أحدث الأخبار
  • 09:56 . دعوات حقوقية بإخراج أعضاء "الإمارات84" من "الانفرادي" ومنحهم حق التواصل مع محاميهم وعائلاتهم... المزيد
  • 08:38 . قرقاش يشيد باحتضان قطر مراسم تشييع هنية.. ورفيعة غباش تصفه بـ"أبي الشهداء وسيد المقاومة"... المزيد
  • 08:34 . الاحتلال يعتقل خطيب المسجد الأقصى بعد نعيه إسماعيل هنية... المزيد
  • 07:57 . وسط هتافات "لن نعترف بإسرائيل".. الآلاف يشيعون جثمان إسماعيل هنية ومرافقه في الدوحة... المزيد
  • 07:20 . المغرب تكتسح الولايات المتحدة وتبلغ نصف نهائي أولمبياد باريس... المزيد
  • 06:57 . أبوظبي تدعي اكتشاف تنظيم سري جديد في الخارج تابع للإخوان المسلمين... المزيد
  • 02:42 . "المركزي" يفرض عقوبة 5.8 مليون درهم على بنك عامل في الدولة... المزيد
  • 02:41 . ثلاث نصائح للاسترخاء النفسي والتخلص من التوتر أثناء القيادة... المزيد
  • 02:41 . الذهب يتجه لتحقيق مكسب أسبوعي... المزيد
  • 02:41 . النفط يتجه لرابع خسارة أسبوعية على التوالي... المزيد
  • 11:26 . الكويت تنفي استخدام أراضيها لهجوم على دول الجوار... المزيد
  • 10:30 . إعلام إيراني: التحقيقات تشير إلى اغتيال هنية بصاروخ أطلق من الجو... المزيد
  • 10:30 . "رويترز": تركيا تمنع التعاون بين الناتو و"إسرائيل" منذ أكتوبر... المزيد
  • 10:28 . عبدالله بن زايد يبحث مع بلينكن التطورات الخطيرة في المنطقة وسبل وقف التصعيد... المزيد
  • 10:27 . ميزانية المصرف المركزي تتخطى 800 مليار درهم للمرة الأولى في تاريخها بنهاية مايو... المزيد
  • 09:13 . وصول جثمان إسماعيل هنية إلى الدوحة (فيديو)... المزيد

"فيسك": بيريز لم يكن صانع سلام.. لن أنسى منظر الدماء والأشلاء في حروبه

وكالات – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 02-10-2016


عندما سمع العالم أن بيريز مات؛ صاح قائلًا: «مات صانع السلام!»، لكنني عندما سمعت بموته، فكرت بالدم والنار والمذابح.

لقد رأيت النتائج بنفسي: أجساد أطفال ممزقة، وصراخ اللاجئين، والجثث المحترقة. كان اسم المكان هو قانا، وكانت أغلبية الجثث الـ106 – نصفها جثث لأطفال – ملقاة تحت المعسكر التابع للأمم المتحدة، بعدما مزقتها القذائف الإسرائيلية في عام 1996. كنت مع قافلة الأمم المتحدة خارج القرية الجنوبية في لبنان، ومرت هذه القذائف من فوق رؤوسنا إلى المخيم المكدس باللاجئين، واستمر القصف سبع عشرة دقيقة.

شيمون بيريز، الذي رشح نفسه لانتخابات رئاسة الوزراء – وهو المنصب الذي ورثه بعد اغتيال سلفه إسحق رابين – قرر تعزيز أوراق اعتماده العسكرية قبل يوم الاقتراع بالهجوم على لبنان. واتخذ الحاصل على جائزة نوبل للسلام بالمناصفة، إطلاق حزب الله لصواريخ الكاتيوشا على إسرائيل من الحدود اللبنانية ذريعةً لذلك. 

في واقع الأمر؛ جاءت هذه الصواريخ التي أطلقها حزب الله انتقامًا لقتل طفل لبناني بقنبلة مفخخة، اعتقد حزب الله أن دورية إسرائيلية هي من قامت بزرعها، ولكن هذا لم يشغل بال إسرائيل. بعد أيام قليلة، تعرضت القوات الإسرائيلية داخل لبنان لهجوم بالقرب من قانا، فانتقمت هذه القوات الإسرائيلية بإطلاق النار على القرية. وصبت قذائفها الأولى على مقبرة كان حزب الله يستعملها، أما باقي القذائف فقد طارت مباشرةً نحو مخيم كان يقيم فيه مئات المدنيين، يعود للكتيبة الفيجية التابعة لقوة الأمم المتحدة. وأعلن بيريز قائلًا: «لم نكن نعرف بتجمع مئات الأشخاص في هذا المخيم، وكانت هذه مفاجأةً مريرةً لنا».

كانت تلك كذبة منه، فقد احتل الإسرائيليون قانا سنوات كثيرة بعد اجتياح عام 1982، وكانت لديهم شرائط فيديو عن المخيم، بل حتى كانوا يسيرون طائرة بدون طيار فوق المخيم في يوم مذبحة 1996 – وهي حقيقة ظلوا ينكرونها حتى قدم لي جندي من قوات الأمم المتحدة شريط فيديو، كان بحوزته، للطائرة بدون طيار التي نشرنا مشاهد منها في «الإندبندنت». علاوة على أن الأمم المتحدة قد أخبرت الإسرائيليين مرارًا وتكرارًا عن تكدس المخيم باللاجئين.

كانت هذه هي مساهمة بيريز للسلام في لبنان. لقد خسر الانتخابات، وربما لم يفكر بقانا قط، أما أنا فلم أنسه.

كان الدم يسيل من بوابات الأمم المتحدة بغزارة عندما وصلت إليها، وكان باستطاعتي شم رائحته، وقد لطخ أحذيتنا ولصق بها مثل الغراء، وكانت هناك سيقان وأذرع، وأطفال دون رؤوس، ورؤوس عجائز دون أجساد. وكانت هناك جثة رجل مقسومة إلى نصفين ومعلقة على شجرة تشتعل، وما تبقى منه كان على النار.

وتابع "فيسك" في مقاله الذي نشر ترجمته "ساسة بوست"، أجرت الأمم المتحدة تحقيقًا، ذكرت فيه على استحياء أنها لا تعتقد بأن المذبحة كانت حادثًا غير مقصود، إلا أن تقرير الأمم المتحدة اتُهم بمعاداة السامية، ونشرت صحيفة إسرائيلية جريئة في وقت لاحق مقابلة مع جنود المدفعية الذين أطلقوا القذائف على قانا. وأشار ضابط إسرائيلي إلى سكان القرية قائلًا إنهم عصابة من العرب «أرابوشيم بالعبرية»، وقال: «موت مجموعة من العرب، لا توجد مشكلة في ذلك»، ولم يكن رئيس هيئة الأركان مكترثًا بالقدر نفسه إذ قال: «لست على دراية بأي قواعد أخرى للعبة، سواء للجيش الإسرائيلي أو للمدنيين».

أطلق بيريز على عملية اجتياحه للبنان اسم «عملية عناقيد الغضب»، والذي – إن لم يُستوحَ من عنوان رواية الروائي الأمريكي جون  شتاينبك – قد أتى من سفر التثنية: «من خارج السيف يثكل، ومن داخل الخدور الرعبة. الفتى مع الفتاة والرضيع مع الأشيب» (سفر التثنية 32: 25)، فهل يوجد وصف أمثل من هذا لما حدث في هذه الدقائق السبع عشرة في قانا.

نعم بالطبع قد تغير بيريز في السنوات الأخيرة. لقد زعموا أن أرييل شارون نفسه – الذي راقب جنوده المذبحة التي وقعت في مخيمات صبرا وشاتيلا عام 1982، والتي ارتكبها حلفاؤهم اللبنانيون المسيحيون – كان صانع سلام أيضًا عندما مات. لكنه على الأقل لم يحصل على جائزة نوبل للسلام.

أصبح بيريز لاحقًا داعمًا لمسألة «حل الدولتين»، بالرغم من استمرار نمو المستوطنات اليهودية في أراضي الفلسطينيين، والتي كان يدعمها بتعصب في السابق.

والآن، يجب علينا أن نطلق عليه «صانع سلام»، واحسب، إن استطعت، كم مرة ستذكر فيها كلمة «سلام» في كلمات النعي له في الأيام القليلة القادمة، ثم احسب كم مرة ستظهر كلمة قانا.