أطلقت وزارة الداخلية، وفي إطار جهودها المتواصلة وحربها المستمرة لمكافحة المخدرات، حملة جديدة لتحذير أفراد المجتمع كافة من شرور المخدرات بأشكالها، وأنواع السموم التي تطفئ معها حياة إنسان سقط في لحظة ضعف وعمى في براثن الإدمان، واختارت عنواناً للحملة الجديدة «قَصّوا علي»، بما يحمله من دلالة عميقة وإشارة لتوريط أفراد من هذا المجتمع، وجرهم نحو مستنقعات الإدمان والهاوية والضياع، وبالذات النشء والأغرار في غفلة من الأهل والأسرة من جراء رفاق السوء، وصاحب السوء، و«الصاحب ساحب» كما يقال في الأمثلة الشعبية.
وكان الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، قد دشن الحملة بتغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، قال فيها إن «أصدقاء السوء من أكثر الأسباب التي تجر الشباب إلى هاوية المخدرات.. اختر الصديق قبل الطريق»، ونشر سموه مقطع فيديو تعبيرياً على الحساب ذاته، يظهر فيه معاناة شاب أثرت فيه المخدرات، وينتهي المقطع بعبارة «قَصوا عَلَيْ». كما لخص سموه آفة الإدمان على المخدرات، بأنها تشويه لكل ما هو جميل في هذه الحياة، وأنها ألم يشوه الحياة.
وأطلقت وزارة الداخلية وسماً على حسابها في «تويتر» بعنوان «شاركونا حملة مكافحة المخدرات . . قصوا عليْ»، دعت فيه مؤسسات وقطاعات المجتمع كافة، إلى التفاعل مع الحملة والمساهمة في نشر التوعية، في جهد يعكس حرصها على إشراك الجميع في جهود التصدي والمكافحة، لأن الخطر يهدد الجميع، ويستهدف تقويض المجتمع باستهداف أهم شرائحه، النشء والشباب.
وتتضمن الحملة أنشطة توعوية في وسائل الإعلام «المرئية والمسموعة والمقروءة»، إلى جانب شاشات المراكز التجارية والبنايات في العاصمة ومختلف مناطق الدولة، وإعلانات توعية بالأضرار الجسيمة والقاتلة للمخدرات على مختلف وسائل الإعلام المطبوعة المرئية والمسموعة والمقروءة.
الحملة التي تنظمها إدارة الإعلام الأمني في الأمانة العامة لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بالتعاون مع المركز الوطني للتأهيل، جاءت في توقيت ينشط فيه مروجو السموم، مع اقتراب الامتحانات وإجازات الصيف الطويلة، ومع يرتبط بها من فراغ. فتجد تجار سموم يزينون بضاعة الموت، وبالذات الأنواع المطورة والمصنعة من المخدرات التي يتم من خلالها استدراج الشباب بزعم وجود أنواع من الحبوب والعقاقير ترفع درجة التركيز أو القدرات البدنية، وتحقق في الوقت ذاته النشوة والبهجة لمستخدمها.
كثيرون تساقطوا في هذا المستنقع، وكان أحد أسباب السقوط إلى الهاوية مع رفيق السوء، غياب رقابة الأهل وانشغالهم عما يطرأ على فلذات أكبادهم من تغيرات، وبعضهم الآخر يحاول التستر عليهم خوف الفضيحة، ولكنها سرعان ما تدوي في صورة خبر صاعق عن وفاة مفاجئة جراء جرعة زائدة. لذلك تجيء مثل هذه الحملات والمبادرات التوعوية لتذكيرنا بمسؤوليتنا نحو الأبناء، وهي مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود، حتى لا يجد ذلك الغر نفسه في موقف يكون فيه بقايا إنسان، ولا يجد ما يبرر به موقفه حول الوضع الذي هو فيه سوى عبارة «قَصّوا علي». وحينها لا ينفع الندم. والله نسأل أن يحفظ شبابنا من هذه الشرور، وتحية لكل جهد طيب مبارك لحماية المجتمع.