب... المزيد
  • 01:09 . تحليل: صعود نفوذ الإمارات جنوب اليمن يضع السعودية أمام معادلة أكثر تعقيداً... المزيد
  • 12:45 . "الأبيض" يحلق إلى نصف نهائي كأس العرب على حساب الجزائر... المزيد
  • 10:27 . وزيرا خارجية عمان وتركيا يبحثان تعزيز الشراكة وتطورات المنطقة... المزيد
  • 10:27 . بريطانيا تفرض عقوبات على أربعة من قادة قوات الدعم السريع بينهم شقيق دقلو... المزيد
  • 10:26 . حكومة الإمارات تصدر تعديلات جديدة على قانون الجرائم والعقوبات وسط انتقادات حقوقية مستمرة... المزيد
  • 05:36 . قمة كروية مرتقبة في ملعب البيت.. "الأبيض" يواجه الجزائر في ربع نهائي كأس العرب... المزيد
  • 01:59 . وفاة سبعة فلسطينيين بغزة جراء انهيارات بسبب المنخفض الجوي... المزيد
  • 01:58 . الإمارات والاتحاد الأوروبي يطلقان مفاوضات لإبرام شراكة استراتيجية شاملة... المزيد
  • 01:57 . أمريكا " تضغط" للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف النار وإلزام الاحتلال بإزالة الأنقاض وإعمار غزة... المزيد

التعايش واحترام الآخر

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

محمد الباهلي

كما هو متوقع من اليمين الأوروبي المتطرف، والذي فاز أخيراً بمقاعد متقدمة في الانتخابات الأوروبية، حاملاً أجندته السياسية حيال الآخر المختلف، فقد قام النائب الهولندي اليميني المتطرف «خيرت فيلدرز» بالإساءة مرّة أخرى إلى الإسلام والمسلمين، وذلك باستبدال عبارة الشهادتين المكتوبة على علم المملكة العربية السعودية بعبارة مسيئة للإسلام والقرآن الكريم. وهذه ليست أول مرة يرتكب فيها فيلدرز مثل هذا السلوك، فقد سبق أن شبه القرآن الكريم بكتاب «كفاحي» لهتلر، كما وصف الإسلام بالفاشية.

الرد السعودي على الإساءة الأخيرة كان في غاية الأهمية، لأن بعض المتطرفين لا يرتدعون عن سلوكهم المسيء إلا بلغة القوّة والمصالح، وعلى الأخص المصالح المالية والاقتصادية، حيث فرضت المملكة العربية السعودية عقوبات تجارية على شركات هولندية. وبعد أن عرفت هولندا أن هذه العقوبات ستؤثر على مصالحها السياسية والاقتصادية، وخصوصاً التبادل التجاري الذي يصل بين البلدين نحو سبعة مليارات يورو سنوياً، سارع مسؤولوها الحكوميون للهرولة نحو المملكة، معبرين عن استيائهم الشديد من تصرفات المتطرف فيلدرز. وقال وزير الخارجية الهولندي: «نحن نحترم حرية الرأي التي يتمتع بها فيلدرز، لكننا نعتقد أنه لا يجوز الدوس على مشاعر الناس»، ثم أضاف: «منذ قيام فيلدرز بهذا التصرف ونحن نجري محادثات مع الحكومة السعودية، ونأمل أن نتمكن من تفادي وقوع الأضرار التي قد تلحق بالاقتصاد الهولندي بسبب تصرف فيلدرز».

لكن هناك من الخبراء والدارسين من يرى أن مثل هذه التصرفات المسيئة والعدائية حيال الإسلام والمسلمين، وهي متكررة، إنما ترجع إلى خصوصية نمط التعليم والتربية والتثقيف في النظام الغربي، وخاصة إذا ما تعلق الأمر بالإسلام والتحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأيديولوجية العميقة التي عرفتها المجتمعات الغربية خلال الأعوام الأخيرة، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وهي كذلك نتاج للخصائص الذاتية للعقل الغربي وطريقة نظره للآخر المختلفة، خاصة إذا كان ذلك الآخر هو الإسلام.

ولا يخفى على أحد أن الديمقراطية وحريّة الرأي التي يفاخر الغرب بأنها من أهم مكوناته الحضارية، قد حولها هؤلاء المتطرفون إلى شماعة للإساءة للآخرين، والاعتداء على دينهم وخصوصيتهم، وبصفة خاصة الإسلام الذي يدين به أكثر من مليار مسلم، يمثلون ربع سكان العالم.

إننا مع الديمقراطية وحرية الرأي، ومع إعطاء الفرد حقه في حرية التفكير والاختيار، ومع الديمقراطية التي تنص على قيم أخلاقية عالية، لكننا نحترم خصوصية الآخر، ونحرص على التعايش معه.

وهناك في الغرب كثير من المنصفين ممن يستهجنون مثل هذه الإساءات والافتراء التي ما فتئ فيلدزر وأمثاله يمارسونها ضد الإسلام، وهم (المنصفون) يرون أن مثل هذا السلوك لا يفيد بلدانهم في سياستها الداخلية والخارجية، وأنه لا ينبغي التحجج بالديمقراطية واستغلالها لتنمية العداء ضد الآخر أو العمل بوجهين؛ وجه لا يريد التفريط في مصالح بلاده الوطنية، ووجه يتغاضى عن التطاول الذي يمارسه المتطرفون تحت (يافطة) الديمقراطية.