يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعاً في موسكو مع نظيرهم الروسي، سيرغي لافروف، الخميس، وهو الاجتماع الوزاري المشترك الرابع للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون وروسيا.
يترأس الاجتماع من جانب مجلس التعاون عادل الجبير، وزير خارجية السعودية، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون، كما سيشارك في الاجتماع عبد اللطيف الزياني، الأمين العام للمجلس.
وسيتم خلال الاجتماع بحث العلاقات الخليجية الروسية، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية، ولا سيما الوضع في سوريا والعراق.
ويعكس الاجتماع الوزاري في موسكو التقدم الذي برز على صعيد العلاقات بين الجانبين، وتطورها بشكل كبير في الأعوام الأخيرة.
ويُلبي تدمير قوة تنظيم الدولة مصالح كل من دول الخليج وروسيا على حد سواء، رغم التجاذبات والاختلافات بشأن مصير نظام بشار الأسد في سوريا، والتدخل الإيراني في المنطقة.
ومن نقطة الاتفاق هذه تنطلق دول الخليج وروسيا نحو تعزيز أكبر للعلاقات السياسية والاقتصادية، تاركين قضية وجود الأسد لما يمكن التوصل إليه عبر تسوية سياسية برعاية دولية.
وتقول كبيرة الباحثين في مركز الدراسات العربية والإسلامية بمعهد الدراسات الشرقية الروسية، إيرينا زفياجلسكاية: إن "تدمير تنظيم الدولة يلبي مصالح كل من روسيا ودول الخليج، ومن المهم جداً تنسيق أعمال الطرفين؛ لأن لديهم نهجاً مختلفاً في هذه المشكلة".
وتعتقد زفياجلسكاية أن "دول الخليج تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع روسيا؛ للحد من التدخل الإيراني في الموضوع السوري على وجه الخصوص".
ومنذ مطلع العام الجاري توافد على موسكو العديد من القادة الخليجيين؛ أبرزهم أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والعاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة.
كما زار محمد بن زايد موسكو نحو 3 مرات خلال الشهور القليلة الماضية خاصة قبيل العدوان الروسي على الشعب السوري وبعيد إعلان موسكو في مارس الماضي وقف عدوانها جزئيا. وكان من المقرر أن يزور الملك سلمان روسيا ولكن العدوان الروسي أرجأ الزيارة إلى أجل غير مسمى.
ولولا التدخل الروسي لسقط نظام الأسد منذ عدة شهور وفق تأكيدات المعارضة السورية، إذا جاء التدخل الروسي مناقضا تماما للمصالح السعودية، كما أن موسكو لا تحارب تنظيم الدولة وإنما تقاتل المعارضة التي تصفها "بمعارضة الرياض"، ورغم التباعد في سياسة البلدين إلا أنهما يصران على إقامة هذه العلاقات إلى مدى بعيد وهو ما يضعها في محل انتقاد مراقبين وناشطين عربا.
